السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

السامان: زايد أرسى اللبنة الأولى للاتحاد في خيمة بالسميح

31 أكتوبر 2006 00:48
شيخة الغاوي - وام: رحل الشيخ زايد ''طيب الله ثراه'' عن دنيانا لكنه بقي في كل قلب، في كل نبض في كل زاوية من زوايا الوطن· ألم يشاهد الناس الشوارع ذلك اليوم حزينة كئيبة خفتت أضواؤها وتصاعدت أنفاس اللوعة فيها واتشحت بالسواد ونكست الأعلام·؟! بنى زايد الخير الإمارات ليبقى فيها ما بقيت الحياة وليظل في عيون الإماراتيين أينما ولوا أنظارهم، يصادف الثاني من نوفمبر المقبل الذكرى الثانية لرحيل قائدنا ووالدنا ومعلمنا· وبهذه المناسبة نتواصل مع ذاكرة رجال عاصروا مراحل التكوين الأولى التي بدأت على يدي المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان الذي ببعد نظره وحكمته خطط بعصاه مدنا على الرمال لنراها بعد فترة قياسية حقائق متجسدة في دولة هي اليوم مفخرة لكل العرب· ونقابل بكل تقدير ومودة ووفاء في هذه المناسبة أولئك الرواد لنسجل حقيقة ''زايد· تاريخ إنسان وحضارة وطن'' من خلال لقاء أقرب الناس إليه والاستماع إليهم مباشرة وهم يتحدثون عن ذكراه العطرة وتجاربهم مع القائد والمعلم والأخ وبذلك تظل ذاكرة الأمة حية مشرقة وتمتد الجسور الحميمة الراسخة بين الأجيال· ويسترجع سالم بن إبراهيم السامان في هذه الحلقة بعضا من مشاهد وأحداث فترة حكم المرحوم الشيخ زايد ''طيب الله ثراه''، ويذكر السامان أن الشيخ زايد بدأ يهتم بالشواطئ وأمر بإنشاء كواسر للأمواج خاصة بعد أن هبت رياح عاتية على أبوظبي عام 1963 فعصفت بأمواج البحر وأغرقت أبوظبي بالمياه· وقال: أذكر أننا عندما استيقظنا في الصباح من النوم وجدنا أن المياه وصلت إلى كل شبر من جزيرة أبوظبي وتحولت إلى بركة مياه كبيرة وظلت على هذا الحال لعدة أسابيع قبل ان تجف وتتراجع عنها المياه· نعود مع سعادة سالم بن إبراهيم السامان للبدايات لرصد حالة المجتمع ووصف أبرز التحولات في تلك الفترة· اهتم الشيخ زايد منذ البدايات الأولى بالمواطنين وأحوالهم وسهل أمورهم ومنحهم الأراضي ورخص لهم المباني منهم على سبيل المثال المرحوم درويش بن أحمد وأحمد العماري وعبد العزيز الدايل وأنا معهم فتغيرت معالم المدينة خاصة بعد أن أمر بربط المطار وقصر الحصن بطريق طيني وكذلك من الأخير إلى البحر حتى فندق الشاطئ قديما وفندق العين بالاس الحالي مرورا بقصر الضيافة كما حرص سموه منذ البداية على راحة الأهالي وتوفير المياه لأبوظبي بالمجان وانتهى العمل في عام 1966 من مشروع مد أنبوب المياه من منطقة الساد إلى أبوظبي وكان الشيخ زايد يشرف على العمل بنفسه ويتابع الإنجازات أولا بأول من أجل توفير احتياجات أبوظبي من المياه· وأوضح أنه في عام 1967 اكتملت تقريبا الدوائر الحكومية وكانت تقوم بمهامها على أكمل وجه وكان تجار المقاولات يترددون على دائرتي التخطيط والأشغال العامة لأخذ المناقصات وبناء المؤسسات الحكومية· قصة إنشاء الكواسر بعد عاصفة الأمواج على أبوظبي وأوضح أن من بين الأمور التي يتذكرها في هذا الشأن في عام 1968 صدر مرسوم أميري يقضي بتشكيل لجنة الموانئ والجمارك برئاسة المرحوم الشيخ محمد بن خالد آل نهيان وعضوية المرحوم عبد الله بن سلطان بن سليم ومسلم المكتوم وسالم السامان وسكرتير اللجنة يوسف حواء· ويتذكر أياما لن تعود، أيام كانت احتياجات الأهالي من السلع الغذائية والبضائع تصلهم بواسطة الدوابي ''سفن صغيرة تقوم بنقل البضائع من السفن الكبيرة التي كانت ترسو في عرض البحر قبالة كورنيش أبوظبي الحالي'' نظرا لعدم وجود أي موانئ وبنية تحتية بالمدينة· وقال ''كنا نجتمع أسبوعيا بأمر من الشيخ زايد حرصا من سموه على البدء بإنشاء البنية التحتية للموانئ والجمارك خاصة أنه تم إنشاء الرصيف الأول والثاني باتساع كبير ليستوعب البضائع الواردة وأوصينا ببناء شبرات لكن لم يكتب لها الموافقة في حينها لعدم وجود ميزانية معتمدة من الحكومة''· الانطلاقة وأشار إلى أنه في عام 1968 بدأت تشهد الإمارة العديد من الإجراءات والترتيبات من قبل الشركات العاملة فيها لإنشاء مطار أبوظبي الدولي وجسر المقطع الشهير الذي يربط شبه جزيرة أبوظبي بالبر ورصيف الميناء الأول بأبوظبي وكان الشيخ زايد يهتم بكل كبيرة وصغيرة ويتابعها ويشرف عليها بنفسه من تأسيس للبنية التحتية إلى فتح المدارس والإسراع بفتح صفحة العلم للجميع إضافة إلى تأسيس الإمارة والتخطيط لها بما يؤهلها للنهوض من كبوتها ومجاراة بقية المدن العربية الكبرى· بلدية أبوظبي ويتذكر السامان مراحل تطور المدينة على يد المغفور له الشيخ زايد في تلك الفترة قائلا: بدأت بلدية أبوظبي بتوزيع الأراضي على المواطنين بغرض السكن وفي نفس الوقت حددت بلدية أبوظبي حدود المنطقة الصناعية الأولى في أبوظبي من شارع الجوازات الحالي شرقا وغربا باتجاه النادي السياحي وتعاقدت مع كبرى الشركات لإنشاء البنية التحتية للمنطقة مثل شركة سفير وشركة ''كات'' وشركة الاتصالات وشركة آتو'' والمسعود وراشد بن عويضة بعدها وزعت أراض واسعة ونموذجية على المواطنين مقابل رسوم رمزية وبدأ الجميع استغلال هذه الأراضي في بناء الورش والمستودعات وكنت أحد المستفيدين من هذه الأراضي وكان جاري من جهة الغرب الجنوبي سلطان راشد وبجانبه مستودعات الزياني وهامل بن خادم الغيث ومن ناحية الشرق الشمالي محمد وخلفان بن بروك· مساعدة التجار وأضاف ''أعرف جيدا أن الشيخ زايد في تلك الفترة ساعد الناس على ممارسة الأعمال التجارية فكانت سببا مباشرا في ظهور كبار التجار من الأهالي بل الأكثر من ذلك انه ساعد التجار أنفسهم وأعطاهم رسائل رسمية للبنوك وللشركات وأعرفهم شخصيا واعرف أسماءهم فردا فردا ولكني أتحفظ عن ذكر أسمائهم كما أنه عرض علي أنا شخصيا كتابا للبنك البريطاني للشرق الأوسط ولكن نظرا لأن أموري كانت مستقرة· قلت له ''يا طويل العمر إذا احتجته سأحضر وآخذه فورا''· ومضى يقول ''زايد رحمة الله عليه كان المؤسس الأول لبنية الدولة الاقتصادية''· يتذكر السامان أن الشيخ زايد اهتم بالتجارة ليس لمصلحة شخصية وإنما من باب المصلحة العامة وحرصه على النهوض بالبلد ومن أجل فتح أبواب رزق جديدة للأهالي· ثلاثة بنوك فقط يقول السامان: بعد انفصالي عن ماجد الفطيم فتحت محلا وشاركت صالح بن ناصر بن لوتاه وقتها اشترط عليّ سعيد بن شخبوط عندما استشرته أن لا أعمل موظفا وشجعني على ان ادخل في التجارة من أوسع أبوابها وتعهد ان يساعدني في هذه الشراكة ماديا ومعنويا واشترط ان يكون اسمي واسم صالح بن ناصر على واجهة المحل ورتبنا أمورنا واستخرجنا الرخصة وفتحت حسابا في البنك الشرقي المحدود· مشيرا إلى وجود ثلاثة بنوك فقط في تلك الفترة وهي البنك البريطاني والبنك الشرقي المحدود والبنك العثماني· ويستعرض السامان أحداث تلك الفترة قائلا: مع حكم الشيخ زايد انتقلت أبوظبي انتقالا مدهشا من كونها مجموعة من البيوت المتواضعة بجوار قصر الحصن الذي يقطنه الحاكم لتتحول إلى مدينة ذات أبنية ومرافق وتسهيلات عصرية مدهشة وقد أشرف الشيخ زايد بنفسه على استثمار العوائد النفطية في بناء المستشفيات والمدارس وشق الطرق وإنشاء البنى التحتية حتى أصبحت أبوظبي مركزا تجاريا كبيرا· حلم البناء يتحقق: وأشار السامان إلى أنه في أقل من ثلاثة عقود تمكن من تحقيق حلم البناء الكبير بناء دولة التقدم والتطور والرفاهية والأحلام الطموحة التي رسمها بأفكاره الفريدة وأنجزها بتسخير جميع الإمكانيات اللازمة· وقال السامان ''إن زايد الإنسان بأفكاره وانجازاته سيبقى رمزا لأجيال مقبلة فهو سبب النهضة الثقافية والحضارية والإنسانية والعمرانية التي عرفتها دولة الإمارات بشكل عام وإمارة أبوظبي بشكل خاص· إرساء الاتحاد وانتقل السامان للحديث عن مرحلة جديدة في العمل الوطني وهي مرحلة ما بعد الاتحاد· مشيرا إلى أن الشيخ زايد فطن منذ الوهلة الأولى الى أن إقامة إدارة حكومية عصرية حاجة ملحة لتأمين تطور ونماء المجتمع بالتصدي لتنفيذ الخطط والبرامج التنموية العاجلة والآجلة وحرص على الوصول إلى هذه الغاية بعد أن خطا خطوته الوطنية الجبارة بإقامة دولة الإمارات العربية المتحدة بالتعاون مع إخوانه أصحاب السمو حكام الإمارات الذين تنادوا إلى دعوته الصادقة وتحولت بفضل تلك الجهود كل الأحلام والطموحات إلى حقيقة تجسدت في قيام دولة عصرية تحظى باحترام القاصي والداني من أبناء أمتنا العربية والإسلامية وإلى وطن فعال له مكانته المتميزة في المحافل الإقليمية والدولية يتمتع شعبه بخيراته ويشمر عن ساعديه نحو مواصلة البناء والتنمية الشاملة المتوازنة في ظل سياسات داخلية وخارجية عقلانية متزنة· وقال ''بعد قيام الاتحاد زادت المسؤولية وكنا نذهب ونبحث عن الشيخ زايد في مجالسه وإذا اقتضى الأمر نذهب له في العين 4 أو 5 مرات في الشهر نقصده إذا كان عنده أوامر لنا ننفذها''· وأضاف ''أنا شخصيا أذهب له دون استدعاء خاصة أني اعرف حدودي ومسؤولياتي وعودنا زايد على الصراحة فالشيء الذي استطيع القيام به افعله وما هو أكبر عن طاقتي اعتذر ويتقبله الشيخ زايد برحابة صدر''· مؤكدا ان الشيخ زايد كان يحب شعبه ويحرص على مقابلتهم· العمل الوطني وأكد أن سموه أرسى بزعامته المتفردة دعائم قوية للعمل الوطني تقوم ركائزها على نهج الشورى والقدوة والعمل الميداني المباشر وشكلت اللقاءات المفتوحة والمباشرة التي يحرص سموه على عقدها مع المواطنين من خلال جولاته الدورية لأرجاء الوطن أو من خلال استقبالهم في مجالسه نموذجا أصيلا في إرساء قواعد الشورى وأساسا للتواصل بلا حواجز بين الحاكم والرعية حيث يؤكد سموه ''أن الحاكم يجب أن يلتقي بأبناء شعبه باستمرار ويجب ألا تكون بينه وبينهم حواجز مهما كانت الظروف''· وقال السامان ''وضع زايد اللبنة الأولى للاتحاد في خيمة متواضعة في قرية السميح وسيبقى التاريخ يذكر جهود زايد القيمة ودوره الريادي والحكيم في ترسيخ اتحاد الإمارات''· المسؤوليات تكبر وأضاف ''مسؤوليات زايد زادت بعد الاتحاد وأصبح مسؤولا عن كل فرد وكل شبر بأرض الإمارات وأذكر أن عدد الأهالي الذين كانوا يقصدونه بعد الاتحاد زاد ومن كل مكان بالدولة خصوصا من دبي والشارقة· ناس كثر لا أعرفهم ولا أذكر أسماءهم كانوا يقصدونني للوصول إلى الشيخ زايد او يقصدون بطي بن بشر وقد يكون بينهم أشخاص آخرون لا اعرفهم يقصدون معارف الشيخ زايد والمقربين منه· وفي هذا الخصوص أذكر في يوم من الأيام حضر لي المرحوم عبد العزيز المخاوي ومعه مجموعة من الأشخاص وطلب مني رؤية الشيخ زايد وأبلغته أنهم موجودون في الضيافة وحضر لي مرة أخرى إلا أنني اعتذرت له وطلبت منه أن يذهب بنفسه للشيخ زايد وعندما أراد مقابلته أمرهم الشيخ زايد بأن ينتظروه في بيتي الخاص وعندما وصلني الخبر رفضت وقلت لهم ''لا مستحيل أن أستقبل الشيخ زايد في منزلي''· قالوا لي ''كيف ترفض طلبا لرئيس الدولة'' قلت لهم سأذهب له وأتحدث معه وبالفعل ذهبت له وجلست معه وناقشت مع سموه الموقف وقلت له ''بيشوفون سيارتك طويل العمر أمام المنزل والكل يعرفها بعلم الإمارة والأفضل ان تستقبلهم في القصر أو في الضيافة بدلا من المنزل واعذرني لأني لا أريد ان أتدخل في أمورهم الخاصة أو حتى أسمع ما يدور في حوارهم ولو أني عازم الشيخ زايد في بيتي فهذا هو أكبر شرف لي ولكن مثل ما قلت لك البيت مكشوف فطال عمرك أريد ان تعفيني وأنا تحت أمرك وطاعتك''· وأوضح ''بعد ان أصغى لي جيدا وسمع حديثي ابتسم الشيخ زايد وقال ان شاء الله السامان''· وأردف قائلا ''والحق يقال في هذا الشأن اذكر كل من يقصده عن طريقي وأخبره عنهم يحدد لهم موعدا ومكانا ويستقبلهم فيه وللأمانة لا أذكر موقفا معينا رفض فيه الشيخ زايد استقبال من يقصده وأذكر أنه يحرص على لقاء كل من له حاجة لدرجة أنه في كثير من الأحيان عندما يكون عنده ارتباطات ومسؤوليات كثيرة في القصر أو ضيوف يطلب مني ان أحضر له هؤلاء الناس في الوقت الذي يناسبه خارج القصر حتى يتسنى له الجلوس معهم وسماعهم وعادة يطلب مقابلتهم فوق عراقيب وندود البطين ''كثبان رملية'' من شدة حرصه على راحة المواطنين والأهالي'' · وأضاف السامان: نذهب ونجلس هناك فوق الندود ومن باب الاحترام والأدب اذهب أنا واجلس بجوارهم ولا آتي بالقرب منهم إلا إذا أمرني سموه ونادى علي قائلا ''السامان تعال اسمع واجلس معنا''· وفي هذا الخصوص أذكر في أحد الأيام حضر لي حسن المرزوقي· سألته ''حسن شو تريد تأمر على شيء''· قال ''أريد علاج ابني في ميونخ وأريد الشيوخ يتحملون مصاريف علاجه''· قلت له ''إن شاء الله''· حينها لم أخبر الشيوخ بل أخبرت الدكتور جعفر وقلت له ''الأخ حسن المرزوقي تحت يريد أمرا من الشيوخ بتحمل علاج ابنه فهل تخبر الشيوخ أنت بنفسك أم اخبرهم أنا· قال ''سالم ما يحتاج أنا اخبرهم إن شاء الله''· يجزاك خير يالسامان يتذكر السامان ويقول: بمعية الشيخ زايد أقمنا بأحد الفنادق بألمانيا وحضر شخص يريد مقابلة الشيخ زايد حيث كان سموه بارزا في بهو الفندق وعندما رأيت الحرس يعترضون طريقه وقفت فورا وذهبت له· سألته من يكون وماذا يريد قال ''فلان بن فلان الشامسي من الشارقة''· أحضرته وأجلسته بيني وبين عبد الجليل إذا لم تخونني الذاكرة بعدها وقفت وذهبت إلى الشيخ زايد وجلست أمامه وكان يومها على يمينه سعادة السفير راشد المخاوي سفير دولتنا في ألمانيا وبجواره الدكتور جعفر· فقلت له ''طال عمرك فلان بن فلان من الشارقة طالب من الشيوخ تحمل علاج ابنه''· فرد علي زايد داعيا ''الله يسلمك يا سالم الله يجزاك خير يالسامان''· وردد هذا الدعاء أكثر من مرة· وأمر الدكتور جعفر بإنهاء أوراقه فورا وذهبت للرجل فوجدته يبتسم لأنه يرى ابتسامة الشيخ زايد وأخبرته وقلت له انتظر حتى يذهب ضيوف الشيخ زايد واذهب له واشكره بنفسك وعندما ذهب الرجل وشكره قال له الشيخ زايد لا تشكرني واشكر السامان لأنه هو الذي أخبرني· محل تجاري في العين قال السامان أمرني زايد رحمه الله أن أفتح محلا تجاريا في مدينة العين عام 1963 فقلت له إن إيجار المحلات مرتفع وليس لدي القدرة على السداد الشهري حيث طلبوا مني ألفي روبية· فقال سموه ''ما عليك توكل على الله''· وسارعت بإنجاز مهمة افتتاح المحلات في العين وأذكر أنني ذهبت لأحد المصورين ووجدت صورة للشيخ زايد بالألوان وهي نادرة في وقتها وثبتها في واجهة المحل في العين وعندما قام بزيارتي فوجئت بسموه وهو يترجل من سيارته بدون مرافقين ودون حراسة ودخل المحل وجلس خلف المكتب ولاحظ صورته واستغرب كيف لونت هذه الصورة وتأملها كثيرا بعد أن طلب مني إنزالها من على الحائط فأخبرته بأمرها فطلب مني أن أطبع له أربع صور بنفس الجودة وبالألوان وبمقاسات أكبر على أن يتم تركيب إطارات مزخرفة وجميلة وبالفعل تم عمل هذه الصور وأحضرتها لقصره في مدينة العين· سوق أبوظبي المركزي يؤرخ لبداية انطلاق التجارة يسترجع السامان بذاكرته تطور التجارة في مدينة أبوظبي مشيرا إلى أن سوق أبوظبي المركزي مثل مرحلة بارزة من مراحل تجارة المدينة حيث يعتبر بداية التجارة الحقيقية والحديثة من خلال المحال التجارية المجهزة بالسوق بعد أن كانت التجارة صعبة وتتم من خلال بسط على الأرض الفضاء ثم عرف التجار المحال التجارية البسيطة وكان عددها قليلا لا يتعدى أصابع اليد الواحدة وتشيد من سعف النخيل والدعون ثم استعمل في بنائها الحصى والطين والجندل في مناطق متفرقة هنا وهناك داخل المدينة بعدها في بداية حكم الشيخ زايد أخذت التجارة تأخذ منحى ثانيا وأنشئت بنايات من دورين عادة يكون الدور الأرضي محلات تجارية والدور الأول يخصص للسكنى· ونوه إلى أن خليفة وعمير اليوسف هما من أوائل التجار في مدينة أبوظبي وكانا يملكان القوة الشرائية الكافية للاستيراد منذ أوائل الستينات مشيرا إلى أنهما كانا يمولان شركة البترول في جزيرة داس· وأوضح أن التجارة في أبوظبي بدأت تتطور تدريجيا منذ تولى الشيخ زايد ''رحمه الله'' الحكم إلا أن التطور والنماء لم يكن بشكل الطفرة الحالية إنما بدأ يدب في المدينة تدريجيا لعدم توفر السيولة المالية في ذلك الوقت حيث كان يباع برميل النفط بـ 3,5 دولار تقريبا· وباستغلال الفرصة التي أوجدتها عائدات الثروة النفطية لم يدخر زايد أية فرصة لمضاعفة مسيرة الإنماء والتنمية لبناء الدولة·'' وأكد السامان أن بداية السبعينات خصوصا الفترة من عام 1970 إلى 1972 شهدت بداية بناء سوق أبوظبي المركزي القديم واستكمل وافتتح في أواخر عام 1972 بعد أن تم توزيع المحلات على من يستحق من المواطنين ذوي الدخل المحدود كهبة أو برسوم رمزية من الدولة· وأوضح أنه كان أول سوق مسلحة بالمدينة حيث قسم الدور الأرضي إلى 400 محل تجاري أما الدور الأول فكان عبارة عن مكاتب لافتا إلى أن بضاعتهم كانت عبارة عن الملابس والفحم والعيش والسكر والقهوة والتمر والطحين والشاي والجبن والأعشاب والحبوب· أيام الخير ويتذكر السامان أيام زايد الخير ويقول ''الشيخ زايد منذ توليه مقاليد الحكم لم يتوان عن تقديم كل النصح والإرشاد والدعم المادي والمعنوي لنا والأهم من ذلك أنه كان ''رحمه الله '' يجلس ويستمع إلينا ويناقشنا ويحاورنا ويوجهنا إلى الطريق الصحيح وكانت مساعدته لرجال الأعمال والتجار بدون سقف بل تصل إلى حد مخاطبة الشركات الكبرى في العالم بالإضافة لرسائل الكفالات للبنوك والشركات الكبرى دعما لمسيرة التجار ورجال الأعمال· وأضاف ''اهتم الشيخ زايد منذ البداية بتشجيع المواطنين وخاصة التجار ولم يتوان عن تقديم كافة أنواع الدعم والتشجيع لهم حتى تكون انطلاقتهم الأولى قوية ويتسلحوا بالثقة والتفاؤل ويتطلعوا نحو غد مشرق· قال السامان ''لقد وظف زايد المال والثروة لمصلحة الوطن وسيبقى رمزا لمرحلة مهمة من تاريخ الإمارات تميزت بالرخاء وأثبت أنه رجل عمل وبناء اقتصادي من الطراز الأول''·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©