الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

علماء يحذرون من «شعوذة» فضائيات العلاج بالقرآن والأعشاب

علماء يحذرون من «شعوذة» فضائيات العلاج بالقرآن والأعشاب
18 نوفمبر 2010 20:32
طالب علماء الدين بأن يكون التداوي بالأساليب الطبية وليس بما سواها، وأكدوا أن وصفات العطارة والأعشاب مردها إلى مراكز البحوث ووزارة الصحة لأن هذه الأمور كلها من قبيل العادات لا العبادات، وأن قراءة القرآن على كوب ماء وشربه لا يعني العلاج من الأمراض ولكن من الممكن أن نقرأ كلام الله للدعاء وليس لعلاج السعال والمعدة والضغط وأن علم الطب هو صاحب الكلمة في المرض. وقد هاجم الدكتور أحمد محمود كريمة ـ أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر ـ الفضائيات الدينية التي سيطرت عليها فوضى التداوي بالأعشاب تحت مسمى الطب النبوي، مؤكداً أنه لا يوجد في الإسلام ما يسمى العلاج بالقرآن وأن هذه القنوات تهدف إلى الربح التجاري من خلال نشر الخرافات والترويج للأعشاب الطبية غير الآمنة. وقال إنه من المقرر شرعاً أن التداوي له وسائل يعرفها أهل الاختصاص في علم الطب والصيدلة هذا في عموم قوله تعالى: «فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون». والرسول صلى الله عليه وسلم قال: «تداووا عباد الله فما أنزل الله من داء إلا أنزل له الدواء ما عدا الموت»، والقرآن الكريم كتاب مقدس ووحي من الله «لينذر من كان حياً ويحق القول على الكافرين» و»إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم»، فالقرآن كتاب هداية وشفاء لما في الصدور لقوله تعالى: «يا أيها الناس قد جاءتكم موعظة من ربكم وشفاء لما في الصدور». وذهب جمهور الفقهاء إلى حرمة العلاج بالقرآن الكريم لما يؤدي إلى الامتهان ولا علاقة بين الآيات القرآنية والأمراض العضوية والنفسية وهذا مجاله الطب. من قبيل العادات وأضاف: أما الرقية بسورة الفاتحة للملدوغ فهذه واقعة عين من باب الكرامة في عصر رسول الله صلى الله عليه وسلم وقالت أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها «إن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ عندما كثرت أسقامه كان يقدم عليه أطباء العرب والعجم فيصفون له فنعالجه». وأوضح الدكتور كريمة أن القاعدة الفقهية تقول ما أدى إلى حرام فهو حرام سداً لمنافذ الاتجار والخداع والمتاجرة بأموال الناس، بالإضافة إلى عدم مهاجمة الإسلام من المتربصين وهذا هو مراد أن التداوي يكون بالأمور الطبية وليس بما سواها، أما وصفات العطارة والأعشاب فهذه مردها إلى مراكز البحوث ووزارة الصحة لأن هذه الأمور كلها من قبيل العادات لا العبادات، ولذلك تحكمها قاعدة لا ينكر تغير الأحكام بتغير الأزمان فما كان في بيئة الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ والصحابة من عادات التداوي ومن وصفات فهي من تجارب أطباء العرب وليست وحياً منزلاً حتى نتعبد به مثل «التلبينة» و»حبة البركة»، فإذا قال الأطباء الثقاة بالنفع فعلى بركة الله وإذا قالوا بالمضرة نقف عند هذه المشورة. وحول العلاج بالقرآن أكد الدكتور كريمة أنه لا يمنع من تلاوة القرآن الكريم كدعاء وتوسل بكلام الله تعالى إلى الله بالشفاء، لكن لا تؤخذ آيات قرآنية مجتزأة من السياق وتكتب بمداد في سوائل وتستعمل كشرب أودهان وينسب هذا إلى الإسلام وإلا أغلقنا كليات الطب. الطب النبوي وانتقد الشيخ منصور الرفاعي عبيد ـ وكيل وزارة الأوقاف المصرية الأسبق ـ الفوضى في عملية العلاج بالأعشاب الطبية المنتشرة في الفضائيات تحت مسمى الطب النبوي، مؤكداً أنه ليس بالضرورة أن الوصفات الطبية التي كانت تستخدم على عهد النبي محمد صلى الله عليه وسلم تصلح لزماننا رغم أن التداوي بالأعشاب من الطب النبوي الذي نقر ونؤمن به. ورجح استخدام الدواء الطبي الذي يصفه الأطباء والصيادلة المتخصصون أصحاب الخبرة لقوله تعالى: «فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون» ولأن درجة الأمان في هذا الدواء تكون كبيرة. وطالب بالتصدي لفوضى العلاج بالأعشاب ومحاربة من يروج لها مستغلاً حاجة البسطاء. تحت إشراف طبي وحول العلاج بالأعشاب الطبية أكد الدكتور جمال عبدالحكيم المغربي ـ صيدلي ـ أنه لا ينكر أحد أن هناك الكثير من الأعشاب الطبية المفيدة كانت تستخدم منذ قديم الأزل، وأثبت البحث العلمي فوائدها في العلاج بشرط أن تستخدم تحت إشراف طبي مثل نبات الحلفا والذي تستخرج منه مادة «الحلفابرول» التي تستعمل في علاج المغص الكلوي وتقلصات الحالب، وحذر من الاستخدام العشوائي للأعشاب الطبية وخاصة التي تعلن عنها الفضائيات لأن هناك شروطاً يجب أن تتوافر في العشب الطبي القابل للاستخدام البشري، منها معرفة المادة الفعالة في النبات ككل أو جزء منه مثل الجذر والساق والأوراق والزهرة والبذور والثمرة، كما يجب أن يزرع في أرض خالية من الكيماويات والأسمدة الكيميائية وتحت ظروف مناخية مناسبة وإلا قلت فائدة المادة الفعالة مع الاهتمام بعملية الحفظ واستخلاص المادة الفعالة من النباتات، من خلال شركات الأدوية وتحت إشراف صيادلة متخصصين مع تسجيل تاريخ إنتاج وانتهاء فاعلية المادة. وحذر من الخطورة التي تأتي من عدم سلامة العشب الطبي أو من عدم حساب الجرعة المناسبة لكل مريض أو من تفاعل المادة الفعالة في العشب الطبي مع الأدوية الأخرى التي يتناولها المريض أو عدم سلامة عضو من أعضاء الجسم كالكبد والكلى، حيث قد تؤثر عليه بالسلب هذه المادة مثل بذور الجوز والتي تستخدم فاتحاً للشهية ومنشطاً للجهاز العصبي، فإذا استخدمت بجرعات عالية تؤدي إلى تشنجات عنيفة والموت أحياناً وبذور الخردل الأسود ويستخدم لعلاج سرطان القناة الهضمية والآلام الروماتزمية. نبات «الجنسنج» أوضح الدكتور جمال عبدالحكيم المغربي أن غالبية الأعشاب الطبية تتميز بدرجات عالية من الفاعلية والأمان وقلة الآثار الجانبية، مما جعل كثيراً من شركات الدواء العالمية تتجه لإنتاج عقاقير طبية مصنعة بالكامل من الأعشاب الطبية سواء بتعبئة العشب كما هوا أو باستخراج المادة الفعالة منه وجعلها في أشكال صيدلانية مختلفة سواء كانت أشربة أو كبسولات وأقراصاً ودهانات، وكلها مسجلة بوزارة الصحة في البلدان المختلفة وتستعمل تحت إشراف طبي، مثل نبات «الجنسنج» الذي تستخرج من جذوره مادة تستعمل لتحسين الكفاءة الجسمانية والذهنية ونبات «الكوميفورا» ويستخدم لعلاج البلهارسيا و»الفاشيولا»، وأوراق الجوافة والتليو لعلاج السعال والثوم الذي يستعمل لعلاج بعض حالات الضغط المرتفع وتقليل نسبة الكوليسترول في الدم وقد جاء ذكره في الطب النبوي، وأكد أن الأعشاب الطبية لا يمكن أن تكون بديلاً لجميع الأدوية الكيميائية لأن الأبحاث العلمية لم تتوصل حتى الآن إلى إنتاج أعشاب طبية تعالج جميع الأمراض.
المصدر: القاهرة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©