السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«صداع» يحظى بإعجاب الفرنسيين

18 نوفمبر 2010 23:53
حظي شريط “صداع” الوثائقي للمخرج الفلسطيني رائد اندوني، عشية خروجه إلى الصالات الفرنسية، بنقد جيد وترحاب واسع في الإعلام الفرنسي الخاص بالسينما والأعمال الوثائقية، بعد انتزاعه لجائزة “التانيت الذهبي” لأفضل فيلم وثائقي في مهرجان قرطاج السينمائي نهاية الشهر الماضي. وعبر المنتجون الفرنسيون الذين شاركوا في إنتاج الفيلم عن رغبتهم في أن يتبع الجمهور رأي النقاد ويحضر إلى الصالات لمشاهدة هذا العمل، في وقت وصفه فيه البعض بأنه “فيلم الأسبوع” في فرنسا. ويلقي الشريط من زاوية ذاتية جداً نظرة خاصة على مسألة الصراع الفلسطيني الإسرائيلي والقضية الفلسطينية، لكنه وبشكل ذكي يلتقط عبثية كل ذلك ويفتح الأسئلة التي تظل غالباً معلقة من دون إجابات على قضايا إنسانية شاملة، ما لفت اهتمام النقاد الفرنسيين إليه. وقال المخرج لوكالة الأنباء الفرنسية حول فيلمه وطبيعة التجربة “كان من الصعب جداً علي إنجاز هذا الفيلم، فقد منع علي الطبيب النفسي مشاهدة ما صورناه قبل انتهاء الجلسات تماما، وهو ما التزمت به كي يكون العلاج ناجعاً”. وأضاف “كنت أتابع جلسات العلاج وكان علي أن أكون وراء الكاميرا وأمامها ولم أشاهد ما صورت إلا عندما انتهيت تماما، لذلك فإن مرحلة المونتاج كانت المرحلة الأنجع في علاجي”. وحول تقنية تصوير جلسات العلاج النفسي، الأسبوعية شرح المخرج أنه قام بتجارب عديدة قبل أن يقتنع بأن الكاميرا يجب أن تكون خارج المكان وإلا يراها لا هو ولا الطبيب. وقال “وضعت كاميرتين إحداهما لالتقاط مشاهد عريضة واسعة وأخرى للمشاهد المقربة وتركت للتقنيين حرية العمل وتقريب الصورة أو غيره”. وأضاف “ساعدتني مسألة أن التقنيين لا يتكلمون العربية كي أكون على طبيعتي خلال الجلسات ولم يكن من الوارد بالمرة أن نقطع الجلسة لتجديد لقطة معينة”. من خلال الجلسات التي تبحث عن مسببات الصداع وما يتبعها أو يتقدمها من علاقة بالمحيط العائلي والاجتماعي في رام الله تمر أشياء كثيرة، الطفولة، والصداقة، والسجن، والهم الفني، والحصار، وفساد السلطة. يطرح الفيلم تساؤلات أكثر مما يعطي أجوبة، وينجح في أن يكون ساخراً خاصة حين تتداخل صور روائية في العنصر الوثائقي ضمن تركيبة الشريط. هذا ما أراده المخرج حين أصر خلال نقاش مع أخته أنه لا يريد أن يكون موضوعاً في إطار، بل يريد أن يظل إنساناً بضعفه وقوته وأسئلته. وحول شريط “صداع” كتبت صحيفة “لوموند” أن رائد اندوني “يتآخى مع أفضل المخرجين في المنطقة مثل الفلسطيني إيليا سليمان أو الإسرائيلي آفي مغربي، وهو مثلهم عبر عملية إخراج الذات وأخذ المسافة من الإيعاز الجماعي يؤكد على حتمية حرية الفرد ضد احتلال الأرض والروح”. كما قارنت مجلة “ليبراسيون” بينه وبين مخرج “فالس مع بشير” آري فولمان من وجهة نظر أن الشخصين “ينتميان إلى الرقعة الجغرافية نفسها ويطلبان العون من طبيب نفسي لإعادة إصلاح ما خرب فيهما”. أما مجلة “تيليريما” فأوردت أن “صداع” فيلم “لا يمكن تصنيفه، يحاول رسم النفسية الجماعية للشعب الفلسطيني اليوم”. وكتب الناقد السينمائي جان ميشال فرودون على موقعه الخاص أن نجاح الفيلم الكبير يتمثل في “مراهنته النقدية على وضعية الفنان الخاضع لموضوع يسيطر عليه ويسكنه ولا مفر له منه”.
المصدر: باريس
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©