الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

في الصين.. أرقام السيارات تعكس حجم الاستثمارات الأجنبية

في الصين.. أرقام السيارات تعكس حجم الاستثمارات الأجنبية
30 أكتوبر 2006 21:44
إعداد ـ أيمن جمعة: عادة ما يتنافس الأثرياء في شتى أنحاء العالم على شراء لوحات بأرقام مميزة لسياراتهم، وذلك لأسباب مختلفة تتعلق أساساً بإظهار الوضع الاجتماعي··وبالتأكيد لا تتضمن هذه الأسباب أن يكون لهذه الأرقام أي تأثير على أنشطتهم أو استثماراتهم· غير أن ''العلاقة الخاصة'' بين هونج كونج والصين ''الوطن الأم''، فرضت ظهور لوحات مميزة للقيام بمهمتين رئيسيتين الأولى: تسهيل المرور على الحدود الإدارية بين الجانبين، والثانية: تقديم مؤشرات دقيقة جدا لحجم الاستثمارات الأجنبية في إقليم شوانجدونج الصيني··! وتتميز هذه الفئة المميزة اللوحات باللونين الأبيض والأسود، وتحمل رموزاً صينية تشير إلى اسم مملكة تاريخية قامت في جنوب الصين، كما أنها في الوقت نفسه الاختصار ''الحديث'' لاسم اقليم جوانجدونج· وقد ارتفع عدد السيارات الفاخرة في هونج كونج التي تحمل هذه اللوحات إلى 11500 سيارة من 8600 سيارة قبل ثلاثة أعوام فقط· والعدد هنا مسألة حيوية جدا لأنه يعكس حجم الاستثمارات الأجنبية الموجودة في جوانجدونج والتي لا تقل عن 11,5 مليار دولار··! والسر في ذلك أن السلطات في إقليم جوانجدونج تطالب كل مستثمر بأن يضخ ما لا يقل عن مليون دولار، في مشروع بها أو 400 ألف دولار في إحدى مناطقها الجبلية النائية حتى يكون مؤهلاً للحصول على هذه اللوحات المميزة التي تسهل له الانتقال بين الصين وهونج كونج· وتشير صحيفة ''فاينانشال تايمز'' في تقرير إلى وجود شبه إجماع بين رجال الأعمال على ضرورة ألا تستغرق رحلتهم بين جوانجدونج وهونج كونج أكثر من ثلاث ساعات، بما في ذلك الوقت المطلوب للتعامل مع ضباط الجمارك على الجانبين· ويقول انريت إن الأماكن التي يمكن إجراء استثمارات فيها ولكن لا يمكن الوصول إليها خلال فترة '' الساعات الثلاث الذهبية'' يتم إخراجها من الخطة· ويقول اندرو ليونج وهو نائب في هونج كونج وصاحب مصنع ''عندما تزيد الفترة التي نقطعها للوصول الى مصنع ما في الصين على ثلاث ساعات فان هذا قد يؤدي لخفض نفقات التشغيل لكنه سيؤدي أيضاً لزيادة طول خطوط الإمداد''· ويضيف ''هذه مسألة توازن يتعين أن تتعامل معها''· ومع تطور وسائل النقل الاقليمي فمن المتصور نظرياً أن تزيد رقعة المنطقة التي يمكن الوصول اليها من هونج كونج الى أعماق الصين خلال ثلاث ساعات· غير أن محدودية نقاط العبور وازدحامها الدائم يؤدي الى عمليات اختناق دائمة· وتظهر احصائيات إدارة الجمارك في هونج كونج أن حوالي 10900 سيارة خاصة و3700 حافلة و26300 شاحنة بضائع تعبر المنافذ الحدودية الثلاث الموجودة بين هونج كونج والوطن الام كل يوم· أما نقطة العبور الرابعة فهي مخصصة فقط للمشاة· وفي العام الماضي، تجاوز عدد الأشخاص المتنقلين بين هونج كونج والصين سواء براً أو بحراً أو جواً حاجز 191 مليون شخص أي ما يزيد متوسطه اليومي على 520 ألف شخص، أي أكثر من نصف مليون عابر للحدود يومياً· وهذا ما يجعل ليونج يصف الحدود بين هونج كونج واقليم جوانجدونج بأنها ''الأكثر نشاطاً في العالم كله''· وتظهر حساسية الأوضاع الحدودية، بالنظر إلى حركة المرور الجوي حيث يطلب الجيش الصيني من كل الطائرات التي تعبر الحدود بين هونج كونج والوطن الأم أن تحلق على ارتفاع لا يقل عن 15 ألف قدم، وهو ما يجبر الطائرات على القيام برحلات طويلة ومكلفة حول بحر الصين الجنوبي قبل الهبوط أو بعد الإقلاع من هونج كونج· ويقول فيكتور فونج رئيس سلطة مطار هونج كونج: ''هذه مشكلة كبيرة نعكف على حلها· الجيش يسيطر على المجال الجوي وعندما تحلق الطائرات التجارية فإنه يطالبها بالطيران في مسارات معينة وينتهي الأمر بإهدار كميات كبيرة من الوقود·· هذه مسألة نقوم بمناقشتها على أعلى مستويات الحكومة''·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©