الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«ثقافة بلا حدود» يراهن على غرس قيمة القراءة في بيوت 42 ألف أسرة بالشارقة

«ثقافة بلا حدود» يراهن على غرس قيمة القراءة في بيوت 42 ألف أسرة بالشارقة
18 نوفمبر 2010 20:31
لا يزال الكتاب «خير جليس في الزمان»، مهما تطورت أشكال ووسائل الوسائط المعرفية الأخرى، فللكتاب نكهة خاصة، وحضور لا تمتلكه الأجهزة الإلكترونية، فهو حاضر في كل وقت ومكان، لا يتعطل بانقطاع كهرباء، ولا يحتاج إلى شحن بطارية، كل ما يحتاج إليه هو حب القراءة. من هذا المنطلق جاء المشروع الرائد «ثقافة بلا حدود» في الشارقة، حيث أهدى صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة مكتبة منزلية لكل أسرة إماراتية ضمن ميزانية وصلت إلى مائة وخمسين مليون درهم. في خطوة «غير مسبوقة» أثارت إعجاب الكتاب والمثقفين والمبدعين في دولة الإمارات والوطن العربي والعالم، أطلق صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة مبادرة «ثقافة بلا حدود»، في شهر نوفمبر 2008 لتعزيز ثقافة مواطني إمارة الشارقة والمدن التابعة لها، وذلك بتزويد كل منزل بمكتبة تحتوي على 50 عنواناً من مصنفات مختلفة من الكتب العربية حرصا من سموه على أن يكون الكتاب في متناول جميع أفراد الأسرة باختلاف فئاتهم العمرية حيث يغطي هذا المشروع أكثر من 42 ألف أسرة ويستمر حتى 2012. استهداف النشء حول مستجدات المشروع، يقول المنسق العام لـ»ثقافة بلا حدود» راشد الكوس «يأتي المشروع ثقافة لتأصيل مفهوم القراءة والبحث والمعرفة لدى أبناء المجتمع الإماراتي وبخاصة النشء الجديد والأطفال باعتبارهم رواد المستقبل، ولذلك سيغطي المشروع 42 ألف أسرة إماراتية في إمارة الشارقة والمدن التابعة لها، وقد غطينا حتى الآن تسع مناطق نائية في إمارة الشارقة، وسنغطي في المرحلة المقبلة للمشروع في منطقة دبا الحصن لتوزيع المكتبات على أربعة آلاف أسرة، في هذه المرحلة من المشروع». أما عن ما أنجز في المشروع ككل حتى الآن، فيقول الكوس لـ«الاتحاد» «استفادت 1200 أسرة حتى الآن حصلت كلها على مكتبة شاملة مكونة من خمسين كتاباً، أي بمجموع بلغ 60 ألف كتاب، من ناحية أخرى قامت إدارة المشروع بشراء 65 ألف نسخة من كتب معرض الشارقة الدولي للكتاب الذي أقيم مؤخرا، حيث رصدت لها ميزانية قدرها مليونا درهم، وسيتم توزيع هذه المجموعة من الكتب خلال المراحل المقبلة لمشروع ثقافة بلا حدود، من أجل تكريس ثقافة القراءة وجعلها سلوكا حياتيا يوميا». المكتبة المتنقلة عن العناصر الجديدة في مشروع ثقافة «بلا حدود»، يقول الكوس «خلال مشاركتنا في معرض الشارقة الدولي للكتاب أطلقنا مشروع «المكتبة المتنقلة»، وهي عبارة عن حافلة تضم ألف نسخة من كتب الكبار والصغار وستكون محطاتها الرئيسية في الأحياء السكنية النائية التي تبعد عن مركز المدينة، وصولا إلى المدارس والجامعات، بحيث تشمل احتفالية يوم كامل، ومن خدماتها أيضا في المناطق التي سيتم زيارتها، إعارة الكتب والخدمات البصرية عبر شاشة متطورة ستكون متوافرة بالحافلة، كما سنقوم بتحديث الكتب بشكل دوري، علما بأن الكتب تخدم الفئات من عمر ثلاث سنوات فما فوق». وعن الخطوات المستقبلية للمشروع، يؤكد الكوس «رغم كل ما أنجز نحن لا نزال نعتبر أنفسنا في بداية المشروع، حيث نستهدف 42 ألف أسرة في الإطار الشامل للمشروع، وفي المرحلة القادمة سنقوم بالانتقال إلى الساحل الشرقي من إمارة الشارقة لتغطية كل من مناطق دبا الحصن وكلباء وخورفكان، ومن بعدها منطقة الذيد ومدينة الشارقة، وسيمتد المشروع لغاية عام 2013 بميزانية إجمالية ستصل إلى مائة وخمسين مليون درهم». يقول محمد الكعبي، من سكان منطقة «المدام» بإمارة الشارقة، والذي استفاد من المشروع «شكل هذا المشروع مفاجأة جميلة جاءت كثمرة للفتة كريمة من لدن صاحب السمو حاكم الشارقة الذي أمر بتوزيع مكتبة متكاملة على بيوت جميع المواطنين في إمارة الشارقة، وقد تسلمنا الدفعة الأولى من المكتبة وهي عبارة عن 50 كتاباً تغطي جميع مناحي المعرفة وصولا لكتب الأطفال، وتلقينا وعداً بتسلم الدفعة الثانية من الكتب بعد الانتهاء من إنجاز توزيع الدفعة الأولى على جميع المواطنين». ويضيف «هذه الخطوة وثقت علاقة الأسرة الإماراتية بالكتاب، بعدما كان الكثير من البيوت تفتقد لوجوده». أما عن أثر المكتبة في حياته أسرته، فيقول الكعبي «شكل وجود المكتبة المنزلية لأسرتي المكونة من ثمانية أشخاص عنصراً مفيداً، فأنا شخصياً قرأت مجموعة من الكتب التاريخية والتراثية على رأسها كتاب «سرد الذات» وهو من مؤلفات صاحب السمو حاكم الشارقة، أما أبنائي الستة الذين تتراوح أعمارهم بين السابعة عشرة والثلاث سنوات، فقد كانت استفادتهم من الكتب بشكل مختلف كونهم طلبة، حيث أفادتهم قراءة هذه الكتب في رفد وإثراء معلوماتهم المدرسية، وأضافت لهم الكثير من الخبرة الحياتية، كونها تتناول العديد من الخبرات الحياتية، ويدور بعضها حول جوانب محددة مثل التاريخ والمعارف العلمية والحكم والقيم والمثل الاجتماعية والدينية، بالإضافة إلى التعرف على جوانب هامة من تاريخ الإمارات بشكل خاص والوطن العربي والأمة الإسلامية بشكل عام، ونحن نعتبر المشروع مشروعاً حضارياً يسهم في تنمية ثقافة المجتمع». مليونا كتاب يصل إجمالي الكتب المزمع توزيعها على الأسر الشارقية إلى ما يقارب مليونين ومائة ألف كتاب، يتم توزيعها على مراحل، حيث تختتم كل مرحلة باحتفالية لأهالي المنطقة المعنية وتحت رعاية أحد الشيوخ، وحضور عدد كبير من أهالي المنطقة، تمتزج فيها أصداء الأناشيد مع الشعر والتمثيل معلنة عرساً ثقافياً جماهيرياً. أما الفئة المستهدفة فهي الأسرة الإماراتية الأب والأم والأبناء الذي يشكلون قوام المجتمع، غير أن مشروع «ثقافة بلا حدود» لم يقف عند حدود الأسر بل تجاوزها إلى المؤسسات والدوائر الحكومية والمدارس والمستشفيات سعياً منه لإبراز قيمة الكتاب كمصدر أصيل للثقافة، باعتباره جانباً مضيئاً من الهوية العربية الإسلامية. وجاءت آلية اختيار الكتب على نحو يراعى فيه عنوان الكتاب وموضوعه، مع الحرص على أن يتوافق مع أهداف المشروع وتطلعاته، وأن يكون بنائياً بمعنى أن يكمل كل عنوانٍ عنواناً سابقاً له لتحقيق التكاملية، فأولوية اختيار الكتب، قامت بالتركيز على العناصر التالية: الكتب الأكثر مبيعًا والحائزة على جوائز عالمية من هيئات وشخصيات معروفة، وأعمال الكتاب والأدباء الإماراتيين، والنسخ الجديدة التي تتضمن معلومات معاصرة، والكتب ذات الموضوعات الثقافية والعامة، والموضوعات التراثية والتاريخية، والموضوعات الإسلامية والإنسانية، واللغة العربية وأدابها، والدواوين الشعرية للشعراء من مختلف عصور الأدب، والموضوعات العلمية والتعليمية، وأحدث الكتب الإدارية. هدف المشروع يهدف المشروع إلى الربط بين تعليم الأمة والحفاظ على ميراثها الثقافي الأصيل، ويسعى إلى إدراك الأهداف النبيلة في الحفاظ على اللغة والتقاليد المرتبطة بالثقافة العربية، وتشجيع التعلم على أمل تقوية المعرفة وهو مشروع ينافس على أمل وصل العقول بالتاريخ والخبرة بالحكمة والإنسان بالطبيعة والأجيال الحاضرة بالماضي والتراث. وحرص مشروع «ثقافة بلا حدود» على التواجد بصورة مختلفة من خلال فعاليات محلية وعربية ودولية، في برامج ومسابقات في الإذاعة والتلفزيون، والنوادي والحلقات النقاشية القرائية والدورات والمحاضرات، وصولا إلى المشاركة بالمعارض الدولية والعربية والعالمية ومنها معرض الشارقة الدولي للكتاب، ومعرض أبوظبي الدولي للكتاب، ومعرض القاهرة الدولي للكتاب، ومعرض لندن للكتاب، ومعرض طوكيو للكتاب، ومعرض باريس للكتاب، واكسبو أميركا. وعلى صعيد الإعلام الاجتماعي يتضمن الموقع الإلكتروني الخاص بمشروع «ثقافة بلا حدود»، العديد من المعلومات والأخبار عن المشروع بشكل تفاعلي من خلال صفحاته المنوعة، إلى جانب المنتدى الذي سيطلق قريباً بحيث يصل إلى أكبر شريحة من الجمهور، كما تتنوع أساليب التسويق والإعلام في المشروع من خلال الحملات الإعلامية والتسويقية من صحافة وإذاعة وتلفزيون وغيرها، بالإضافة إلى استخدام الشبكات الإلكترونية الاجتماعية (الفيس بوك والتويتر) والخدمات التي يوفرها جهاز «البلاك بيري». بحيث يمكن الوصول عبر هذه الوسائل إلى شريحة أكبر من الجمهور. الخطط المستقبلية يعكف القائمون على المشروع على عمل تخطيط مدروس لكيفية تنمية ثقافة القراءة، والاستفادة من المكتبات الممنوحة للأسر من خلال حملة توعية تثقيفية متعددة الاتجاهات ومتنوعة الطرق والفئات. وتتضمن الأنشطة الثقافية والتدريبية والمسابقات ونوادي القراءة والحفلات والبرامج الإذاعية والتلفزيونية، إضافة إلى عمل تحديث مستمر للمكتبات التي تم اعتمادها في البيوت والمؤسسات، مع متابعة الفئات المستفيدة وأرائها حول المشروع، وذلك للحصول على التغذية الكفيلة بتحقيق التطوير لترشيح المشروع للحصول على الجوائز العالمية، هذا بالإضافة إلى دراسة إمكانية توسيع رقعة المشروع لتشمل أماكن متعددة ومتنوعة، وأعطى هذا مشروع «ثقافة بلا حدود» للشارقة هوية فريدة من نوعها على أمل خلق جيل مثقف، يحظى بتوازن البناء الاجتماعي المتطور، مع مراعاة الخلفية الثقافية لكل عائلة وغرس القيم الإسلامية والفخر الثقافي باللغة العربية.
المصدر: الشارقة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©