الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الكونجرس.. حرب الأرقام!

21 يناير 2015 23:11
نرى هذه الأيام عدداً غير مسبوق من اختراقات البيانات وهجمات القرصنة في القطاعين العام والخاص. وتعتبر «البتكوين» عملة إلكترونية لا تستعمل إلا في الإنترنت، ونادراً ما تتعرض هذه العملة والنظام الذي تعمل من خلاله للمناقشة. وقد تجاهل عدد كبير من أعضاء الكونجرس الأميركي الجدل الوطني الذي يدور حول مستقبل الإنترنت وكيف نقوم باستخدامها، ولكنني لا ألومهم، حيث إن صافي الحياد يعتبر قضية معقدة. وتؤثر التكنولوجيا -والطرق المختلفة لاستخدامها- في طبيعة الحكم الذي قد نصدره عليها من منظور مدى إلمامنا وفهمنا لها. وفي رأيي أن على أعضاء الكونجرس أن يتبنوا التكنولوجيا اليومية التي توجد في القطاع الخاص. وكلما انتظر أعضاء الكونجرس وقتاً أطول للتكيف واعتماد تكنولوجيات جديدة في عملهم، كلما ازداد الأمر صعوبة بالنسبة لهم. إنني أجتمع بشكل منتظم مع باحثين وأكاديميين وقراصنة وصناعيين للتعرف إلى أحدث مشاريعهم. كما أنني أستعرض أيضاً اتجاهات الاقتصاد الجزئي والتغييرات في سلوك المستهلكين، وكذلك البرامج والأدوات الجديدة في جميع أنحاء العالم. وفي شهر ديسمبر من كل عام، أقوم بإعداد قائمة بالاتجاهات التي تظهر مسارات تحرك التكنولوجيا. ومن بين 55 فكرة كبيرة تم إبرازها لعام 2015، هناك أفكار عدة أرى أنها يمكن أن تؤثر على قادتنا المنتخبين، وهذا ما يجب أن يفعله الكونجرس، وسأسوق هنا بعض هذه الأفكار: - الحوسبة الإدراكية أو المعرفية: تستخدم نظم الحوسبة الإدراكية، الذكاء الاصطناعي ومعالجة اللغة الطبيعية، التي تستخرج المعنى من كلامنا اليومي لفهم نوايا الإنسان. وباختصار، قام الباحثون بتعليم أجهزة الكمبيوتر، وقد بدأوا في التوصل لاستنتاجات وقرارات من خلال ذلك. وعلى سبيل المثال: في نهاية 2014، كشف الباحثون في «جوجل» عن مشروع استخدم مثل هذا النظام للتعليق على مجموعة من الصور -دون التعرف إلى محتواها. وأوضحت صورة تحمل تعليق: «اثنان من البيتزا على الفرن» تماماً ما في الصورة. ولصياغة هذا التعليق، تمت معالجة ملايين من الصور الرقمية خلال الآلاف من أجهزة الكمبيوتر حتى تتمكن شبكة «جوجل» العصبية من تعليم نفسها كيفية التعرف على الشيء المرسوم. وبإمكان النظم الإدراكية كذلك تأليف الموسيقى واللغات الجديدة، دون مساعدة البشر. فهل بإمكان الكمبيوتر اختراع لغة جديدة أو مساعدة الكونجرس على إجراء حوار أفضل؟ ربما لا. ولكن هنا ما يمكن لنظام معرفي عمله للسيناتورة الجمهورية «جوني إرنست»، عن ولاية «آيوا»، التي هزمت النائب «بروس بارلي» في سباق متقارب جداً: فقد استخدم موظفوها التعليم الآلي من أجل فهم أفضل للناخبين، وخاصة أولئك الذين بإمكانهم إعداد قائمة بالأشياء التي لا تروق لهم ولكن لا يمكنهم التعبير عما يريدون. - الروبوتات المارقة: أحياناً تبدو الروبوتات مثل البشر، ولكنها في الغالب مجرد برامج ذكية على الإنترنت. وقد تتم برمجة سلسلة من الروبوتات، كثير منها تجريبي، للقيام بمهام معينة، مثل التواصل مع الناس أو القيام بعمليات الشراء. وعلى سبيل المثال، هناك «المتسوق العشوائي»، وهو مشروع فني وروبوت آلي للتسوق عبر الإنترنت. وهو مبرمج لإنفاق 100 دولار بعملة «البتكوين» كل أسبوع في عملية تسوق عشوائي داخل سوق معين على الإنترنت. وهناك مشكلة واحدة، فقد قام مؤخراً بشراء 10 من الحبوب المنشّطة وتزوير جواز سفر مجَري. ولذا، فإن النائب الجمهوري «لاري بوكسون»، رئيس اللجنة الفرعية للأبحاث والتكنولوجيا بمجلس النواب الأميركي، ذكر أن الموجة القادمة من جرائم الإنترنت ربا لا تكون مقصودة. فكيف يمكن إذن للجنة «بوكسون» وضع سياسات للروبوتات السيئة دون التأثير على برامجها الجيدة؟ - الموافقة الرقمية: بينما نواصل تحميل البيانات الشخصية على شبكات التواصل الاجتماعي، وكذلك الصور ومقاطع الفيديو وغيرها، تُواصل الشركات التساؤل: من الذي يمتلك الحق في الاطلاع على البيانات الخاصة بنا؟ وفي النهاية، ينبغي على الكونجرس، كجهة تشريعية، أن يتخذ قرارات أخرى بهذا الشأن. فعلى سبيل المثال، فالبيانات التي تجمعها الأجهزة التي يمكن ارتداؤها، مثل الساعات الذكية وغيرها، ليست بالضرورة كلها بيانات شخصية. وفي العام الماضي، دعا السيناتور الديمقراطي «تشاك شومر» لجنة التجارة الفيدرالية لمنع شركات مثل «فيتبيت» من بيع بيانات المستخدمين للشركات المعلنة. وتنظر اللجنة في هذا الطلب. وينبغي أن تبحث أيضاً كيف يمكن لشركة «آبل» تشفير وحماية البيانات عند الظهور الأول لساعتها هذا العام. - الرقابة الحسابية: وهي مجموعة من القواعد أو العمليات التي يتم اتباعها لحل مشكلة معينة. وقد كانت هذه الفكرة موجودة منذ قرون بشكل أو آخر، ولكن في ظل قوة الكمبيوتر حالياً، صارت نظم الحلول الحسابية في حاجة إلى رقابة. فهذه النظم تعد بقوة وفعالية، ولكنها يمكن أن تسبب أيضاً ضرراً كبيراً إذا ظلت دون رادع. إيمي ويب * رئيسة مجموعة «ويب ميديا» للاستراتيجيات الرقمية ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©