الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
ألوان

الرافعي القزويني.. عالم العرب والعجم

2 فبراير 2018 00:24
أحمد مراد (القاهرة) هو الإمام عبد الكريم بن محمد بن عبد الكريم بن الفضل بن الحسين الرافعي القزويني، وكنيته أبو القاسم، يعد من أبرز أئمة وعلماء القرن الخامس الهجري. ولد في مدينة قزوين سنة 577 هجرية، وأقبل على العلم والتعليم منذ الصبا، وكان يستمع للحديث بالحضور في مجلس والده، الذي كان يرأس المجلس، وينقل عنه الرواة، وقد كان له اهتمام كبير بتحصيل علم الحديث، من خلال قراءة المتون، وشروح الحديث، وروايته بالأسانيد، وعلم الأصول ودرايته، وتحصيل أقوال العلماء، وكان يقوم بتلخيص ما تعلمه، وجمع محصلة التعليم في مدونات، أو ما يسمى بالتعليقات. سافر إلى مدينة الري، فسمع وتفقه ثم رحل إلى بغداد، ثم انتقل إلى نيسابور، فتتلمذ على أيدي الإمام محمد بن يحيى، وسمع الحديث من علماء كثيرين، وعندما عاد إلى قزوين أصبح من كبار علمائها، وأقبل عليه طلاب العلم، وألف كتباً عديدة في علوم التفسير والحديث والفقه، ولقب بعدة ألقاب، منها حجة الإسلام والمسلمين، وشيخ الشافعية، وعالم العجم والعرب، وصاحب الشرح الكبير. كان الإمام الرافعي ضليعاً في فنون العلم والشريعة، ويوصف بأعلم أهل زمانه، وكان له مجلس للتفسير في قزوين ولتسميع الحديث، ومن أبرز المصنفات التي ألفها الرافعي: «العزيز في شرح الوجيز»، «المحرر تلخيص الوجيز»، «شرح المسند»، وهو في مجلدين ضخمين، «التدوين في أخبار قزوين»، «التذنيب»، وهو مجلد لطيف يتعلق بالوجيز، «الأمالي»، و«الإيجاز في أخطار الحجاز». ويعد الإمام الرافعي محرر المذهب الشافعي، وله فضل كبير في تنقيحه، حيث كان من أبرز محققي الشافعية، وأبدى اهتماماً كبيراً بدراسة المذهب الشافعي، ويعد عند الفقهاء بدرجة مجتهد في المذهب، وحصلت اجتهاداته على القبول والإقرار في الأوساط العلمية، واعتمدت في القضاء والإفتاء والتعليم، وأصبحت كتبه ضمن المراجع المعتمدة في مذهب الشافعية، وكان له: تحقيقات إضافية في الفقه المقارن، مسائل الخلاف المتشعبة، وجمع الأقوال المتفرقة والطرق المختلفة. احتل الإمام الرافعي مكانة رفيعة ودرجة مرموقة ذكرها العلماء والمؤرخون، فقال عنه ابن قاضي شهبة: صاحب الشرح المشهور كالعلم المنشور وإليه يرجع عامة الفقهاء من أصحابنا في هذه الأعصار في غالب الأقاليم والأمصار. وقال ابن الصلاح: أظن أني لم أر في بلاد العجم مثله كان ذا فنون حسن السيرة جميل الأمر. توفي الإمام الرافعي سنة 623 هجرية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©