الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الاتحاد الأوروبي··· كوسوفو حالة على المحك

الاتحاد الأوروبي··· كوسوفو حالة على المحك
17 فبراير 2008 22:18
مع إعلان إقليم كوسوفو للاستقلال عن صربيا، يرى عدد من المسؤولين والدبلوماسيين عبر المنطقة أن احتمال تعهد أوروبي موحد بدعم الدولة الجديدة آخذ في التضاؤل؛ إذ يسود شعور بالانزعاج والضيق في بلدان مختلفة بخصوص السابقة التي سيخلقها انفصال كوسوفو، وبخصوص قدرة الحكومة المبتلية بالفساد في هذا الإقليم ذي الأغلبية الألبانية على الحكم· وإذا كانت ''واشنطن'' التي تعد من أشد المؤيدين لاستقلال كوسوفو، تعول على دعم الاتحاد الأوروبي كوسيلة لتقديم صورة للدعم الواسع الذي تحظى به الخطوة، فإن بلدانا مختلفة تبدي اعتراضها مشيرةً، إلى أنها لن تعترف بدولة كوسوفو الجديدة، ليس بشكل فوري على الأقل، فقد اعلنت إسبانيا عدم تأييدها إعلانا أحادي الجانب للاستقلال، وأن أولوية الحكومة الإسبانية -كما أعلنت الخارجية- تتمثل في حل يحترم القانون الدولي ويضمن الاستقرار السياسي، وهو الموقـــف الذي لا يمكـــن أن يفسر بعيـــدا عن وضع إسبانيا التي تشهد أراضيها بعض الحركات الإنفصالية· وبدافع مخاوف مماثلة بخصوص الأقليات، تنضم اليونان ورومانيا وقبرص وبلجيكا وبلغاريا وسلوفاكيا، من داخل البلدان السبعة والعشرين المكونة للاتحاد الأوروبي، إلى إسبانيا للتعبير عن تحفظها بشأن استقلال كوسوفو؛ وفي هذا الإطار، كتبت صحيفة ''كوريري ديلا سيرا'' الإيطالية واسعة الانتشار تقول: ''من ليس لديه انفصالي في بيته، فليرفع يده، تأثير ''الدومينو'' يرعب العديد من الحكومات المركزية''· وعلى الرغم من الاختلاف في وجهات النظر، إلا أن مسؤولي الاتحاد الأوروبي الذين اجتمعوا في بروكسل يوم الجمعة، اقتربوا من اتفاق حول تشكيل وإرسال قوة شرطة وفريق قضائي قوامهما 1800 رجل إلى كوسوفو، من المنتظر أن يحلوا محل بعثة الأمم المتحدة التي تولت إدارة الإقليم منذ أن حملت حملة الناتو الجوية القوات الصربية على الخروج من الإقليم في ·1999 من المنتظر أن تشكل جهود الاتحاد الأوروبي النهايةَ الرسمية لدور الأمم المتحدة في الإقليم، غير أن روسيا التي ترفض بقوة، إلى جانب صربيا، انفصال كوسوفو، أعلنت أنها ستعتبر وجود الاتحاد الأوروبي أمرا غير قانوني، أما ''ديميتريج روبل'' -وزير خارجية سلوفينيا، الذي تتولى بلاده الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي- فقال: إنه واثق من إمكانية التوصل إلى اتفاق، وإن الاتحاد الأوروبي سيذهب إلى كوسوفو، حيث قال في مقابلة مع صحيفة بولندية: ''بالطبع، كانت هناك شكوك أو مشاعر سلبية في بعض البلدان''، مضيفا: ''ولكن عددها محدود في نهاية المطاف، وعندما تحين اللحظة، أعتقد أن الاتحاد الأوروبي سيتحدث بصوت واحد''· يوم الجمعة، في عاصمة الإقليم ''بريشتينا''، عقد رئيس وزراء كوسوفو، ''هاشم تاتشي'' مؤتمرا صحفيا حضرته العديد من وسائل الإعلام، وحاول خلاله تبديد مخاوف المجتمع الدولي، متعهدا بحفظ سلامة الأقليات غير الألبانية التي تعيش في كوسوفو، ومنها نحو 100 ألف صربي، وسلامة ممتلكاتها· أما في بلغراد، حيث كانت تجري مراسيم تنصيب الرئيس ''بوريس تاديتش'' بعد إعادة انتخابه في الثالث من فبراير، فقد كان المسؤولون يقرعون طبول الخطاب القومي حول رفض صربيا السماح بانفصال كوسوفو، والانتقام الذي قد تواجهه العواصم التي تعترف بالدولة الجديدة، وفي هذا الإطار، قال رئيس الوزراء ''فويسلاف كوستونيتشا'': ''عبر القرون، حاول العديد من المتنمرين انتزاع كوسوفو منا بالقوة، ولكنها المرة الأولى في تاريخنا التي يطلبون منا فيها أن نقبل بانفصال كوسوفو، مثل العبيد''· يذكر أن الصرب ينظرون إلى كوسوفو باعتبارها القلب الثقافي لدولتهم خلال القرون الوسطى، وإلى فقدانها بأنه بتر لـ15 في المائة من ترابهم الوطني مناف للقانون الدولي، أما الولايات المتحدة والبلدان الأوروبية التي تدعم استقلالها، مثل بريطانيا وفرنسا، فتشير إلى حملات القتل والترحيل التي أطلقها في كوسوفو الديكتاتور الراحل ''سلوبودان ميلوسيفيتش'' للقول: إن صربيا فقدت أي فرصة للاحتفاظ بكوسوفو· ولكن صربيا تعول على الدعم الروسي؛ فقد اتهم الرئيس ''فلاديمير بوتين'' -الذي التقى بالصحافيين هذا الأسبوع- أوروبا بـ''النفاق''، على اعتبار أن بلدانا كثيرة ترغب في السماح لكوسوفو بالانفصال، ولكنها تعارض في الوقت نفسه أي خطوة مماثلة من قبل ''الباسك'' في إسبانيا؛ وقد استدعت الحكومة الإسبانية الغاضبة السفير الروسي في مدريد يوم الجمعة من أجل تقديم تفسيرات، والجدير بالذكر أيضا أن بلدانا أوروبية مختلفة تعتمد على الإمدادات النفطية والغازية الكبيرة من روسيا، لا تريد إثارة غضب موسكو بخصوص موضوع كوسوفو· يقول ''فيدران دزيهيتش'' من ''مركز استراتيجيات الاندماج الأوروبي'' الذي يوجد مقره بالعاصمة النمساوية فيينا: ''إنه وضع مصيره الإخفاق بالنسبة لأوروبا''، مضيفا ''إن الاتحاد الأوروبي سيحل محل الأمم المتحدة ويصبح الحامي الجديد، ولكنه سيجد نفسه أمام مشاكل جمة، كالإحباط، والوضع الاقتصادي غير المشجع، وانسداد الآفاق''· وعلاوة على ذلك، فإن فشل أوروبا في تبني موقف موحد بخصوص كوسوفو، كما يقول ''دزيهيتش'': يضعف تطلعاتها وطموحاتها للتصرف كلاعب عالمي بخصوص مواضيع الأمن والدفاع في المنطقة· تريسي ويلكينسون- مدريد ينشر بترتيب خاص مع خدمة لوس أنجلوس تايمز وواشنطن بوست
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©