حذر علماء فلك أستراليون أمس من أن الليل سيشتد ظلمة أكثر فأكثر نتيجة تخلخل الغاز اللازم لنشوء النجوم، لكنهم أشاروا إلى أن هذه الظاهرة لن تكون ملحوظة بارزة إلا بعد بضع مليارات السنين.
وأعلن روبرت براون المسؤول عن علم الفلك والفضاء في الوكالة الحكومية العلمية الأسترالية، أن ثلث الغاز الجزيئي الضروري لتكون النجوم قد استهلك وبدأت السماء تفقد بريقها شيئا فشيئاً في الليل.
وقد وضع فريق روبرت براون خارطة للكثافات الضوئية الخاصة بالمجرات الواقعة على بعد حوالي 5 مليارات سنة ضوئية من الأرض وقارنها مع “الفضاء الكوني القريب”، لدراسة مستويات الغاز فيها ونسبة تكوين النجوم.
وقال براون الذي ستنشر دراسته في الإشعارات الشهرية للجمعية الملكية لعلم الفلك، “شاهدنا انخفاضا في عدد النجوم المكونة”. وأوضح أنه “تبين أن هذه المجرات القديمة كانت تستفيد من كميات أكبر بـ10 مرات من غاز تشكل النجوم، مقارنة باليوم.. ببساطة لا نجد اليوم كميات غاز مماثلة لتكون نجوم جديدة”.
قبل 8 مليارات سنة، تقدمت قوة غامضة أطلق عليها العلماء اسم “الطاقة المظلمة” على قوة الجاذبية، ما أدى إلى توسع الفضاء الكوني.
فأبعدت هذه الظاهرة المجرات عن المكان حيث بإمكانها التزود بالغاز، بحسب ما يشرح العالم. وتابع “أصبح الغاز اليوم بعيداً عن متناولها. بالتالي تنخفض نسبة تكون النجوم سريعاً وسوف تستمر بالانخفاض مستقبلا”.
وأوضح عالم الفلك أنه إذا ما استمر الفضاء الكوني بالتوسع، فسيعرف سكان الأرض ليالي مظلمة جداً في المستقبل البعيد.