سريان هدنة جديدة بين «حماس» وإسرائيل

واصلت قوات الاحتلال أمس اعتداءاتها على الفلسطينيين في الضفة الغربية، فيما ساد هدوء حذر جبهة قطاع غزة مع سريان هدنة مرحلية جديدة هناك. وأغلقت قوات الاحتلال باب العامود، أحد أشهر بوابات البلدة القديمة في القدس الشرقية المحتلة، تزامناً مع إغلاق المسجد الأقصى على من فيه من المعتكفين بعد طعن ضابط إسرائيلي خلال تظاهرة ليلية حاشدة في شوارع القدس للتنديد بالعدوان الإسرائيلي على غزة. وقال شهود عيان فلسطينيون إن ساحات المسجد الأقصى وبواباته شهدت مواجهات بين مئات الفلسطينيين والقوات الإسرائيلية التي اعتقلت عدداً من الشبان المقدسيين واعتدت بالضرب الوحشي على أحدهم ويُدعى بهاء موسى محمد عبد الواحد (18 عاماً)، كما اعتدت بالضرب على رجال الإسعاف والطواقم الطبية ومن بينهم محمد ازحيمان، وجاد الله مسودة، وأسامة مخيمر، وماهر أبو ماضي. وذكر “مركز إعلام القدس” أن قوات من الشرطة الإسرائيلية نصبت سلالم واقتحمت ساحات المسجد الأقصى وقامت باستفزاز المعتكفين داخله. ?وقبيل الفجر نظم مئات الفلسطينيين مسيرة في المسجد الأقصى باتجاه باب حطة لإجبار القوات الإسرائيلية على فتح أبواب المسجد للمصلين الآتين لأداء صلاة الفجر ولإدخال وجبات السحور للمعتكفين. وأصيب 55 فلسطينياً بجروح وحالات اختناق خلال مواجهات مع قوات الاحتلال في الخليل، حيث واصل مئات الجنود الإسرائيليين لليوم الثاني على التوالي حملة مداهمات لاعتقال المزيد من ناشطي حركة “حماس”. وقالت مصادر أمنية فلسطينية إن قوات إسرائيلية حاصرت منزل الأسير حسين علي القواسمة في حي “وادي أبو اكتيلة” غرب المدينة بدعوى وجود متفجرات داخله، وفجرت جسماً مشبوهاً فيه مما أدى إلى تدمير محتوياته، وقد اندلعت مواجهات عنيفة لمدة 5 ساعات هناك، أطلقت خلالها الرصاص المغلف بالمطاط وعشرات من القنابل الصوتية وقنابل الغاز المسيل للدموع، ورد الشبان الفلسطينيون بقذفها بالحجارة والمفرقعات والزجاجات الحارقة قبل أن تنسحب من الحي. وذكرت المصادر أن قوات الاحتلال داهمت مخيم جنين للاجئين الفلسطينيين واعتقلت كلاً من زياد أحمد غريب (45 عاماً)، ونجله سامح (19 عاماً)، ومؤنس حسن غريب (39 عاماً)، ومحمد إبراهيم نغنية (30 عاماً). في غضون ذلك، ذكرت مصادر أمنية فلسطينية أن طائرات حربية إسرائيلية شنت غارات على أهداف متفرقة في قطاع غزة قبل سريان الهدنة الجديدة فجر أمس. وقال المتحدث باسم اللجنة العليا لخدمات لإسعاف والطوارئ الطبية في القطاع أدهم أبو سلمية إن القصف أسفر فقط عن تدمير سيارة مدنية في بيت لاهيا. وأعلن الجيش الإسرائيلي أن فصائل فلسطينية أطلقت الليلة قبل الماضية 16 صاروخاً وقذيفة مدفعية على عسقلان ومجمعي “أشكول” و”شعار هانقب” في النقب الغربي شمالي فلسطين المحتلة. وقد أعلنت الحكومة الفلسطينية المقالة التابعة لحركة “حماس” التزام الفصائل الفلسطينية بالتهدئة وطالبت إسرائيل بالالتزام بها. وقال المتحدث باسمها طاهر النونو لصحفيين في غزة “تم التوصل إلى تفاهم حول التهدئة المتبادلة ونؤكد ضرورة التزام الاحتلال الإسرائيلي بها”. وأضاف “أكدت الفصائل الفلسطينية للحكومة (المقالة) التزامها بالتهدئة ما التزم الاحتلال الإسرائيلي بها، وهي تتحمل مسؤولياتها بهذا الصدد وفقاً للمصلحة الوطنية العليا”. وأوضح أنه تم التوصل إلى الهدنة الجديدة بفضل جهود وساطة بذلتها مصر والأمم المتحدة. وفي سياق هدوء حذر أعادت الأجهزة الأمنية التابعة لحكومة “حماس” انتشارها على أطراف وداخل مدن قطاع غزة، كما استأنفت المؤسسات الرسمية عملها كالمعتاد. وأكد عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات أن تثبيت التهدئة في قطاع غزة يحظى بدعم الرئيس الفلسطيني محمود عباس الكامل. وقال، في بيان أصدره عقب لقائه مبعوث النرويج لعملية السلام في الشرق الأوسط هانسن بياور في رام الله “إذا اعتقدت الحكومة الإسرائيلية بأن هذا التصعيد الخطير سيخرج القطار الفلسطيني المتجه إلى الأمم المتحدة عن مساره، فهي واهمة، إذ أن الحصول على عضوية دولة فلسطين على حدود 1967 بعاصمتها القدس الشرقية بات يشكل المدخل الوحيد للحفاظ على عملية السلام ومبدأ حل الدولتين ووضع إسرائيل كقوة احتلال تحت المساءلة”. من جانب آخر، ذكرت وسائل الإعلام الإسرائيلية أن المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر للشؤون الأمنية قرر خلال جلسة طارئة عقدها فجر أمس عدم شن عدوان بري واسع على قطاع غزة رداً على إطلاق الصواريخ والقذائف المدفعية من القطاع. وأن ذلك القرار جاء “خوفاً من إثارة تظاهرات حاشدة في مصر من الممكن أن تزعزع النظام الحاكم في القاهرة، ومن إلحاق ضرر بمصالح إسرائيل في الخارج مع اقتراب موعد تقديم طلب عضوية دولة فلسطين في الأمم المتحدة في شهر سبتمبر المقبل”.