الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

رسامون غربيون أسرتهم سلطة الشرق الأسطورية

رسامون غربيون أسرتهم سلطة الشرق الأسطورية
24 ديسمبر 2017 22:41
هويدا الحسن (الاتحاد) جذبت أجواء الشرق العابقة بالسحر والغموض عدداً من فناني الغرب في أواخر القرن التاسع عشر، فنشأ ما يعرف بفن Orientalism أو فنون المستشرقين التي تستلهم إبداعاتها من تفاصيل الحياة اليومية في بلاد الشرق، بشكل يجمع بين الواقع والأسطورة. وقد بدأت حركة الاستشراق مع مجيء العديد من الفنانين والشعراء والكتّاب الأجانب إلى البلاد العربية، تحديداً مصر وبلاد المغرب العربي، فأُخذوا بجمال الحياة التي جمعت بين الفطرة والبساطة ودفء المشاعر وحميمية العلاقات الإنسانية، وسجلوا أدق تفاصيل تلك الحياة في كتبهم وأشعارهم، كذلك تبارى الرسامون في رسم تلك التفاصيل الرائعة في لوحاتهم، فصوّروا مشاهد للباعة الجائلين في الشوارع، ولجلسات المقاهي، ولحركة البيع والشراء في الأسواق، وللصيادين على مراكبهم، والفلاحين أثناء عملهم في الحقول، وللأطفال وهم يلعبون في الشوارع، ولصانعي الحرف في ورشاتهم. وأظهر الرسامون المستشرقون اهتماماً خاصاً بالحارة الشعبية وبيوتها المتلاصقة ومشربياتها التي تخفي خلفها عيون النساء، وقد ولع الكثيرون منهم بجمال المرأة العربية وسحر طلتها التي تجمع بين الدلال والخجل. ويرجع البعض ازدهار حركة الاستشراق الفني في تلك الفترة إلى دخول مشاهير الكتّاب والشعراء الأوروبيين أمثال الفرنسي «شاتوبريان» والإنجليزي «بايرون» والألماني «غوته». ويعد الرسام الأميركي «فريدريك آرثر» واحداً من أبرز الفنانين المستشرقين، حيث زار مصر والمغرب والجزائر، وتجوّل في العديد من المدن مثل: طنجة، وهران، بسكرة، والكثير من مدن مصر، فرسم ما يقارب مائتي تخطيطاً أصبحت فيما بعد مصدراً للعديد من اللوحات الزيتية التي قام بإكمالها ونال عنها تقديراً بالغاً من النقاد ومحبي الفنون. كذلك الفنان البريطاني «فريدريك جون لويس» الذي قضى في القاهرة تسع سنوات في الفترة من 1841 إلى 1850 رسم خلالها عدداً هائلاً من الاسكتشات قام بتحويلها عقب عودته إلى إنجلترا إلى لوحات زيتية أهّلته ليصبح رفيقاً للأكاديمية الملكية عام 1859. ومثلهما فعل الرسام النمساوي رودلف أرنست الذي سافر إلى المغرب وإسبانيا وتركيا باحثاً بين مدنها عن أصالة الشرق وفنونه، وقد سحرته الفنون الإسلامية مثل الخط العربي والفسيفساء وفن تعشيق الخشب المعروف بالأرابيسك، فأفرد لتلك الفنون مساحة واضحة داخل لوحاته.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©