الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

لغز «بوكو حرام».. من يقود المتطرفين النيجيريين؟

18 أغسطس 2015 23:45
لاجوس (أ ف ب) كذَّب زعيم «بوكو حرام» أبو بكر الشكوي الأحد الماضي بخروجه عن صمته المستمر منذ ستة أشهر، جميع الذين كانوا يقولون إن الجماعة «قطع رأسها»، لكنه ليس بمنأى عن تمرد في صفوفه بحسب الخبراء. وفي رسالة صوتية نشرت الأحد نفى الشكوي أن يكون قتل أو أُزيح عن رأس الجماعة المتطرفة على ما أكد قبل أيام الرئيس التشادي ادريس ديبي اتنو الذي صرح الخميس الماضي في نجامينا أن بوكو حرام لم تعد بقيادة الشكوي، بل «محمد داود»، وأن الأخير «يريد التفاوض مع الحكومة النيجيرية». واعتبر المحلل راين كامينجز المتخصص في التمرد النيجيري في فرع جنوب أفريقيا من مجموعة «ريد 24» أن أقوال ديبي «ليست عارية عن الأساس». وأوضح أن بوكو حرام ليست مجموعة موحدة بل قد تكون مظلة تشمل عددا من الفصائل المتنوعة وأن الخصومات الداخلية «ليست أمرا جديدا في الجماعة». وذكر بوجود سوابق، ذاكرا جماعة «الأنصار» التي انشقت عن بوكو حرام في 2012 لخلافات أيديولوجية وخصومة بين الشكوي وأحد قيادييه خالد البرناوي. وأوقعت أعمال عنف التي نفذتها حركة بوكو حرام في شمال شرق نيجيريا وحملة القمع التي شنتها قوات النظام ضدها أكثر من 15 ألف قتيل منذ ست سنوات غير أن الهجمات الأخيرة التي شنها المتشددون في النيجر وتشاد والكاميرون المجاورة دفعت هذه الدول إلى الرد عسكريا. وفي مارس بايع الشكوي تنظيم «داعش» مطلقا على حركته تسمية «الدولة الاسلامية، ولاية غرب أفريقيا». وأثار عدم ظهور الشكوي في تسجيلات الفيديو للحركة في الأشهر الأخيرة تكهنات باحتمال أن يكون قتل أو جرح. ويعود آخر تسجيل فيديو ظهر فيه إلى السابع من مارس عندما بايع تنظيم داعش. ولفتت تصريحات ديبي الاسبوع الفائت الانتباه الى امكانية استبدال الشكوي على الساحة الإرهابية العالمية. وأفاد الخبير الأمني النيجيري فولان نصر الله الذي يعتبر من الأكثر خبرة في التحليلات حول بوكو حرام أن داود عربي من اتنية شوة المتحدرة من ولاية بورنو، حيث نشأ التمرد عام 2009. وداود العسكري السابق البالغ 38 عاما كان أحد المتدربين على يد مؤسس بوكو حرام. ويوضح نصر الله على مدونته أن داود على خلاف مع تمرد 2009 وأنه «أحد المعارضين الرئيسيين لمبايعة «داعش». ويعتبر داود التشادي الوالدة قياديا قويا مكلفا مكافحة التجسس والأمن الداخلي ويشرف على تدريب الانتحاريين والتخطيط للهجمات في المدن الكبرى، بحسب الخبير. وأضاف الخبير: إن داود انشق عن جناح غرب أفريقيا لتنظيم «داعش» برفقة مئات المقاتلين ومن بينهم عدد من القادة الرافضين لتنظيم «داعش» و«الوحشية القصوى» للشكوي. وقبل شهرين عاود هؤلاء استخدام تسمية بوكو حرام السابقة أي «جماعة أهل السنة للدعوة والجهاد» و«جعلوا من الشكوي مخالفا لتعاليم محمد يوسف وكافرا ومنحرفا ورجل دين خبيثا»، على ما كتب نصر الله. وأضاف: أن داود اتصل بالحكومة النيجيرية لتشكيل تحالف للقضاء على فرع «داعش» الذي يتولاه الشكوي مقابل الحصول على دولة ذات حكم ذاتي على أساس الشريعة في شمال شرق البلاد. وهذا الاقتراح قد يغري أبوجا علما بأن داود يملك اسرارا حساسة حول تمويل بوكو حرام وتنظيمها الداخلي ومعلومات كفيلة بمطاردة الشكوي والقضاء عليه. وأضاف نصر الله: إن الشكوي مهدد بأن يصبح هدفا لداود الذي «قد تفوق كراهيته للشكوي حقده على الدولة النيجيرية». واعتبر اندرو نوكس الذي ينسق الشبكة النيجيرية للمحللين الأمنيين أن هذا السيناريو «معقول» لكنه يحذر من تصريحات ديبي الذي سبق أن أخطأ في معلومات حول بوكو حرام. وقال: «إذا صح ذلك (تصريحات ديبي) فقد يعني عدة أمور. بحسب ديبي قد يعني ذلك وجود مفاوضات مع الحكومة. لكنه قد يعني أيضا أن الجماعة تنغلق على ذاتها فيما تشهد صراعا على السلطة».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©