الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

«أم الألعاب العربية» تتوشح بـ اليتيمتين» في «موسكو 2013»!

«أم الألعاب العربية» تتوشح بـ اليتيمتين» في «موسكو 2013»!
19 أغسطس 2013 22:00
حصدت ألعاب القوى العربية ثاني أسوأ حصة لها في تاريخ مشاركاتها في بطولات العالم، باكتفائها بميداليتين يتيمتين، في النسخة الرابعة عشرة التي اختتمت أمس الأول في موسكو، الأولى فضية عبر النجم القطري الصاعد معتز عيسى برشم في مسابقة الوثب العالي، والثانية برونزية بواسطة الجيبوتي الواعد عين الله سليمان في سباق 800 متر. وكانت أسوأ غلة عربية في النسخة الأولى في هلسنكي، عندما اقتصرت على برونزية سباق 1500 متر، بواسطة المغربي سعيد عويطة. ورفع الرياضيون العرب رصيدهم إلى 59 ميدالية في مختلف المعادن، منذ انطلاق بطولة العالم الأولى في هلسنكي عام 1983، والميداليات الـ59 هي 25 ذهبية و18 فضية و16 برونزية موزعة على المغرب (27) والجزائر (9) والبحرين (7) وقطر (5) وجيبوتي (3) وسوريا (2) وتونس (2) والصومال (2) والسعودية (1) والسودان (1). وكان العرب جمعوا رقماً قياسياً من الميداليات (8) في جوتبورج 1995 (3 ذهبيات و3 فضيات وبرونزيتان)، وكانت الغلة الأثمن في هلسنكي عام 2005، عندما حصد العرب 6 ميداليات، بينها 4 ذهبيات وفضيتان، ثم 6 ميداليات في طوكيو 1991 (2 ذهبية و1 فضية و3 برونزية)، والأمر ذاته في إشبيلية 1999 (ذهبيتان وفضيتان وثلاث برونزيات). تراجع مغربي ولكن شتان بين العصر الذهبي للعرب في النسخ السابقة الذكر والنسختين الأخيرتين اللتين خرجت منهما «أم الألعاب» العربية بميداليتين يتيمتين (فضيتان في دايجو 2011 عبر السوداني أبوبكر كاكي في 800 متر عدو، والتونسية حبيبة لغريبي في سباق 3 آلاف متر). وتبقى خيبة الأمل الأبرز لألعاب القوى المغاربية الممثلة في المغرب صاحب حصة الأسد في البطولات العالمية منذ عام 1983، حيث جمع 27 ميدالية بينها 10 ذهبيات و11 فضية و6 برونزية، وجارته الجزائر صاحبة 9 ميداليات بينها 6 ذهبيات و3 برونزية. ولطالما أسعد أبطال وبطلات المغرب والجزائر الملايين من عشاق هذه الرياضة في العرس العالمي، ليس في العالم العربي فقط، بل في العالم بأسره بأسماء رنانة، من طينة سعيد عويطة وهشام القروج ونزهة بدوان وصلاح حيسو ونور الدين مرسلي وحبيبة بولمرقة وجابر سعيد القرني، لكن الأمور اختلفت كلياً، ولم تعد هناك رهبة وخوف من عدائي هذين البلدين خصوصاً في المسافات المتوسطة والطويلة. وخرج المغرب للمرة الثالثة على التوالي «خالي الوفاض»، وفشل جميع ممثليه في «فك النحس» الذي يلازمهم منذ فضية حسناء بنحسي في سباق 800 متر في أوساكا، فيما واصلت الجزائر غيابها عن منصات التتويج في البطولات العالمية، منذ عام 2003، عندما نال سعيد جابر القرني ذهبية سباق 800 متر في نسخة باريس. وهي المرة الرابعة التي يخرج فيها المغرب «خالي الوفاض» في تاريخ مشاركاته في البطولة العالمية، بعد الأولى في شتوتجارت عام 1993، والثانية في برلين، عندما تلطخت سمعته بحالتي منشطات، بعدما ثبت تناول العداء جمال الشطبي لمادة منشطة محظورة هي «كلينبوتيرول»، والعداءة مريم العلوي السلسولي لمادة «الإرتروبوتين»، والثالثة في دايجو، قبل عامين. ومضات الثلاثي وشارك المغرب ب19 عداء وعداءة في نسخة موسكو، نجح منهم 3 فقط في بلوغ الدور النهائي هم محمد موستاوي وسهام الهلالي (1500 متر) وسليمة الوالي العلمي (3 آلاف متر موانع)، فحل الأول تاسعاً والثانية في المركز الأخير، والثالثة في المركز الحادي عشر، فيما لم يكمل حفيظ الشاني ومحمد بلال سباق الماراثون. وعزا العديد من العدائين والعداءات عدم تحقيق النتائج الجيدة إلى المشاكل التي يعانون منها مع الاتحاد المحلي، بالإضافة إلى التهميش والاستبعاد من قائمة المنتخب الوطني، وتساءل موستاوي في تصريح لوكالة فرانس برس: «كيف يمكن لعداء أو عداءة تحقيق نتائج جيدة بمعنويات مهزوزة، ودون دعم من الاتحاد المحلي الذي همشني وأبعدني عن مركز التدريبات في العاصمة الرباط، وحرمني من المعسكرات التدريبية الإعدادية للبطولة حتى الأسبوعين الأخيرين من انطلاقها». وأضاف بأسى «تحملت شخصياً مصاريف استعداداتي للبطولة وبلوغي الدور النهائي، فذلك اعتماداً على مجهودات شخصية»، وتابع موستاوي «ألعاب القوى المغربية، في تراجع بعدما كانت في الريادة، ناشدت المسؤولين مرات عدة لإنصافي، لكن دون جدوى، كنت أتمنى التتويج بميدالية، كي أؤكد لهم أحقيتي بالوجود ضمن صفوف المنتخب المغربي». من جهته، اشتكى عبد العاطي إيكيدير صاحب برونزية أولمبياد لندن من تصرفات الاتحاد المحلي، وقال «أناشد المسؤولين عن الرياضيين المغاربة للتدخل لإنقاذ هذه الرياضة التي أبلى فيها المغرب بلاءً حسناً، ألعاب القوى المغربية تغرق وأصبحت في الحضيض». رأي القروج وعلق «ملك» سباق 1500 متر هشام القروج بطل العالم 4 مرات متتالية وبطل أولمبياد أثينا، عن المشاركة المغربية قائلاً: «ما يحدث مؤسف، يجب إعادة النظر في ألعاب القوى المغربية»، معرباً عن أسفه لغياب المغرب عن منصات التتويج وتحديدا سباق 1500 متر. واكتفت مواطنته نوال المتوكل نائبة رئيس اللجنة الأولمبية الدولية بالقول: «جرى التقليد بأن يتوج المغرب في بطولة العالم أو على الأقل يصعد منصة التتويج، لم تكن الحال هنا وهذا محزن، أتمنى أن يحصد المغرب الألقاب في مونديال بكين 2015». خيبة بحرينية وخيبت البحرين الآمال أيضاً بخروجها خالية الوفاض، وكانت أفضل نتيجة حلول شيتاي ايشيتي سادسة في سباق 10 آلاف متر، وحلت تيجيتو دابا حادية عشرة في سباق 5 آلاف متر، وجاء ديجين ريجاسا في المركز ذاته لدى الرجال، ولم يكمل مواطنه اليمو بيكيلي سياق 10 آلاف متر، والأمر ذاته بالنسبة إلى آدم إسماعيل خميس في سباق الماراثون. وحلت الجزائرية ياسمينة العمراني تاسعة عشرة في السباعية، ولم يكمل مواطنها الطيب الفيلالي سباق الماراثون، وفي غياب لغريبي، اكتفى حاتم غولة صاحب برونزية أوساكا 2007 بالمركز السابع والعشرين في سباق 20 كلم مشياً، ولم يكمل مواطنه وسام حسني سباق الماراثون. تألق برشم وسليمان ووسط النتائج المخيبة لأم الألعاب المغاربية، بزغ نجم برشم وسليمان اللذين أنقذا ما وجه العرب، وأكد برشم بما لا يدع مجالاً للشك تسلقه المراتب تدريجياً، فبعد برونزية دورة الألعاب الأولمبية في لندن الصيف الماضي، حفر اسمه بأحرف من فضة في موسكو، وستكون الذهبية هدفه المقبل. وقال برشم «أنا سعيد بالميدالية الفضية» دائماً ما أضع الأهداف وأحاول تحقيقها، في عام 2010 قلت إنني أريد تخطي ارتفاع 35, 2 متر في العام التالي، وقد نجحت في ذلك، وفي هذا العام كان هدفي الرقم القياسي الآسيوي (39, 2 متر) وحققته (40, 2 متر) وبالطبع تكرار إنجاز لندن أو تحقيق الأفضل ونجحت بالفعل». وأضاف: «كنت أطمح إلى الأفضل بطبيعة الحال في موسكو، لكن الفضية نتيجة رائعة أيضاً، إنه تتويج لرياضة ألعاب القوى القطرية والعربية، كانت المنافسة قوية مع أبطال كبار، فالطريق لا يزال طويلاً أمامي لكن المستقبل مشرق». من جهته، أعاد سليمان تدوين اسم بلاده جيبوتي في سجلات بطولة العالم ومنحاً الميدالية الأولى منذ 22 عاماً، وتحديداً منذ بطولة العالم عام 1991 عندما توج أحمد صلاح بفضية الماراثون، والثالثة في تاريخ المونديال بعد فضية صلاح أيضاً في الماراثون عام 1987 في روما. وكان سليمان يمني النفس بإضافة ميدالية ثانية إلى رصيده عندما خاض سباق 1500 متر، لكنه خرج من نصف النهائي بسبب «التدافع الذي أعاق تحركاتي في الأمتار الأخيرة» بحسب رأيه. مستقبل مشرق لمسرحي والسيد وشهدت البطولة بزوغ نجم أبطال واعدين ستكون لهم الكلمة في المستقبل، في مقدمتهم السعودي يوسف مسرحي في سباق 400 متر والمصري إيهاب عبد الرحمن السيد في مسابقة رمي الرمح، وبلغ مسرحي الدور النهائي لسباق 400 متر بتحقيقه رقماً قياسياً عربياً قدره 61, 44 ثانية، وحل سادساً في الدور النهائي. وتابع مسرحي، الذي كانت تعقد عليه آمال لمنح السعودية ميداليتها الثانية في بطولة العالم والأولى منذ تتويج سعد الشمري ببرونزية سباق 3 آلاف موانع في مونديال جوتبورج 1995، تألقه اللافت هذا الموسم، فبعد رقمه القياسي العربي والخليجي والسعودي في الدوحة، أحرز المركز الأول في لقاء أوسلو ضمن الدوري الماسي بزمن 33, 45 ثانية، وينتظر مواطنه مواطنه عبد العزيز لادان مستقبل واعد في سباق 800 متر، والذي بلغ دوره النهائي عن جدارة، قبل أن يحل في المركز الأخير، من جهته حقق السيد إنجازاً رائعاً في دور الأربعة بتسجيله 62, 83 م في محاولته الأولى، وهو رقم قياسي وطني وعربي، وحل ثامناً في الدور النهائي.
المصدر: موسكو
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©