الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

6 فنانين عرب يعرضون أعمالهم في «آرت هاب» بأبوظبي

6 فنانين عرب يعرضون أعمالهم في «آرت هاب» بأبوظبي
19 أغسطس 2013 23:34
يقدم معرض «الفنان المقيم» الذي افتتح مساء الأحد الماضي في مركز «آرت هاب» بأبوظبي أعمالاً جديدة تعكس تجارب ستة من الفنانين القادمين من دول عربية مختلفة. وحضر الافتتاح سعادة السفير البلجيكي مستر تانغه الذي قام مع أحمد اليافعي، مدير «آرت هاب»، بقص الشريط لمعرض الفنان البلجيكي الذي رافق افتتاح البرنامج الشهري للمركز، إضافة إلى عدد من الإعلاميين وجمهور من محبي الفنون التشكيلية. ويأتي المعرض ضمن برنامج «الفنان المقيم» الذي يخصص كل شهر لدولة من دول العالم، وتستمر فعالياته طيلة الشهر الجاري. أما الفنانين المشاركين فهم: دعاء حسين من العراق، إحسان أبوسعيد من سوريا، هادي برعي من مصر، أيمن اليافعي و زكي حيدر أحمد من اليمن، والفنانة هبة درويش وجاءت بدعم من منظمة اليونسكو. وأشار أحمد صالح اليافعي، مدير عام مركز «آرت هاب»، إلى أن فكرة «الفنان المقيم» تهدف بشكل غير مباشر إلى ترويج حضارتنا وعاداتنا ومعالمنا وتعريف الغرب بها، لذلك قمنا من البداية بالتركيز على الدول الأجنبية وهذا تم بتنسيق مع السفارات لإقامة معارض لفنانين جاؤوا من هذه الدول، لأنهم يعطون انطباعات إيجابية عن حضارتنا وبيئتنا من خلال اللوحات والأعمال الفنية التي يرسمونها هنا في «آرت هاب». وتابع اليافعي: «كما أن وجود العناصر العربية مهم جدا، فهؤلاء الفنانين أعلم بحضارتنا، وتواجدهم معنا ورسم معالم عن الإمارات أيضا يشكل دعما للفكرة نفسها». آدم وحواء.. فراعنة تنوعت الأعمال واللوحات التي قدمها الفنانون، وظهر التفرد في هذه اللوحات، حيث أظهر كل فنان رؤاه ومهاراته سواء في الأسلوب أو التقنية، كل بحسب إبداعه. ففي أعمال هادي برعي، الفنان التشكيلي والأستاذ في جامعة الإسكندرية، شاهدنا ثلاثة أعمال: لوحتان آدم وحواء ظهرت فيهما ملامح من الفن الفرعوني، بينما تفردت اللوحة الثالثة بموضوع وجداني مؤثر تمثل بمصباح جدته الذي ما زال يتذكره، يقول: «أنا من قرية صغيرة اسمها البحيرة، هذا مصباح الكاز كان في خيالي وأحببت أن أبرزه مع ثنائي الحياة وهما آدم وحواء اللذين يظهران بملامح فرعونية لكن لهما علاقة بالفن الشرقي والبيئة البسيطة التي عشت فيها». وعن زيارته للعاصمة الإماراتية وانطباعه عنها أشار هادي: «هذه أول مرة أزور فيها أبوظبي. وجدت فيها معالم حضارية عظيمة وحديثة مع محاولة للحفاظ على شكل التراث والهوية العربية، قصر الإمارات، مثلاً، وطرازه المعماري والوحدات الزخرفية فيه واللون السائد ربما يشبه لون الخيمة القديمة، والذهب الموجود بالأعمدة أيضاً شعرت أن له علاقة بالخيمة البدوية البسيطة جدا، ولكن هنا أكثر صحة وأكثر قوة. وهو من أجمل ما رأيت في أسفاري كلها، سواء في أوربا أو غيرها من العالم، أيضا مسجد الشيخ زايد سبق أن رأيته في نشرة الكرافت من سنتين، وكنت آمل أن أجيء إلى أبوظبي وأزوره، إنه صرح جميل وملهم ورائع المعمار والديكور وكل شيء فيه مكتمل». أبواب وسلاسل الفنانة دعاء حسن لم ترجع إلى بابل كما فعل زميلها برعي باستلهام الفن الفرعوني، ولكنها صبت كل اهتمامها في أعمالها على البناء القديم والأبواب العالية والزخرفة التي زينتها بتعرجات ملونة جميلة توحي بالزخرفة العربية في فن العمارة والتراث الذي يمكن أن تذهب جذوره إلى العصر العباسي، وخطت عليه بيتا من الشعر لأبي الطيب المتنبي: «يا من يعز علينا أن نفارقهم...» وقد استخدمت الألوان الخفيفة التي تتناسب مع ملامح التراث القديم. وتتحدث دعاء عن تجربتها مشيرة إلى أن الرسم بدأ هواية لكنه أصبح بمثابة علاج نفسي لها ولكل إنسان يحب الجمال، تقول: «أحب الرسم وأعشقه كما أحب أولادي. وكل معرض يكون بالنسبة لي فرصة جميلة لكي أجدد حياتي مع كل لوحة أرسمها.» وعن ظهور السلاسل في بعض أعمال الفنانة التي تعني عند البعض القيود، توضح دعاء رؤيتها قائلة: «كثير من الناس يسألونني لماذا السلاسل هل تقصدين فيها القيود؟ أنا أشوف السلاسل عبارة عن القوة، الرابط القوي بين الرجل والمرأة، بين الطفل والأم، بين الأهل والأصدقاء، العلاقات الاجتماعية المتماسكة أمثلها هكذا بأكثر من لوحة، ويمكن أن توحي بالربط بين الماضي والحاضر وهو الشيء الإيجابي». وجوه مقنعة في لوحات الفنان إحسان أبوسعيد، استعمل التجريد، حيث الحضور الأبرز للوجوه التي أراد الفنان تجسيدها مقنعة ملفوفة مع الرأس، بينما ظهرت الأجساد بعضها ملفوفة بالأبيض، وأخرى بالأسود، وكأنه يرمز إلى العلاقات والأمزجة المتباينة والتي تميل إلى الغموض بين الناس، ولما سألته لماذا تخفي وجوه الشخصيات في أعمالك قال: «لأن البشر بطبيعتهم غير واضحين». هذه التجربة الفنية الجميلة التي يقوم بتنظيمها كل شهر «أبوظبي هاب جاليري» في منطقة المصفح في أبوظبي لقيت ترحيباً من الفنانين المشاركين، وأثارت إعجابهم، مؤكدين أنها تجربة بناءة توفر للفنان فرصة للحوار والاحتكاك مع الآخرين، وتغني تجربته الشخصية وتتيح له مساحة لتقديم أعماله أمام جمهور ذوّاقة. ومن جماليات هذه التجربة أنها لا تقتصر على عرض الأعمال الفنية، بل يصاحب ذلك برنامج متكامل يعده المركز للفنانين الضيوف الذين يقيمون لمدة شهر في المركز، وخلال هذه الفترة يزورون عدة مناطق ويطلعون على معالم في الإمارات، وكل فنان يقدم أربع لوحات أو أكثر إضافة إلى الأعمال الفنية التي يأتي بها معه، كما يتاح له أن يتجول خلالها في أماكن متعددة من جغرافيا الإمارات ويشاهد المعالم والصروح الحديثة فيها، و يقوم بزيارة الصحراء والمناطق التراثية ويتفاعل مع المجتمع، بما يسمى بالفن الحي الذي يكون في المراكز التجارية ويقدمون أيضا دروسا في الرسم لمن يطلب منهم ذلك.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©