الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

صفاء النفس راحة للبال

22 أغسطس 2011 22:35
يقال «العمر هو الشيء الوحيد الذي كلما زاد نقص»؛ ننتظر المناسبات، ونلحظ الأيام تنساب من عمرنا، نستعجل تسربها ونحن غير مبالين باقتراب نهايتنا، نشيخ شيئا فشيئا، نغوص في هموم الدنيا نعاركها وتعاركنا، هكذا هي سبل الحياة ومعارجها، وما سعينا وراء الدنيا، بل لهثنا وراءها إلا تقريبا لآجالنا، فكلما قبضنا على حلم نمني النفس بالثاني والثالث وغيره كثير. نمسك بأمنية، ثم نسعى وراء الأخرى، تهيم بنا الأيام، وتتيه بنا في دروبها الضيقة، تنساب أعمارنا وراءها باحثين عن الفرح رغم نسبيته المطلقة، فلا سعادة كاملة إلا بالرضا وتصفية النفس من كل شوائب وموحلات الحياة، نجري وراء أيامنا لاهثين، أحلامنا موقوفة أو مؤجلة إلى حين، ومنا من تتسارع خطواته تطوي الليالي، غير مبال بما يحيط به، يعيش في دوامة السعي وراء إثبات الذات، تلهيه مساعيه عن الاقتراب من الله بالدعاء والاستغفار، وفي نهاية يومه يؤدي صلاته على استعجال، تتسرب أيام الشهر الكريم، وبعده الحياة كلها. وتوقفنا لحظات، تجبرنا على مراجعة ما فات والتطلع لما سيأتي، لحظات ترتبط بمناسبات أعياد وأفراح، لتوقظنا من غفواتنا أحيانا وتوقفنا عند حدود أعمارنا وما كنا عنه غافلين، دوامتها كادت تنسينا تفاصيلها وجزئياتها، كادت تنسينا العلاقات الاجتماعية وحميميتها، دوامتها تلوث صفاء أنفسنا وتسقطنا في غيها، ينقضي العمر في اللامحدود إلى يوم يدرك نهايته دون تدارك نواقص الحياة، ودون أن تسمو الروح فوق كل موحلات الدنيا الزائلة، فلا مال ولا جاه ولا ولد يدوم، ويُخلد الإنسان حين يذكره الجميع بمحاسنه التي زينت حياته وحياة من حوله، عمت السكينة نفسه وفاضت على الآخرين من حوله، ينعم بالسعادة فتنعكس على سلوكياته في الحياة. فلتكن الأيام الباقية أيام تسامح وبياض قلب وراحة نفس ومراجعة ما انقضى وما سينقضي من أيام وفيما صرفناه، فما أجمل أن يثني عليك أحد في ظهر الغيب، ويذكرك بمحاسنك، وأخلاقك الراقية. فلنجعل أيامنا وأيام من يحيطون بنا فرحة، ولننعم بالسلام الداخلي، والتسامح، فالتسامح ترى به نور الله في كل مكان من حولك مهما يكن سلوك الناس معك، وهو أقوى علاج، ويذكر أن قرار عدم التسامح هو قرار المعاناة كما أن قوة الحب يمكن أن تصنع المعجزات، كما أن التسامح هو أكبر مراتب القوة الإنسانية، إذ قال صلى الله عليه وسلم «وما زاد الله عبداً بعفوٍ إلا عزا»، فالشهر الفضيل فرصة لنجدد صفاء أنفسنا وتطهيرها، كما أنه عنوان حقيقي للتواصل والتراحم والتواد والعفو، وكل معاني الحب والخير. قد يقول البعض إن هذا الحديث أصبح باليا، أمام تراجع القيم، والسعي وراء مفاتن الدنيا، ولكني أقول إن الصفاء والتراحم والحب والعفو معان ستظل صامدة أمام كل التراجعات، إذ قال الإمام جعفر الصادق عليه السلام «لأن أندم على العفو خير من أن أندم على العقوبة». lakbira.tounsi@admedia.ae
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©