طموحات عراقية

أتعاطف كثيراً مع المنتخب العراقي في البطولة الآسيوية، ليس لأنه يحمل اللقب وأمامه تحديات صعبة للحفاظ عليه، وإنما لكون الشعب العراقي بكامل أطيافه يعلق طموحاته عليه! فلا يوجد أحد في بلاد الرافدين لا يسعده الفوز بهذه الكأس القارية، التي أظهرت مفعولاً سحرياً في النسخة الماضية عندما توج بها يونس محمود ورفاقه، فقد خرج الشعب العراقي من تحت ركام الهموم السياسية والاجتماعية ليعلن كرنفالات الفرح، ابتهاجاً بهذا الانتصار الكبير، الذي وحّدهم تحت لواء واحد وإن لفترة محدودة، لذلك يشعر اللاعبون العراقيون بمسؤولية كبرى وهم يخوضون لقاء اليوم أمام نظيرهم الاسترالي الذي سبق وسقط على أيديهم في النسخة الماضية، وهم دون شك يحاولون تكرار هذه الحادثة. لكن الوضع أصبح مختلفاً اليوم، فالفريق القادم من قارة أقيانوسيا لديه طموحات أكبر من تلك التي دخل بها غمار البطولات الآسيوية بعد انضمامه للقارة الصفراء، خصوصاً وأن فشله في أولى مشاركاته وضعه تحت ضغوط الشارع الرياضي في بلاده، على اعتبار أن الاستراليين يرون في فريقهم الكفاءة الكافية للاستحواذ على الألقاب الآسيوية تماماً كما كان عليه الحال في القارة السابقة التي هرب منها لعدم إعطائه فرصة كافية للتأهل إلى كأس العالم. إذن المواجهة ستكون صعبة على الفريقين، فكلاهما لديه طموح ليس في تجاوز هذا الدور فقط، وإنما في مواصلة السعي إلى المباراة رقم ستة التي يعني الفوز بها التتويج بالكأس وإنهاء المهمة بالدرجات الكاملة، وعليه، فإنه من المتوقع بأن تكون المواجهة مثيرة وقد تشهد احتكاكات بين اللاعبين، فهم يتشابهون في البنية والقوة الجسمانية، إلا أن نقاط القوة التي تميز العراق تكمن في مهارة لاعبيه الفردية التي لا شك وأنها ستلعب دوراً كبيراً في ترجيح كفة “أسود الرافدين” خصوصاً وأن “الكنجر” الاسترالي يلعب حتى الآن باسمه، وقد اتضح جلياً أن الفريق يعتمد اعتماداً كبيراً على كفاءة حارسه شوارزر الذي حصل على لقب أفضل لاعب في مباراة البحرين لأنه أنقذ مرماه من أهداف محققة. لذلك أرى أن المباراة صعبة، ولكنها في ذات الوقت قد تكون أسهل مما نتوقع، شريطة أن يعرف المنتخب العراقي من أين تؤكل الكتف الاسترالية، فالدهاء الكروي وحده من سيقود كتيبة الالماني سيدكا لتجاوز هذا المنتخب العالمي، لأنه من الواضح جداً أن استراليا لم تقدم الشيء الكثير في البطولة رغم أنها تدخل بكتيبة مدججة بالنجوم من الطراز الرفيع... وكل ما آمله حقيقة أن يوفق سيدكا في خطته!. a7med.karim@gmail.com