الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

شهداء الإمارات

شهداء الإمارات
24 أغسطس 2015 12:57

حُبُ الأوطانِ، فطرةٌ متأصلةٌ في الإنسانِ، عميقةٌ في القلبِ والوجدانِ، فالوطنُ هو النعمةُ الكبرى الذي تحبه النفسُ وتعشقه، ففيه تنمو المودةُ والأنسُ، وتَقِرُ به العينُ، ويشتاق القلبُ حنيناً لذكراه، ويَهِيم خيالُ الإنسانِ بجمالِ وطنه، من سهولٍ وهضابٍ وجبالٍ، وبرارٍ وبحارٍ، ومساكنَ وذكرياتٍ لا تندثر..تلك المشاعرُ الجياشةُ تجاه الوطنِ يتأثرُ بها الإنسانُ، فيتفانى في خدمتِه، ويحرصُ على مصالِحه، فيرفع يداه للمولى عزَّ وجل، داعياً بدعاءِ سيدنا إبراهيم عليه السلام «ربِ اجعل هذا بلدًا آمناً وأرزق أهلَه من الثمراتِ»، يا له من دعاءٍ فيه دلالةٌ عما يفيض به القلبُ من حبِ الوطنِ وأهلِه، وقد جوّز العلماء مشروعيةَ حبِ الوطنِ والحنيِن إليه، وفي ذلك قالوا:« إذا أردتَ أن تعرفَ وفاءَ الرجلِ ووفاءَ عهدِه، فأنظر إلى حنينِه إلى أوطانِه، وتشوقِه إلى خلانه».إنها نعمةٌ عظيمةٌ أنعم الُله بها علينا، أن نعيشَ في إماراتِنا الغالية، ومنَّ الُله علينا بقيادةٍ حكيمةٍ، وحكومةٍ رشيدةٍ، وخصها الُله بخيراتٍ وفيرةٍ، ومساجدَ منارةٍ، ومبانٍ شامخةٍ، ومرافق رائدةٍ، فأصبحت حياتنا فيها مستقرةً، بفضل من اللهِ، وقبل كل هذه النعم، نعمة الأمن والأمان والطمأنينة والسلام..وللوطنِ حقٌ علينا، حقُ الانتماءِ له، والولاءُ لحكامِه الأخيار، والمحافظةُ على رايةِ الاتحادِ خفاقةً شامخةً، وإنّ مِنْ أهمِ حقوقِ الوطنِ على أبنائه، أنْ نبذلَ الجهدَ في خدمته، فخدمةُ الوطنِ شرفٌ ووسامٌ، وذروةُ السنامِ، فالإماراتُ وطنٌ يستحقُ التضحيةَ والفِداءَ، والشهادةُ في سبيلهِ شرفٌ لا يعلوه شرفٌ، فالشهداءُ منازلُهم عاليةٌ في دارِ السلامِ، والشهادةُ في سبيلِ الوطنِ ترجمةٌ لمعاني الولاءِ والانتماءِ والتضحيةِ والفداءِ، لوطنٍ معطاء قدم وما بخل.أيُّها الشهيد:كم هو شرفٌ لآبائِك، وفخرٌ لأولادِك، ومجدٌ يضاف إلى أمجادِك، ورفعةٌ لأهلِك وبلادِك، عندما ضحيتَ بروحِك من أجلِ الإماراتِ، هي رسالةٌ نبيلةٌ عظيمةٌ للأجيالِ تُعزز القيمَ والمبادئ، فيستلهمُ أبناءُ الإماراتِ منها عظمةَ الدفاعِ عن أرضِهم ومصالِحهم، ومقدراتِ ومكتسباتِ بلدهم.اللهم تقبل شهداءنا يارب، اللهم إنا نسألُك العفوَ لنا ولجميعِ شهدائنا.. اللهم اربط على قلبِ كلِ أمٍ فقدت ابنَها وقرةَ عينِها، وعلى قلبِ كلِ زوجةٍ حُرِمت مِن زوجِها حبيبِها، وعلى قلبِ كلِ طفلٍ تيتم وحُرِم من أبيه، اللهم كُنْ لهم ومعهم، واجعلهم في معيتِك، وانزلْ عليهم راحةَ النفسِ، والرضا بقضائك، اللهم أفرغ عليهم صبرا .... اللهم تقبل شهداءَ الإماراتِ الذين ضحوا بأرواحِهم من أجلِ الحق، وارتقوا إلى جنان الخُلد في ميادينِ الشرفِ والرجولةِ والعزِ والبطولةِ.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©