الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

ديون الميت والمسامحة

18 نوفمبر 2010 20:47
ما حكم من قام بإقراض شخص مبلغا معيناً على أن يقوم الشخص بإرجاعه في اليوم التالي، ولكنه لم يفعل حيث إنه أقسم بأن يرجعه بعد يومين، وبعد يومين لم يرجعه وأقسم بأنه سوف يعيد إليه المبلغ، ولكن هذا الشخص توفي في حادث، ماذا يفعل الشخص الآن، هل يذهب إلى أهل المتوفى ويطالب بالمبلغ، أم يعتبرها صدقه ويسامحه في هذا المبلغ، علما بأن المبلغ زهيد؟ الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .. فاعلم أن الله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه وما قمت به من تيسيرك عليه عند إعساره لك فيه الأجر والمثوبة، وصبرك عليه عند الموعد لك فيه أجر آخر، فقد قال الله تعالى: «وَإِن كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ وَأَن تَصَدَّقُواْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ « (البقرة: 280)، وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من نفَّس عن مؤمن كُربةً من كُرَب الدنيا نفَّس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة، ومن يسَّر على معسر يسر الله عليه في الدنيا والآخرة، ومن ستر مسلما ستره الله في الدنيا والآخرة، والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه»، رواه مسلم. ومن حقك أن تذهب إلى أهل المتوفى وتطالبهم بالدين، فالدين يقضى عن الميت قبل تقسيم تركته وقبل تنفيذ وصاياه التي أوصى بها من غير الدين، قال العلامة خليل المالكي رحمه الله تعالى في مختصره: «ثم تقضى ديونه، ثم وصاياه من ثلث الباقي، ثم الباقي لوارثه»، ولا فرق بين المال الكثير والقليل. ولا شك أن مسامحتك له يحصل لك فيها الأجر والثواب، فقد روى البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إن رجلاً لم يعمل خيراً قط، وكان يداين الناس، وكان يقول لفتاه: إذا أتيت معسراً فتجاوز عنه لعل الله يتجاوز عنا، فلقي الله فتجاوز عنه»، والله أعلم. والخلاصة: ما قمت به من تيسيرك عليه عند إعساره لك فيه الأجر والمثوبة، وصبرك عليه عند الموعد لك فيه أجر آخر، ومن حقك أن تذهب إلى أهل المتوفى وتطالبهم بالدين، فالدين يقضى عن الميت قبل تقسيم تركته وقبل تنفيذ وصاياه التي أوصى بها من غير الدين، ولكن المسامحة والإبراء يحصل لك فيهما الأجر والثواب، وهذا هو الأولى والله أعلم.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©