الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

سوق سوداء لإيجارات العزاب في العين يديرها «النواطير»

سوق سوداء لإيجارات العزاب في العين يديرها «النواطير»
18 نوفمبر 2010 23:20
شكا مواطنون ومقيمون في العين من ظاهرة سكن العزاب في المنازل الشعبية والفلل خاصة تلك التي تقطنها عوائل، لافتين إلى إن إسكان العزاب أصبح تجارة رابحة لحراس البنايات «النواطير»، الذين يسهمون في حشر العشرات داخل المنزل الواحد، ويحصلون على مبالغ مالية كبيرة مقابل كل ساكن حيث يتم تقسيم المنزل الواحد إلى أكثر من 10 غرف «استديو». وأعربوا عن مخاوفهم من انتشار هذه الظاهرة، بسبب ارتفاع الإيجارات، مطالبين الجهات المختصة بالتدخل لعلاجها، لشعورهم بالخوف على أبنائهم وبناتهم، إضافة إلى تسبب العزاب في إزعاجهم. وفي هذا الصدد قال محمد راشد النعيمي رئيس لجنة فض المنازعات الإيجارية في إمارة ابوظبي، إن سكن العزاب في بنايات العوائل ليس مخالفاً للقانون حيث توجد ضوابط قانونية ولوائح تطبقها البلديات سواء في أبوظبي أو العين لا تسمح بزيادة سكن العزاب بأكثر من السعة التقديرية للمنزل. ولفت إلى أن سكن العزاب بشكل عام لا يعتبر من ضمن الأسباب السبعة للإخلاء التي حددها قانون الإيجارات، إذ يمنع شغل العين المؤجرة للعزاب في حال تجاوز العدد المسمـوح به في الشــقـة الواحدة، كـما لا يسمح بالاستئجار من الباطن إلا بإذن كتابي من المالك. وأوضح إن لجنة المنازعات تنسق مع البلديات فيما يخص سكن العزاب وإخلاء المخالفين منهم وذلك وفق قانون الإيجارات لإمارة أبوظبي ولوائح البلدية في هذا الخصوص، لافتا إلى إن سكن العزاب غير المنظم يعتبر مخالفا كما أن القانون يخالف السكن بأعداد أكبر من السعة الاستيعابية للشقة. وكانت بلدية العين قد منحت العزاب الذين يقطنون في الشعبيات في المدينة مهلة 40 يوما للانتقال إلى مناطق أخرى قبل اللجوء إلى المحكمة، حيث تنظم البلدية حملات تفتيش وتوعية بشكل مستمر لجميع الشعبيات التي يتواجد بها العزاب. إلى ذلك يقول الباحث الاجتماعي إبراهيم عبدالحميد إن سكن العزاب بالقرب من الأسر له تأثيرات سلبية على المجتمع لافتا إلى أن الظاهرة ترجع لسببين هما ارتفاع الإيجارات بنسبة كبيرة خلال الأعوام الأخيرة، في الوقت الذي ظلت فيه رواتب القطاع الخاص كما هي لا تتناسب مع موجات الغلاء وارتفاع الأسعار، ولجوء أغلبية أرباب الأسر من ذوي الدخل المتوسط والمحدود إلى تسفير عائلاتهم إلى دولهم، لعدم قدرتهم على مواجهة الأعباء المعيشية في ظل التضخم الحالي. ويقول محمد عبد الله المتخصص في الإيجارات إن أغلبية الأسر تغلق أبواب الشقق على أطفالها وتمنعهم من الخروج، حيث تشعر بالخوف عليهم في ظل وجود عزاب بالقرب من السكن أو في نفس الفلل، ما يؤدي إلى تفاقم المشكلات الاجتماعية. وأشار إلى أن الإيجارات لا تناسب دخل الإفراد حيث مازالت مرتفعة جدا، وخاصة بالنسبة لمن يعملون في القطاع الخاص. من جانبه قال المهندس وليد إدريس مدير إحدى الشركات العقارية إن حراس البنايات أصبحوا يديرون سوقا سوداء للإيجارات روادها من العزاب حيث يدفع الساكن مابين 1000 إلى 1500 درهم شهريا لاستئجار «استديو» داخل فيلا، الأمر الذي يغري ملاك ومستثمري الفلل بتقسيمها إلى ما بين 10 إلى 15 استديو. وأضاف أن العوائل أصبحت تعيش حياتها بصعوبة، بسبب ضعف الأمان الاجتماعي وازدياد القلق في بعض المناطق بسبب وجود فلل العزاب التي انتشرت من غير أي ضوابط. ويرجع محمد عجيب «مستأجر»، انتشار ظاهرة سكن العزاب داخل مدينة العين إلى عدة أسباب، من بينها المستثمرون أنفسهم، الذين سيعون إلى تحقيق الربح السريع، ولو كان ذلك على حساب أمور الأخرى، ولا يلتفتون إلى النواحي الاجتماعية والإنسانية، إضافة إلى ارتفاع القيمة الايجارية لأسعار الشقق بشكل كبير في السنوات الأخيرة، الأمر الذي دفع البعض إلى إعادة أسرهم إلى دولهم، ومن ثم السكن مع مجموعة من العزاب. وذكر علي قرشي أن إحدى الفلل في منطقة المعترض يقطنها ما يقارب 25 عازباً، ما يخلق بيئة غير صحية، معتبرا أن الملاك هم السبب في ذلك لأنهم يسمحون بتأجير وتسكين العزاب في بنايات تقطنها العوائل التي لا تستطيع أن تفعل شيئا، لأن من الصعب جدا إيجاد منزل كامل للإيجار في العين تتناسب مع مستوى الرواتب، بسبب ارتفاع القيمة الايجارية التي أدت إلى وجود مجتمعات كاملة للعزاب تعيش منفصلة ومجتمعة مع عوائل في البناية نفسها. تجارة تدر دخلاً جيداً ?يرى سهيل العيد، الذي يسكن مع أفراد أسرته، أن السبب الرئيسي وراء انتشار سكن العزاب هم حراس البنايات «النواطير»، لأنهم يستفيدون من هذا الوضع من خلال تأجير الفلل بعد تقسيمها، حيث يحصل الواحد منهم على مبالغ مالية كبيرة من كل شاب أو فتاة عازبة، تسكن في غرفة لوحدها أو مع زميلاتها. وقال إن حارس المنزل الذي يسكن فيه أخبره بأنه يكسب ما يقارب 600 درهم يوميا من تسكين العزاب. وأضاف أن العازبات يستأجرن ست غرف في الفيلا التي يسكنها، ما يؤثر على العوائل بشكل يصعب معه ترك الأبناء يتجولون في الخارج، وخصوصا المراهقين الذين يمكن أن يتأثروا بذلك، والمضايقات التي يتعرضون لها، والحالة النفسية السيئة التي تعيشها الأسر مع أطفالها، وتأثير كل ذلك في تربية الطفل وسلوكه في المستقبل.
المصدر: العين
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©