الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

المنصورة.. مدينة الورود وسجن ملك فرنسا ومسقط رأس المشاهير

المنصورة.. مدينة الورود وسجن ملك فرنسا ومسقط رأس المشاهير
8 سبتمبر 2014 22:11
المنصورة هي «جزيرة الورد» محاطة بالمياه من ثلاث جهات حصلت على هذا الاسم، لأنها أكبر حدائق للورود في مصر، أنشأها الملك الكامل ناصر الدين محمد بن الملك العادل أبي بكر بن أيوب في العام 1219م في عهد الدولة الأيوبية، وقد بناها لتواجه العدو عندما حاصرت الحملة الصليبية دمياط القريبة منها بقيادة الملك الفرنسي لويس التاسع. خدعة حربية حين وصلت الحملة إلى مشارف دمياط كان الملك الصالح نجم الدين أيوب موجوداً بدمشق وعندما علم عاد مسرعاً إلى مصر، وواصلت الحملة زحفها باتجاه فارسكور، إلا أن نجم الدين أيوب وافته المنية، فأخفت زوجته «شجر الدر» خبر وفاته عن الجنود لحين عودة ابنه توران شاه من حصن كيفا على ضفاف نهر دجلة. وافقت شجر الدر، الحاكم الفعلي للبلاد، على خطة بيبرس باستدراج القوات الصليبية المهاجمة داخل مدينة المنصورة، فأمر بيبرس بفتح باب من أبواب المنصورة وبتأهب المصريين داخل المدينة مع الالتزام بالسكون التام، وابتلعت القوات الصليبية الطعم، فظن فرسانها أن المدينة خالية كما حدث من قبل في دمياط، فاندفعوا إلى داخلها للوصول إلى قصر السلطان، فخرج عليهم المماليك بغتة وأخذوا يرمونهم بالرماح والمقاليع والحجارة، وسد المصريون طرق العودة بالخشب والمتاريس فصعب على الصليبيين الفرار، وسقطوا في الكمين داخل أزقة المدينة الضيقة، وانقض عليهم المصريون وتم أسر ملك فرنسا لويس التاسع ونقله إلى دار بن لقمان، واشترط المصريون تسليم دمياط وجلاء الحملة عن مصر قبل إطلاق سراح الملك الأسير وكبار قادته مع دفع فدية قدرها عشرة ملايين فرنك. وسميت المدينة «المنصورة» بعد انتصار الشعب المصري على الحملة الصليبية في المعركة، وتقع على الضفة الشرقية لنهر النيل وتبتعد عن القاهرة 120 كم، وهي عاصمة لمحافظة الدقهلية منذ أيام الحكم العثماني عندما أمر سليمان الخادم والي مصر بنقل ديوان الحكم من بلدة أشمون الرمان إليها في العام 1527م لتوسطها بين بلاد الإقليم ولموقعها على النيل. أجيال من العمالقة الدقهلية وعاصمتها المنصورة من أكثر المحافظات حضارة وأثرا في الثقافة المصرية والعربية فقد شهدت مولد أجيال من العمالقة في كل المجالات، ومن أبنائها علي مبارك أبو التعليم في مصر ولطفي السيد أبو الفلسفة والفكر والشيخ محمد متولي الشعراوي إمام الدعاة والشيخ جاد الحق علي جاد الحق شيخ الأزهر الراحل، ومن الأدباء والمفكرين الدكتور محمد حسين هيكل وأحمد حسن الزيات والدكتور رشاد رشدي والفيلسوف عبدالرحمن بدوي والنحات محمود مختار والكاتب والفيلسوف أنيس منصور، وسيدة الغناء العربي أم كلثوم، ومن الشعراء كامل الشناوي ومأمون الشناوي وصالح جودت وعلي محمود طه وإبراهيم ناجي ومن أعلام الصحافة محمود التهامي وحُسن شاه وسناء البيسي، وعالِم الفضاء الدكتور فاروق الباز وشقيقه السياسي البارز د. أسامة الباز وفي الرياضة محمود الخطيب ومن الفنانين عادل إمام. ووصفها الأديب والفيلسوف أنيس منصور- المولود بالمنصورة في العام 1924- بأنها المورد الرئيس للعبقرية المصرية فهي التي انجبت العشرات من من ألمع نجوم الصحافة والأدب والسياسة وأثرت الثقافة العربية بمختلف مجالاتها، وخلدت المنصورة ذكراه وكرمته في حياته ووضعت له تمثالا بشارع الجمهورية، كما كرمت أيضاً كوكب الشرق أم كلثوم ابنة قرية طماي الزهايرة بالسنبلاوين ووضعت تمثالاً لها أمام مبنى المحافظة. متاحف تاريخية افتتح الرئيس الراحل جمال عبدالناصر متحف المنصورة عام 1960 تخليدا لذكرى انتصارات أبناء المنصورة على لويس التاسع ملك فرنسا وقائد الحملة الصليبية على مصر عام 1250. ويضم صالة لعرض تماثيل ولوحات تعبر عن نضال أبناء المنصورة ضد الصليبين ومجموعة من الخرائط المجسمة، التي توضح الموقع الجغرافي لمصر، وأشهر هذه التماثيل تمثال للملك لويس التاسع وهو أسير، ومجموعة من الأسلحة البيضاء وخطابات من الملك لويس للملك نجم الدين، وتمثال نصفي من الجبس الملون للرئيس الراحل جمال عبد الناصر والملكة شجر الدر ولوحات زيتية توضح معركة البحر وفرار الفرنسيين. وفي أجمل مواقع المنصورة يقع قصر محمد بك الشناوي، وقد اشترته وزارة الثقافة عام 2005 لتحويله لمتحف قومي، وقامت وزارة الآثار بتسجيله كأثر إسلامي يضم آثار الدقهلية التي تنتمي للعصور الفرعونية واليونانية والرومانية والإسلامية والقبطية. وشيد القصر نخبة متميزة من المهندسين والعمال الإيطاليين في العام 1928 ونال مالكه شهادة من الرئيس الإيطالي عام 1931 تؤكد أن قصره من افضل القصور التي شيدت على الطراز المعماري الإيطالي خارج إيطاليا. وعُرف القصر بـ(قصر الأمة) بعد أن استضاف الملك فاروق وسعد زغلول ومصطفى النحاس وأحييت به كوكب الشرق أم كلثوم وموسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب عدداً من الحفلات. مناطق الجذب السياحي عن مناطق الجذب السياحي على النيل، نجد جزيرة الورد وتقع في مواجهة المنصورة وتبلغ مساحتها 30 فدانا، وتتكون من حدائق ومسطحات خضراء وملاعب للكرة الطائرة والسلة والتنس وحديقة للأطفال إضافة إلى مركز للعلاج الطبيعي، كما تضم الجزيرة حديقة “شجر الدر” على مساحة 16 فدانا وبها ملاعب وتماثيل لأعلام المحافظة. كما تعد حديقة الحيوان بالمنصورة مزارا مهما بها وهي تقع بحي توريل وتضم أقفاصا وبيوتا للحيوانات والطيور بمختلف أنواعها إضافة إلى أحواض الزهور. ولموقع المدينة على نهر النيل أثره في استغلال الشاطئ لإقامة عدد كبير من الحدائق والكازينوهات للتمتع بمشاهدته وممارسة رياضة التجديف وصيد الأسماك. دار بن لقمان تنسب دار ابن لقمان إلى القاضي إبراهيم بن لقمان وتعد أشهر دار ارتبط بها التاريخ الإسلامي وهي تقع وسط مدينة المنصورة وقد أخذت شهرتها بعد أن سجن فيها لويس التاسع ملك فرنسا قائد الحملة الصليبية على مصر في العام 1250م لمدة شهر بعد معركة شرسة بالقرب من المنصورة حيث افتدته زوجته واطلق سراحه في 7 مايو من نفس العام. وقد أنشئ بالدار متحف تاريخي يحوي اللوحات والصور التي توضح دور الشعب المصري في هزيمة الصليبيين، كما يضم أيضاً بعض الملابس والأسلحة التي استخدمت في المعركة. معركة جوية أثناء حرب السادس من أكتوبر 1973 وفي اليوم الرابع عشر شهدت سماء المنصورة أهم وأكبر المعارك الجوية في العصر الحديث بعد الحرب العالمية الثانية حين حاولت القوات الجوية الإسرائيلية القيام بغارة مستخدمة 165 طائرة لتدمير قاعدة المنصورة الجوية وتصدت لها الطائرات المصرية ودمرت منها 17 طائرة في معركة استمرت 53 دقيقة وأصبح هذا اليوم عيداً للقوات الجوية المصرية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©