تحظى مباراة الأهلي والفجيرة في افتتاحية الدوري بنسخته الجديدة بأهمية خاصة، كونها تدشن موسماً جديداً يتوقع له الكثيرون أن يكون مختلفاً في ظل الاستعدادات الكبرى من جانب إدارات كل الأندية.
فمن عام لآخر يتطور المستوى وتزداد الطموحات، ما ينذر بموسم قوي ينتظره الجميع، وتبقى لضربة البداية دائماً حسابات مختلفة، باعتبارها تحسم كثيراً من الأمور التي تتعلق بالمستوى المتوقع، خصوصاً أن البدايات القوية تؤدي لنهايات سعيدة.
«الاتحاد» كانت حريصة على لقاء رئيسي الناديين في حوار خاص للتعرف إلى العقل المفكر والمدبر في كل منهما.
حوار وليد فاروق (دبي)
من منطلق رؤيته الرياضية وأفكاره الجريئة واطلاعه الكبير على أدق تفاصيل الإدارة الرياضية، دائماً ما تجد آراءه صدى كبيراً ومؤثراً في الوسط الرياضي، ليس فقط كونه المسؤول الأول عن إدارة واحد من أكبر الأندية العربية والإماراتية، ولكن بحكم نجاحه في تطوير منظومة قلعة الفرسان، إنه عبد الله سعيد النابودة رئيس مجلس إدارة النادي الأهلي، الذي حرصت «الاتحاد» على لقائه مع انطلاق منافسات دوري الخليج العربي للتعرف على طموحات وأفكار رئيس مجلس إدارة الأهلي، والتي ستكون بمثابة الاستراتيجية التي يسعى الفرسان إلى تحقيقيها في هذا الموسم الاستثنائي المزدحم بالمشاركات، خصوصاً وأن الأهلي يحمل على عاتقه مسؤولية مضاعفة باعتباره الممثل الوحيد لكرة القدم الإماراتية في بطولة دوري أبطال آسيا، والذي يستعد لخوض منافسات الدور ربع النهائي أمام فريق نفط طهران، وهي المرحلة التي تأهل إليها الأهلي للمرة الأولى في تاريخه، ويحدوه الأمل في مواصلة المسيرة والتطلع نحو مستويات أعلى لتكون بحق المشاركة التاريخية من كل النواحي.
وحول تطلعات القلعة الحمراء قال النابودة: «بالتأكيد الوصول إلى منصات التتويج هو كل ما يتطلع إليه الأهلي وجمهوره في كل المنافسات التي نخوضها، وذلك من واقع أن الأهلي فريق كبير ومكانه دائماً يكون منصات التتويج، وما يؤهله لتحقيق ذلك هو القاعدة الفنية الكبيرة التي نمتلكها، ولكن بالتأكيد تحقيق مثل هذه الطموحات لا تأتي بالتمني فقط، بل يحتاج الأمر إلى عمل مضاعف واجتهاد من الجميع سواء كان إدارياً أو فنياً من الجهاز الفني واللاعبين، وكذلك هناك دور مهم أيضاً يقع على الجماهير».
وتابع: «نملك كل المقومات التي تؤهلنا للوصول بجدارة إلى منصات التتويج، وهذه المقومات واضحة للعيان، حيث نمتلك الأدوات الفنية والذي يأتي في مقدمتها وجود جهاز فني على أعلى مستوى يجلس على رأسه واحد من أفضل المدربين على مستوى المنطقة، هو الروماني أولاريو كوزمين، يضاف إلى ذلك أن الفريق يضم بين صفوفه مجموعة من اللاعبين على أعلى مستوى، كل هذه المقومات تجعلنا قادرين على تحقيق أهدافنا وطموحاتنا».
وحول التغييرات التي طرأت على صفوف الفرسان ومدى مساهمتها في تحقيق الطموحات «في الموسم الماضي طرأ عديد من التغييرات الكبيرة على مستوى اللاعبين والظروف الطارئة سواء في بدايته أو في منتصف الموسم، ولكن على الرغم من كل ذلك فقد نجح الفريق في التأهل إلى ربع نهائي دوري أبطال آسيا، للمرة الأولى في تاريخه، بعد مستويات كبيرة قدمناها في كل مراحل البطولة، وكذلك تأهلنا إلى نهائي بطولة كأس رئيس الدولة، وفي بداية الموسم وفقنا في إحراز لقب سوبر الخليج العربي».
وأضاف: «لا يقلقني سوى مستوى اللاعبين فقط، فمتى كان لاعبونا في قمة مستوياتهم فالفريق لن يتأثر بكل هذه الأشياء، وعلى هذا الأساس فإن فالشيء الوحيد الذي سيجعلنا نتغلب على كل هذه الأشياء هو إعداد الفريق بصورة جيدة وأن يكون اللاعبين في مستويات بدنية وفنية جيدة.
وعن رأيه في كثرة التوقفات التي يتسم بها دوري الخليج العربي في الموسم الجديد، قال: «هناك أسابيع معروفة في كل دول العالم تكون الدوريات متوقفة خلالها لإعداد المنتخبات وهذا شيء طبيعي ولا بد من حدوثه، ولكن الشيء الذي يربك الحسابات بالنسبة إلينا في المنطقة هي بطولة كأس الخليج الذي يقام خارج هذه الأسابيع ويؤدي بدوره إلى إرباك أجندة الموسم الرياضي».
وحول رأيه في قائمة الفريق، قال «فريقنا يضم قائمة مميزة من اللاعبين، ودائماً ما نتطلع إلى تدعيم الصفوف في كل خطوطه حسب متطلبات الجهاز الفني الذي يعتبر هو العنصر الأساسي في كل استقطاباتنا، دائماً ننشد أن نكمل كل المراكز بأفضل اللاعبين ولكن ليس كل ما تتمنى وجوده من لاعبين يكون متاحاً، ولكننا لم نغلق هذا الملف وهذا أمر طبيعي، فإذا أردت أن تكون منافساً دائماً عليك أن تراقب اللاعبين على الصعيد المحلي والخارجي في كل الأوقات حتى تكون على اطلاع بكل صغيرة وكبيرة عن اللاعبين الذين يحتاجهم الفريق والذين يمكن أن يضيفوا للفريق.
وعن مدى رضاه عن لاعبيه الجدد من الأجانب في ظل ارتفاع الأسعار قال النابودة «الزين غالي!.. نعم ولله الحمد دعمنا صفوفنا بلاعبين مميزين حسب طلب المدرب، ولم يُفرض لاعب علينا لأننا نجتهد ونسعى كي نحقق النجاح». ووصف الخلافات الخفية أو العلنية بين إدارات الأندية بعضها البعض بأنها شرٌ لا بد منه، ولكن في الإمارات نبالغ في المثالية».
وأكد رئيس الأهلي على الثقة في كوزمين مدللاً على ذلك بالتجديد معه قبل نهاية عقده حتى عام 2018، ووصف جماهير ناديه بـ«أوكسجين الفرسان»، التي يختنق الفريق بدونها، كما أنها تدفعه إلى الأمام وتساعده في الخروج من كل الأزمات.
عدد اليوم
