صيانة الأجهزة الإلكترونية صناعة مزدهرة في الولايات المتحدة

يبدو أن انتشار أجهزة ''آي بود'' والهواتف المحمولة، وسائر أنــــواع الأجـهــزة التكنــولــوجـــيـــــة الأخرى في أيـــــــدي الصـغـــار والكـبـار يـــــعد بالمزيد من التغيرات الاقتصادية والاجتماعيــة المعقــدة على المــــدى الطويـــل· ولكن وعلى المدى القصير، فإن التغيرات تتمثل في المزيد من الأعطال والأضرار التي تلحق بهذه الأجهزة، بالإضافة إلى فقدان الأجزاء، وهو ماخلق صناعة ضخمة تتعلق بصيانة الأجهزة الإلكترونية وتوزيع قطع غيارها· ومن حسن الطالع أن التقدم الذي طرأ على التعاملات التجارية في صناعة قطع غيار الأجهزة الإلكترونية على ''الإنترنت'' في السنوات الأخيرة بدأ يساعد جموع المستهلكين على الحصول على أجزاء مثل الأغطية وأجهزة الشحن وأجهزة التحكم عن بعد ''الريموت كونترول''، إلى جانب تسهيل الاتصال بفنيي الإصلاح والصيانة من أجل الحصول على قطع الغيار الحيوية في أقرب فرصة ممكنة· ويقول راندي وايتهيد رئيس شركة ''ناشونال سيرفيس اللاينس''، الشبكة المتخصصة في إصلاح وصيانة أجهزة الإلكترونيات المستهلك في ''سولت ليك سيتي'' بولاية يوتاه الأميركية: ''إننا نحاول جاهدين الدفع بصناعة الصيانة، بحيث تواكب المنتجات التكنولوجية الأكثر تقدماً، وإرساء بنية تحتية توفر خدمة متميزة لهذه المنتجات العصرية المتقدمة''· فصناعة الصيانة، كما يقول وايتهيد والتنفيذيون الآخرون من أمثاله، ظلت تناضل طوال العقود الماضية من أجل التكيف مع المتغيرات التي طرأت على الأجهزة، علماً بأن صناعة الإصلاح الإلكترونية كانت قد شارفت على الموت بعد أن أصبحت المنتجات تكتسب مزيداً من الصدقية، كما تميزت قطع غيارها بغلاء أسعارها لدرجة أصبح من غير المفيد شراؤها وتركيبها في هذه الأجهزة· ولكن كبار باعة التجزئة في هذا المجال شرعوا في ملء هذا الفراغ في بعض الأحيان من خلال اعتمادهم على المساعدة من فرق الفنيين المحليين، بيد أنه وفي ظل الانتشار الواسع للأجهزة المتقدمة فقد فشل الفنيون المحليون في الحصول على أجزاء قطع الغيار بالفعالية الممكنة واستمروا يفتقدون إلى التنسيق في وصول هذه الأجزاء بالسرعة المطلوبة· وشهدت الأسواق الأميركية مؤخراً بروز شركات مثل شركة ناشونال ''سيرفيس اللاينس''، وشركة ''سيرفيس باور''، وشركة ''سيرفيس بينش'' التي سارعت إلى بناء خدمات متخصصة في ''الإنترنت''، بحيث تساعد في تنسيق طلبات الإصلاح والصيانة في أوساط فرق فنيي الإصلاح المستقلين، وتسهل على المصنعين وباعة التجزئة الحصول على هؤلاء الفنيين· وهنالك شركات أخرى مثل شركة ''بارت سيرش تيكنولوجيز'' التي تمكنت من إصدار ''كتالوج'' على ''الإنترنت'' يحتوي على أكثر من ثمانية ملايين قطعة غيار خاصة بالأجهزة الإلكترونية وسائر أنواع المعدات والأجهزة الأخرى· وتعمل هذه الشركة على تزويد الفنيين والمستهلكين على حد سواء بخدمة الحصول على الأجزاء الحيوية المهمة أو تلك التي يتم فقدانها مثل البطاريات· وذكرت شركة ''ناشونال سيرفيس اللاينس'' أنها اعتادت في السنوات الماضية على إرسال فنيي الخدمة مرتين أو ثلاث إلى منزل الزبون من أجل إصلاح أحد الأجهزة، إذ عادة ما تختص الرحلة الأولى بتشخيص المشكلة قبل أن تختص الزيارات اللاحقة بالقيام بعملية الإصلاح بعد أن يتمكن الفني من الحصول على قطع الغيار المطلوبة· ولكن وفي الأشهر الأخيرة، عمدت الشركة إلى إنشاء خدمة التشخيص بالهاتف مع المستهلك، ثم لجأت إلى ربط هذه الخدمة مع خدمة شركات توفير الأجزاء، بحيث أصبح بإمكان الشركة تنسيق عملية الزيارة الخاصة بالصيانة بمجرد وصول قطع الغيار المطلوبة· وهذا النظام الجديد، كما يشير وايتهيد، يساعد الفنيين على القيام بزيارة واحدة فقط، بحيث يوفر عليهم 70 في المائة من الوقت، ويقلل تكاليف العمالة بنسبة تصل إلى 25 في المائة على الأقل· وفي هذه الأثناء نفسها استمرت شركة ''بارت سيرش'' على الجانب الآخر تمثل قصة نجاح باهرة، بحيث تمكنت في العام الماضي من تحقيق إيرادات بلغت 60 مليون دولار· وهذه الشركة الخاصة لا تحتفظ بقطع الغيار في مستودعات أو مخازن ولكنها عوضاً عن ذلك تقوم بتجميع المعلومات الخاصة بمخزونات المصنعين والمزودين من قطع الغيار في مختلف الصناعات وتتلقى عمولة مجزية عندما تنجح في بيع الأجزاء إلى شركات الخدمة· وتدير شركة ''بارت سيرش'' أيضاً موقعاً لـ''الويب'' خاصاً بالمستهلكين من الأفراد، ويعمل على بيع المنتجات نفسها· ووفقاً لما ذكره جلين لوميستر الرئيس التنفيذي للشركة، فإن البنود المسجلة قائمة موقع شركة ''بارت سيرش'' تغطي حوالي 90 في المائة من جميع المنتجات المتوافرة في السوق الأميركية من الإلكترونيات وأجهزة الكمبيوتر ومعدات وأجهزة المطبخ· ومضى يشير إلى أن أكثر البنود المعرضة للكسر أو الفقدان تتمثل عادة في بطاريات أجهزة الـ''لاب توب'' ولمبات الإسقاط في التلفزيونات وفلاتر المياه في الثلاجات، بالإضافة إلى أزرار التوقيتات الخاصة بالغسالات الكهربائية· وأشار لوميستر أيضاً إلى أن الشركة تشهد الآن أفضل أوقات الموسم، حيث يواجه المستهلكون العديد من مشكلات الأعطال في الأجهزة المهداة في موسم العطلات ولكنه حذر من احتمالات الركود القادم قائلاً: ''عندما يميل الاقتصاد إلى التباطؤ، فإن الأشخاص عادة ما يعمدون إلى إصلاح أحهزتهم القديمة بأنفسهم''· عن ''إنترناشونال هيرالدتريبيون''