الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

المطبلون للفتن الراقصة

7 سبتمبر 2014 23:39
نصحني العديد ممن حولي بالابتعاد عن عالم بعض المغردين فقد وصلوا بالتغريدات التي عُرفت باستماعها عاليا حيث تحلق الطيور ، إلى مستنقعات الأرض وتمرغوا في وحل لا يعرفه ولا يجيد العيش فيه سواهم، فهم متوفرون بكل الجنسيات يتراشقون السباب الذي لا يملكون سوى مهارته، ويبدعون في تقصي العثرات والتقاط صور السقطات، ويصوبون عدساتهم نحو كل زلة إن حدثت وإن لم يجدوا ما يلتقطون فالفبركة والقص والرقع لن يخذلهم، لايثنيهم عن ذلك دين ولا حياء ، إلا أنني آثرت الاطلاع على مكنون عالم التويتر ومايدور في أفلاكه، بعد أن غزا الحياة وأحيل إلى محفل يجمع العالم عشوائيا غث الناس وسمينهم. لاغرابة أن يصدر سفيه القول والفعل من السفهاء المحسوبين على بني البشر وهم كالأنعام بل هم أضل، يمثلون رقما في قطيع يمضون معه دونما دراية عن الطريق التي يمضونها، المعضلة فيمن مضى سنوات عمره متعلما على كراسي الدراسة ومعلماً في صفوف المسؤولية والرئاسة، يدير دفة المجتمع ويحدد توجهاته من خلال منبره الإعلامي، كيف لهؤلاء التطاول على دولة كانوا يخطون بأقلامهم وصفها بالشقيقة؟، ومن أين لأقلامهم الطاعة على وصف الدولة بالشيء ونقيضه، وأنى لهم بتبديل ثياب أخلاقهم وفق مقتضى الحال، وما موقفهم بعد عودة الأمور إلى سابق عهدها بين دولنا الشقيقة واستمرار سير المياه في مجاري الحب والإخاء والتعاون؟ ، وهذا بإذن الله سيتحقق، فما ذلك الذي حدث سوى طارئ لابد من مضيه لعدم صحة غير الصحيح، هل سيغير ذلك المسؤول لونه حينها ليعود ويكتب عن الدولة لقب الشقيقة أم أنه سيحترم نفسه وعقول قراءه وسينسحب من ساحة الكتابة ليتركها لمن أدرك أبعاد الروابط الأخوية التي لانهاية لارتباطاتها، ولامناص من استمرار العلاقات الطيبة بينها ؟ كيف لذوي الأقلام أن يستهينوا بوقع الكلمة على واقع الأحياء ؟ ويتركوا لأقلامهم الصماء خط ماقبح وعاب من السباب، دونما تدخل من الذات الإعلامية الواعية بأبعاد الكلمة وآثارها المعمرة والمدمرة حسب طبيعتها طيبة كانت أوخبيثة {وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِنْ فَوْقِ الْأَرْضِ مَا لَهَا مِنْ قَرَارٍ }. الخلاف بين الأخوة وارد ولاغضاضة في حدوثه مادام قاطعا للطريق عابرا للسبيل لايأخذ عند عبوره على العلاقات ما يؤثر على متانتها أو ما يزعزع كينونتها ، مايمثل المشكلة أولئك المتملقين لاطمات الجنازة ، يؤججون الأوجاع ويخمرون الخلاف بأكذوبة حب الوطن والحكومة، يوقدون العلاقة بحطب الفتنة متمنين أن يحيلوها نارا لنزعة عدوانية مهيمنة على أقلامهم ، لكن هيهات لما يتمنون {كُلَّمَا أَوْقَدُواْ نَارًا لِّلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللّهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَادًا وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ}. عديدة هي الخلافات التي نشأت بين الأوطان نتيجة أقلام إعلامية ضلت طريقها في إصلاح المجتمعات وتوجيه بسطاء الناس وانتهجت سبيل الغي والفتن لإشباع حاجتها النفسية في إشعال النار أو لتحقيق ماتسعى إليه من مكاسب ، حفظ الله خليجنا صافيا معافى من الخلافات والفتن وممن يطبلون لها ويشجعون وجودها . نورة نصيب البلوشي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©