جلابيات تستوحي قصاتها وألوانها من الحضارتين الرومانية والهندية

منذ 15 سنة لم تتوقف المصممة الإماراتية مريم الشيباني عن تقديم الجديد والمميز في عالم تصميم الأزياء سواء كان ذلك في الجلابيات أو الفساتين أو العباءات، ولأنها تحرص على الوجود المستمر في مختلف المواسم والأعياد والمناسبات، فقد طرحت مؤخراً مجموعتها الجديدة من الجلابيات والعباءات الخليجية الخاصة بشهر رمضان الفضيل وعيدي الفطر السعيد والأضحى المباركين، إلى جانب المناسبات المختلفة كالأعراس والحفلات. اشتملت مجموعة المصممة الإماراتية مريم الشيباني على عدد كبير من الجلابيات يصل إلى 80 جلابية، لكل منها تصميمه المتفرد، و30 عباءة وشيلة تراعي مختلف الأعمار والأذواق، وقد خصصتها لموسمي رمضان والأعياد، مستهدفة إظهار المرأة بكامل أناقتها وحشمتها من خلال قصات مبتكرة، وألوان جريئة وقوية. حشمة المظهر عن تصاميمها الجديدة، تقول الشيباني «ركزت في هذه المجموعة على الجلابيات أكثر نظراً لطبيعة شهر رمضان والأعياد التي نفضل فيها كإماراتيات أن نستقبل الضيوف فيها، إذ نحافظ من خلالها على حشمتنا ومظهرنا الأنيق». وتضيف «مزجت في تصاميمي وأقمشتي وألواني بين الذوق الشرقي والغربي وبين الحضارتين الرومانية والهندية، حيث استوحيت من الحضارة الرومانية قصاتها الجميلة التي تتميز باتساع الأكمام والشكل المزمزم للقماش، وكذلك التنويع في الأكمام بحيث يختلف كل كم عن الآخر». وحول ألوان القماش التي استخدمتها في المجموعة، تقول الشيباني «فضلت الألوان الفاقعة الصارخة، وغنى تفاصيلها، فقد استوحيته من الحضارة الهندية العريقة التي كانت ولا تزال مصدر إلهام لكثير من المصممين، حيث إن هذه الحضارة القديمة كان لها أثرها على أزيائنا كخليجيين منذ قديم الزمان فكانت أغلب أقمشتنا تستورد من هناك ومن باكستان أيضاً، ولا نزل حتى يومنا هذا نستوردها من هناك، ونستوحي من تفاصيلها ورسوماتها وملمسها التصميم المناسب لها، مع تأكيد أن نوعية القماش اختلفت في زماننا عما كانت عليه قديما». وتشير الشيباني إلى أنها لم تخرج عن الطابع الخليجي أيضاً للجلابية والذي تتسم فيه الجلابية بأنها فضفاضة مريحة وخفيفة لا تعيق الحركة، وفي الوقت ذاته تشعر المرأة وهي ترتديها بجاذبيتها وأنوثتها، وذلك بفضل الأحزمة الجميلة التي حرصت على تواجدها في معظم أو جميع جلابياتها، إذ تبرز من خلالها الخصر، وتركز على إخفاء عيوب الجسم المتمركزة في البطن والأرداف بطريقة ذكية ومدروسة. الطابع الشبابي ويمتاز طابع الشيباني في جلابياتها بأنه طابع شبابي عصري واضح لا يخلو من الفخامة والغنى، ولعل ما يترجم ذلك الألوان الجريئة التي اختارتها المصممة دون أن تهاب من خوف الفتيات أو النساء من ارتداء ألوان كهذه، معللة ذلك «بأن المصمم هو الذي يصنع الموضة»، إذ نجد أنها عرجت على ألوان الفوشيا والأصفر والأزرق والبرتقالي والبنفسجي، كما حافظت على أن تكون أغلب الجلابيات بلون واحد سادة، ودمجت في بعضها الآخر بين لونين لا أكثر وفق ما يتطلبه التصميم وطبيعة القماش والفكرة التي تسبح في خيالها. أما الفخامة والغنى، فقد بدت في خامة القماش نفسه، والتي تميزت بجودتها العالية، وتمحورت حول قماشي الحرير والشيفون مبتعدة عن قماش القطن والتافتاه؛ لأنها أقمشة ثقيلة لا تناسب تصاميمها ولا تناسب فكرة الجلابية من أساسها، بالإضافة إلى تطعيم هذا القماش بالكريستال المشكوك يدوياً واللؤلؤ والتطريز اليدوي المتقن دون اللجوء إلى استخدام الكلف الجاهزة الموجودة في الأسواق. وتذكر الشيباني أن كثيراً من الفتيات في سن المراهقة يطلبون منها الجلابية التي تصممها، لكن على شكل قميص، بحيث تكون أقصر من الجلابية المعتادة ليلبسن تحتها بناطيل، وأن تكون بلا بطانة ليلبس تحتها بلوزة من لونها نفسه، وبالتالي تصبح مناسبة لارتدائها في العزائم في شهر رمضان الفضيل.