الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

الطيران اليمني يقصف مواقع الحوثيين في الجوف

الطيران اليمني يقصف مواقع الحوثيين في الجوف
8 سبتمبر 2014 00:30
شن الطيران الحربي اليمني أمس غارات عدة على مواقع مفترضة للمتمردين الحوثيين في محافظة الجوف شمال شرق البلاد، وأفادت مصادر محلية بأن الغارات استهدفت مواقع الحوثيين في بلدة «الغيل»، جنوب الجوف حيث تدور منذ تسعة أيام معارك عنيفة بين المتمردين وميليشيات قبلية محلية موالية لحزب الإصلاح ومسنودة بوحدات من الجيش. ولم تؤكد المصادر سقوط قتلى وجرحى جراء الغارات، بينما رفض مسؤولون أمنيون محليون التصريح بذلك. وأقرت جماعة الحوثيين بشن غارات جوية على مواقع تابعة لها في الجوف، واتهمت القوات الجوية اليمنية بمساندة من وصفتها بالجماعات التكفيرية. وقالت في بيان إن إحدى الغارات أصابت مستشفى حكومياً في بلدة «الغيل»، مشيرة إلى أن اللواء 115 المرابط هناك شن قصفاً صاروخياً على أهداف في منطقة «العرضي». في غضون ذلك، أصيب عدد من المعتصمين، جراء استنشاقهم قنابل الغاز المسيلة للدموع أطلقتها الشرطة اليمنية، مساء أمس، لفض اعتصام لمئات من أنصار المتمردين الحوثيين في شارع المطار، شمال العاصمة صنعاء. واستخدمت قوات مكافحة الشغب الغازات المسيلة للدموع وخراطيم المياه في محاولة منها لإجبار مئات المحتجين على إخلاء شارع المطار المغلق منذ الصباح، وذلك في إطار «التصعيد النهائي» لجماعة «الحوثيين»، التي تقود منذ ثلاثة أسابيع احتجاجات مطالبة بإسقاط الحكومة والتراجع عن قرار رفع أسعار الوقود. كما أطلق الجنود الرصاص الحي في الهواء لتفريق المتظاهرين، الذين استمروا في ترديد هتافات مناوئة للحكومة اليمنية. وذكرت مصادر إعلامية في الجماعة المتمردة أن مسلحين بزي مدني يساندون القوات الحكومية ويتمركزون في حديقة الثورة العامة المجاورة للمخيم، مشيرة إلى إصابة ما لا يقل عن عشرة أشخاص جراء استنشاقهم الغازات المسيلة للدموع، وهرعت سيارات الإسعاف لنقل المصابين إلى مستشفيات قريبة، قبل أن تتراجع عربات مكافحة الشغب إلى محيط وزارة الداخلية. وكان مصدر بوزارة الداخلية اليمنية ذكر لـ«الاتحاد»: «هناك توجيهات عليا صدرت بضرورة إزالة مخيم الحوثيين» في شارع المطار. ونقل موقع وزارة الداخلية عن وزير الداخلية اللواء عبده حسين الترب، قوله أن الأجهزة الأمنية «تقوم بواجباتها الوطنية في خدمة الأمن والاستقرار وتعزيز السكينة العامة لجميع المواطنين». وأشار الترب إلى أن الدستور اليمني كفل لرجال الأمن والشرطة «الحفاظ على الأرواح والممتلكات الخاصة والعامة والمكاسب الوطنية»، مؤكدا ولاء المؤسسة الأمنية للوطن «بعيدا عن أي تأثيرات شخصية أو حزبية أو طائفية أو مناطقية أو فئوية». وكان آلاف من أنصار زعيم التمرد، عبدالملك الحوثي، سيطروا على وزارتين، وهيئة البريد الحكومية بعد أن نصبوا خيام جديدة أمامها، وأغلقوا الطريق المؤدي إلى مطار صنعاء في شمال العاصمة. ونصب المحتجون الذي كانوا يرتدون شارات صفراء خياماً جديدة في شارع المطار وأمام وزارتي الكهرباء والطاقة، والاتصالات وتقنية المعلومات، وهيئة البريد الحكومية، ما أدى إلى إغلاق الطريق بشكل نهائي فيما كثفت قوات مكافحة الشغب المدعومة بعربات أمنية انتشارها أمام وزارة الداخلية على بعد عشرات الأمتار من المتظاهرين. ووصف تليفزيون «المسيرة» التابع لجماعة الحوثيين، إغلاق طريق مطار صنعاء بأنه «خطوة مهمة في التصعيد النهائي كونه يغلق هذا الطريق الحيوي ويشل حركة العمل» في المنشآت الحكومية القريبة، التي خلت تماماً من موظفيها مع نصب أول خيام المحتجين. وقال مسؤول أمني بوزارة الكهرباء والطاقة: «تم إبلاغنا من قبل المتظاهرين بمنع الموظفين من الدخول إلى الوزارة حتى إشعار آخر»، مشيراً إلى أن الوضع في وزارة الاتصالات وهيئة البريد الحكومية لا يختلف عن وزارة الكهرباء. وأعتبر محتجون إغلاق طريق مطار صنعاء والمنشآت الحكومية «خطوات مزعجة للسلطات»، وطالبوا الرئيس عبدربه منصور هادي بسرعة تنفيذ مطالبهم «وإلا فإن سقف المطالب سيرتفع». ويطالب «الحوثيون» وأنصارهم بإقالة الحكومة الانتقالية والتراجع عن قرار زيادة أسعار الوقود المعمول به منذ أواخر يوليو الفائت، وإدخال تعديلات على قرارات مؤتمر الحوار الوطني، الذي اختتم أعماله في يناير الماضي. وهتف مئات المتظاهرين وهم ينصبون خيام كبيرة وسط شارع المطار:«الشعب يريد إسقاط الحكومة»، كما شوهد آخرون يهتفون «الفعل الثوري حاسم. . الغضب الشعبي قادم»، وهم يلوحون بأعلام صفراء وشعارات الجماعة المذهبية «الموت لأميركا الموت لإسرائيل»، ويرفعون صور زعيم التمرد، عبدالملك الحوثي، كُتب على واحدة منها «شكراً لانحيازك للشعب». وكان الرئيس اليمني أطلق الثلاثاء الماضي مبادرة لنزع فتيل الأزمة تضمنت تشكيل حكومة وحدة وطنية وتخفيض أسعار الوقود، إلا أن الحوثيين سارعوا برفضها وهو ما عزز المخاوف من انزلاق اليمن نحو العنف خصوصاً مع استمرار آلاف من مقاتلي حركة التمرد بالتوافد والتمركز عند مداخل العاصمة. وأغلق المسلحون الحوثيون المنفذين الجنوبي والغربي للعاصمة صنعاء لمدة نصف ساعة إنذاراً للسلطة من الاستمرار في تجاهل المطالب الشعبية، بحسب تليفزيون «المسيرة». وقال مصدر قريب من الرئيس اليمني لوكالة فرانس برس إن الحوثيين قدموا مجموعة مطالب إلى الرئيس هادي حملوها للوسيط عبدالقادر هلال، وهم يطالبون خصوصاً باجتثاث الفساد وتمكينهم من النيابة العامة والجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة وجهاز الأمن القومي وجهاز الأمن السياسي. وبحسب المصدر، فإن الحوثيين طالبوا أيضاً بأن يعتمد الرئيس مبدأ التشاور معهم لاختيار رئيس الوزراء الجديد وتسمية وزراء الوزارات السيادية. وحذًر نقيب الصحفيين اليمنيين الأسبق، عبدالباري طاهر، من خطورة الوضع في العاصمة صنعاء الذي قال إنه معالجته يحتاج إلى «حكمة في التعامل من قبل السلطة والمحتجين». وقال طاهر لمحطة تليفزيونية محلية: «هناك تهديد وتلويح بالسلاح، ويمكن أن تشتعل الحرب بمجرد وقوع أعمال عنف»، لافتاً إلى ما ذكرته تقارير صحفية أخيرة بشأن توافد جماعات مسلحة من تنظيم القاعدة إلى العاصمة صنعاء لمواجهة «المد الشيعي». وأكد أن الاحتجاج السلمي حق مشروع «لكن المشكلات السياسية لا يمكن أن تُحل بالتلويح بالسلاح» خاصة أن تجار الحروب وزبانية الفتن موجودون في السلطة وخارجها»، مشدداً على ضرورة الدخول في حوار جاد لتجنب اندلاع صراع مسلح وسط العاصمة صنعاء التي يقطنها قرابة ثلاثة ملايين شخص. وعادت مظاهر التجول بالسلاح إلى شوارع العاصمة خلال الأيام الماضية وسط اتهامات متبادلة بين الحوثيين، وخصومهم في حزب الإصلاح الذي يتزعم تيار «الاصطفاف الوطني» المناهض للجماعة المسلحة. وامتنع كثير من أهالي صنعاء عن إرسال أطفالهم إلى المدارس أمس الأحد في أول أيام العام الدراسي الجديد بسبب الوضع الأمني والسياسي غير المستقر.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©