الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

تدمر تقيم مهرجاناً للثقافة وتنتخب «ملكة جمال» الإبل

تدمر تقيم مهرجاناً للثقافة وتنتخب «ملكة جمال» الإبل
18 نوفمبر 2010 20:43
عاشت مدينة تدمر التاريخية مؤخراً موسماً للتراث والثقافة والفن الشعبي، بعد أن شهدت سباقات للهجن ومنافسات مزاين لاختيار ملكة جمال الإبل. وللسنة الرابعة على التوالي تجدد تدمر عاصمة الملكة العربية زنوبيا إحياء تراث الآباء وتعرض ثقافة اليوم، في ربط حي بين الماضي والحاضر. مهرجان تدمر للثقافة والفنون بدأ فعالياته في 29 الشهر الماضي وحتى الرابع من الشهر الحالي في مرحلة أولى، واستأنف فعالياته في مرحلة ثانية من 11 وحتى 13 الشهر الجاري. ورغم تنوع هذه الفعاليات وغناها، فإن الأبرز فيها هي فعاليات الهجن التي كانت سيدة المهرجان دون منازع. سيدة المهرجان أقيمت على مدى ثلاثة أيام سباقات الهجن لثلاثة أشواط، وذلك على أرض مضمار السباق في العباسية منتجع ملكة تدمر العربية زنوبيا، حيث الحمامات الكبريتية، إلى الجنوب من تدمر بنحو 37 كيلومتراً. ويبلغ طول المضمار خمسة كيلو مترات، وفاز بنتيجة السباق كل من الإبل السورية “شام” بالمركز الأول و”سهام” بالمركز الثاني، و”سراب” بالمركز الثالث، بينما فازت بالمراكز الثلاثة الأولى بالشوط الرئيسي للهجن القطري “حيل” كل من السايحة ومزنة والذيبة على التوالي، أما في الشوط القطري الثاني “ثنايا بكار”، فقد فازت كل من حربة ووضحة والمتحدة بالمراتب الثلاث الأوائل تباعاً. وقدمت للفائزين في ختام السباق جوائز نقدية مجزية، كما قدمت جوائز ترضية تشجيعية لجميع المشاركين. كما شهد المهرجان منافسات في مسابقة “مزاين” الإبل للحصول على لقب ملكة جمال الإبل ، وتنافس فيها 62 مشاركاً من أبناء البادية السورية، وتقدم كل مشارك بقطيع من الإبل يبلغ نحو خمسين جملاً وما فوق، حيث بلغ إجمالي عدد الرؤوس المشاركة نحو ثلاثة آلاف رأس تمثل أنواعاً مختلفة من الإبل، وقد اعتمدت اللجنة المنظمة لمنافسات مزاين الإبل مقاييس محددة تتعلق بحجم الرأس وطول الرقبة والشكل العام للجمل وسنمه وشفاهه وتناسق جسده مع كل تلك المواصفات. مشاركة غير مسبوقة قال فيصل الشليل، مدير مضمار الهجن في العباسية، إنه شارك في سباق الهجن في المهرجان الحالي 1500 رأس من الإبل السوري والقطري ضمن خمسين شوطاً ولمسافة 5 كم، إضافة إلى المشاركين في مسابقة مزاين الإبل. ويعتبر تزايد أعداد المشاركين قياسياً نسبة للمهرجانات السابقة، فقد ارتفع عدد القطعان المشاركة إلى 62 قطيعاً مقابل خمسة قطعان في الدورة الأولى، كما ارتفعت نسبة المشاركة في مسابقة مربي الإبل إلى خمسين جملاً لكل منهم. ولفت الشيخ حمد بن جاسم بن فيصل آل ثاني، رئيس اللجنة المنظمة لسباق الهجن، إلى التطور الكبير الذي حققته الهجن السورية خلال السنوات الخمس الماضية، نتيجة لقيام المهرجان، ولتبادل الخبرات بين السوريين والقطريين، ووعد الشيخ جوعان بن حمد بن خليفة آل ثاني، نجل أمير قطر، باستمرار قطر في بذل الجهود والاهتمام بمهرجان تدمر من خلال نقل التجربة القطرية في سباقات وتربية الهجن، بينما أكد رئيس اللجنة المنظمة بأن تطورات المهرجان كماً ونوعاً تؤكد نجاح التجربة السورية القطرية والسعي معاً لتشجيع أبناء البادية السورية للحفاظ على هذا الإرث التاريخي، مشيراً إلى أن أهل البادية السورية أبدوا حماسة في هذه المشاركات. سلالات هجينة وصف الدكتور يوسف العنزي، المشرف البيطري في مضمار سباق الهجن، السلالات السورية من الهجن بأنها عريقة، مشيرا إلى أنه تم منذ خمس سنوات تهجين للإبل السورية مع القطرية، مما نتج عنه سلالات أعطت نتائج مشجعة في السباقات لدى أغلب المربين السوريين. وقال المربي خزعل إن تهجين الإبل السورية بالقطرية أعطى سلالات قوية وجيدة، وإن التهجين جدد شباب الإبل السوري، وجعله مستعداً أكثر لخوض غمار سباقات المضمار، والدخول في منافسات المزاين. وأضاف “الخبرة القطرية في هذا المجال أضافت إلينا قوة جديدة لأن هذه الرياضات الشعبية كانت غائبة عن البادية السورية، والآن، فإننا نعيد إحياء رياضات الآباء والأجداد. ولا شك أن التشجيع المادي والمعنوي يلعب دوراً كبيراً، ويؤسس لاندفاعة قوية في هذا المجال”. وأضاف أن القطريين شاركوا بستين راكب آلي في المهرجان. فعاليات متنوعة شهدت أيام مهرجان تدمر في مرحلته الأولى فعاليات ثقافية وتراثية قطرية، حيث عرضت أكواخ تعبر عن التراث القطري وصناعة البخور والشباك والصناديق المصدفة والزوارق البحرية والسفن، كما تضمنت أجنحة لفنون الصيد، وأخرى للأكلات الشعبية القطرية، وقد لاقى جناح نقوش الحناء إقبالاً كبيراً من السوريين والسياح العرب والأجانب. كما تم عرض العرس القطري بمفهومه وطريقته القديمة وليلة الحناء على مسرح تدمر الأثري. وقدم عدد من المطربين القطريين حفلتين تضمنتا أغاني وطرباً أصيلاً ومواويل وعرض بعض الفنون القطرية البحرية. إضافة إلى التراث، فقد أقيم معرض للكتاب المعاصر، وقدمت عروض سينمائية قطرية وعرض لفرقة الفنون النسائية. في مقابل الفعاليات الثقافية والتراثية القطرية، شهدت تدمر على مدى ثلاثة أيام هي 11 و12 و13 من الشهر الحالي أيام الثقافة السورية، حيث عرضت منتجات المهن اليدوية السورية من الموازييك والنحاس والمجوهرات التقليدية والفضية وصناعة البسط والسجاد على النول القديم. كما افتتحت معارض للفن التشكيلي، شارك فيها أبناء تدمر بلوحات عبرت عن الحضارة التدمرية، كما تم استعراض دور تدمر في طريق الحرير التاريخي، حيث مثلت عاصمة زنوبيا محطة مهمة على هذا الطريق.
المصدر: دمشق
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©