الأربعاء 17 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
ألوان

علماء: التعليم من دون أخلاق وتربية عديم القيمة

علماء: التعليم من دون أخلاق وتربية عديم القيمة
2 فبراير 2018 03:11
أحمد مراد (القاهرة) شدد علماء دين على ضرورة أن يلتزم طالب العلم بمجموعة من الآداب العامة والخاصة، مؤكدين أن العلم لا يُحصل إلا بالأدب الجم والأخلاق الراقية، وأولها الإخلاص في طلب العلم، وتجريده عن كل هوى، وأن يتعلم العلم بغية نفع نفسه ونفع الآخرين، لا أن يطلبه للمباهاة به أو تصدر المجالس أو ليقال إنه عالم. ودعا العلماء كل طالب علم إلى بذل جهده في الاشتغال بالقراءة والمطالعة والمباحثة والمذاكرة والحفظ، وأن تكون ملازمة الاشتغال بالعلم هي رأس ماله، وأن لا يتكبر من التعلم والاستفادة ممن هو دونه، والانقياد للحق بالرجوع عند الهفوة، ولو ظهر على يد من هو أصغر منه، فإن الانقياد إلى الحق واجب شرعا، وهو من بركة العلم. التربية والتعليم حدد د. شوقي علام، مفتي الديار المصرية، مجموعة من الآداب التي ينبغي أن يتحلى بها طالب العلم، موضحاً أن العلم لا يُحصل أو يُنال إلا بالأدب والأخلاق، وأولها الإخلاص في طلب العلم، وتجريده عن كل هوى، فقد روى أبو هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إن أول الناس يقضى يوم القيامة عليه... «وذكر ثلاثة منهم» رجل تعلم العلم، وعلمه وقرأ القرآن، فأتى به فعرفه نعمه فعرفها، قال: فما عملت فيها؟ قال: تعلمت العلم، وعلمته وقرأت فيك القرآن، قال: كذبت، ولكنك تعلمت العلم ليقال: عالم، وقرأت القرآن ليقال: قارئ، فقد قيل، ثم أمر به فسحب على وجهه حتى ألقي في النار». وأضاف علام: «التعليم هو عملية متكاملة تجمع بين التربية والتعليم، ولا يمكن أن يقوم أحدهما من دون الآخر، يقول عبد الله بن المبارك: كانوا يطلبون الأدب ثم العلم، وقال الإمام مالك رحمه الله: كانت أمي تعممني، وتقول لي: اذهب إلى ربيعة، فتعلم من أدبه قبل علمه، وعليه فلا بد أن يتحلى طالب العلم بالأدب، مع أساتذته، وفي مدرسته وجامعته، ويعلم أنه صاحب رسالة، ولديه غاية سامية يهدف لتحقيقها، وأن يحترم وقته لا ينفقه في غير العلم، قال الحسين بن علي رضي الله عنهما لابنه: يا بني إذا جالست العلماء، فكن على أن تسمع أحرص منك على أن تقول، وتعلم حسن الاستماع، كما تتعلم حسن الصمت، ولا تقطع على أحد حديثاً وإن طال حتى يمسك». كما أن طالب العلم بحسب علام، ينبغي عليه أن يصطفي من بين أقرانه الصحبة الصالحة التي تعينه على تحصيل العلم ولا تشتت جهوده فيما لا طائل من ورائه وربما جر عليه من المشكلات والمتاعب ما لا يطيق. وأضاف مفتي مصر: «من الأمور التي لا بد أن يراعيها طالب العلم المداومة والاستمرار في تحصيل العلم النافع، لا أن يحصر نفسه في منطقة معينة أو يتوقف عند حد أو شهادة معينة، بل عليه مواصلة التعلم والتحصيل، فالأمة بحاجة ماسة إلى أبنائها من العلماء لكي ينهضوا بها، ويساهموا في بنائها، ولشدة حرص السلف الصالح كانوا يشغلون أنفسهم بالعلم وتحصيله إلى آخر يوم في حياتهم، ومما قاله الإمام أحمد رحمه الله: إنما أطلب العلم إلى أن أدخل القبر». مقاصد شرعية أما الدكتور محمد مهنا، مستشار شيخ الأزهر، فقال: «يجب على طالب العلم أن يقصد بعمله وجه الله تعالى وامتثال أمره، وإصلاح نفسه، وإرشاد عباده إلى معالم دينه، ولا يقصد بذلك غرض الدنيا من تحصيل مال أو جاه أو شهرة أو تميز عن الأشباه أو المفاخرة للأقران، كما أنه يجب على الطالب أن يبذل جهده في الاشتغال بالقراءة والمطالعة والمباحثة والمذاكرة والحفظ». وشدد مهنا على أن تكون ملازمة الاشتغال بالعلم هي رأس مال طالب العلم، وعليه أيضاً أن لا يتكبر من التعلم والاستفادة ممن هو دونه في منصب أو سن أو شهرة أو دين أو في علم آخر، بل يستفيد ممن يمكن الاستفادة منه، ولا يمنعه ارتفاع منصبه وشهرته من استفادة ما لا يعرفه، فتخسر صفقته ويقل علمه، وقد قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «الحكمة ضالة المؤمن، فحيث وجدها فهو أحق». وأضاف: ومن أهم الآداب التي ينبغي على طالب العلم الالتزام بها، الانقياد للحق بالرجوع عند الهفوة، ولو ظهر على يد من هو أصغر منه، فإن الانقياد إلى الحق واجب شرعاً، وهو من بركة العلم، والإصرار على ترك الحق تكبر مبغوض عند الله تعالى، يستوجب البعد عن الله والطرد من رحمته، قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «لا يدخل الجنة من في قلبه مثقال حبة من كبر». إجلال العلم أوضح د. حامد محمد شعبان، أستاذ العلوم اللغوية بجامعة الفيوم، أن من أهم واجبات طالب العلم أن يحفظ العلم، ويصون طهر موكبه، ويحمي شرف سعيه، فلا يعطله ولا يعارضه، ولا يعتدي على مواقع تحصيله، ويقاطع مصادر أنواره، ولا يخرب أماكن تعلمه، ومؤسسات رعايته، وعليه أيضاً أن يكون حريصا على إجلال العلم، وتعظيم نوره، وتكريم من يسعى إليه، حيث يقول النبي صلى الله عليه وسلم: «من سلك طريقا يلتمس فيه علماً سهل الله له به طريقاً إلى الجنة»، وفي توجيه النبي لابن عباس وإرشاده يقول: «يا غلام احفظ الله يحفظك أحفظ الله تجده تجاهك». وأضاف: «يجب على طالب العلم أن يدرك، أن طلب العلم عبادة والبحث فيه جهاد، وهو حياة القلوب من الجهل ومصابيح الإبصار في الظلم، ومن يصرف الناس عنه، أو يوقفه، يحرم الناس من ثماره وينال سخط الوطن والأمة، ومن واجبات الشباب في محراب العلم أن يرفض الاشتراك في أي عمل آثم أو سلوك منحرف، ومن المفروض الالتزام بالسلوك الحسن والسيرة الحميدة، وأن يعرف أن الخلق الكريم ركن ركين لا يمكن الاستغناء عنه، وأن دروسه الحافلة بالفضائل تمكنه من مواجهة قوى الشر والانحراف والفساد، وعليه أن يفهم أن العلم إذا كان بمعزل عن الخلق يصبح عديم القيمة فاسد النتيجة».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©