الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أطفال حمل الأثقال

أطفال حمل الأثقال
8 سبتمبر 2014 00:09
انقضى أكثر من أسبوع من العام الدراسي الجديد، وتسلم معظم طلاب المدارس كتبهم المدرسية، وتحولت بيوت الطلاب إلى ورش لتجليد الكتب والمحافظة عليها، لتكمل عامها الدراسي في أفضل حالاتها، واستقبل الطلاب بفرحة كبيرة قدوم العام الدراسي الجديد، مرحبين به، وبزملائهم الذين فرقت بينهم العطلة الصيفية التي قاربت الثلاثة أشهر. كانت فرحتهم بتسلم الكتب كبيرة، فرحة ممزوجة بأخذ نفس عميق لبذل كل الجهد للمذاكرة والدراسة والتحصيل العلمي لنهل العلوم والمعرفة، والوصول إلى أعلى الدرجات، والمنافسة على المركز الأول في الفصل، بل في المدرسة كلها. كلنا يعلم، خاصة أولياء الأمور، الجهد المطلوب من المدرسة والمدرس والأهل والطلاب على حد سواء لاستيعاب وفهم ما في هذه الكتب من علوم شتى ومعرفة واسعة، خاصة في هذه الأيام، حيث اختلفت مفاهيم وأساليب التعلم، فألف باء و1+1= 2، وتعلم أحرف الهجاء طوال العالم، لم تعد تجدي نفعاً، فالجيل الحالي غير الجيل الذي كنا فيه، ومناهج العلوم والمدارس تغيرت، ومستوى المواد والعلوم التي يتلقاها الطالب في المرحلة الابتدائية الآن كنا نتلقاها في الصف الخامس أو السادس، فكل شيء تغير، ولم يعد الزمان نفس الزمان، ولا الأسلوب هو الأسلوب ذاته. اليوم الجهد المطلوب من الطالب كبير جداً، والإرادة والعزيمة يجب أن توازي هذا الجهد أو تزيد عليه، كذلك المراقبة والعناية من الأهل، والتواصل مع إدارة المدرسة، وحضور اجتماعات أولياء الأمور واجب أيضاً، وله أثره الطيب في التحصيل العلمي للطالب. يبقى الجهد غير المحمود وغير المرغوب الذي يجب على الطالب أن يبذله وهو هذا الحمل الثقيل من وزن الحقيبة المملوءة بكل الكتب والدفاتر والمستلزمات المدرسية التي تشكل عبئاً على الطلاب في كل صباح، فمع إطلالة كل عام جديد يأمل أهالي الطلاب أن تقوم إدارات المدارس بعمل برنامج للحصص الأسبوعية، يتم توزيع المواد بطريقة تساهم في التخفيف من حمل كل الكتب مرة واحدة، صحيح أن كل المدارس توزع جدول حصص، لكنْ كثيراً من المدرسين والمدرسات يجبرون الطلاب على إحضار كل الكتب حتى ولو لم تكن ضمن جدول الحصص، بحجة أن هذا اليوم فيه حصة أو اثنتان (رسم أو رياضة) أو لأسباب أخرى، وكذلك نتمنى الإسراع في تنفيذ مشروع الكتاب المدرسي الإلكتروني، والذي سمعنا عنه ولم ينفذ، ولو طبق هذا المشروع فلن يحمل الطالب معه حقيبة أو كتباً، بل كمبيوتراً لوحياً، فيه الكتب كافة للمنهاج المقرر، ويتعامل الطالب تقنياً مع المعلومات والبيانات التي يتلقاها في المدرسة. نتمنى لهذا العام أن يكون مختلفاً، وتبقى أمنياتنا لجميع الطلبة والطالبات بالنجاح والتوفيق، وبعام دراسي سعيد على الطلبة وذويهم. محمد غانم
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©