الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«الدليفري»... طعام ساخن على صهوة العجلات

«الدليفري»... طعام ساخن على صهوة العجلات
9 سبتمبر 2014 00:14
نظرا لضيق الوقت وعدم وجود الوقت الكافي لبعض النساء سواء الموظفات أو الفتيات اللاتي لا يجدن فنون الطبخ أصبحت الكثير منهن يعتمدن على وجبات المطاعم، التي تقدم وجبات وأطباقا فاخرة ذات مذاق طيب في وقت قصير من خلال خدمة توصيل طلبات المنازل، أو كما يسميها البعض « الدليفري» الذي يصل إلى باب المنزل بعد نصف ساعة من رفع سماعة الهاتف لطلب الأطباق. حاجة ضرورية «الدليفري» أصبح اليوم منقذا للكثير من النساء ومحبوبا للصغار ويستنزف جيوب الرجال، وبات لا غنى عنه. وتعترف الموظفة علياء سعيد (أم لأربعة أبناء) بأنه نظرا لعدم وجود الوقت الكافي لإعداد وجبة الغداء كثيرا ما تستعين بالوجبات التي تقدمها مطاعم ذات الصيت المشهور بالمذاق الطيب، وهي تقول «وجود الدليفري وفر الوقت والجهد، حيث الكثير من العائلات وجدت هذه الخدمة أقصر الطرق لإشباع بطون أفراد العائلة خلال أقل من ساعة، وغالبا ما يصل الطعام حارا ما يدفع العائلة إلى تناول الوجبة بكل سهولة». وترى ميثاء سلطان (مدرسة لغة عربية) أن العديد من المدرسات يطلبن خدمات توصيل الطعام في العمل، خاصة الفطائر والسندويتشات، مؤكدة أن الموظفات هن أكثر زبائن المطاعم التي توفر هذه الخدمة. غير أنها تشير أيضا إلى أن ربات البيوت يطلبن هذه الخدمة، وخاصة عند وجود الولائم أو عند مللهن من تكرار الطهي، كما إن هذه الخدمة مفيدة وتحتاجها الزوجة في حال غياب الزوج. منافع متبادلة يجد رب الأسرة يوسف أحمد هذه الخدمة أنها وسيلة لتفريغ جيوب الأزواج، والمستفيد منها هم أصحاب المطاعم التي تروج لوجباتها في المناسبات أو الأيام العادية وفي الوقت ذاته الزوجات اللاتي يردن إراحة عقولهن من عناء التفكير، وإعداد عدد من أصناف الطعام للعائلة، ويضيف «تعتمد النساء اليوم اعتمادا كليا على الدليفري خاصة حين لا يجدن الوقت الكافي لإعداد الطعام نظرا لزيارة أحد الأقارب بشكل مفاجئ أو من أجل تنوع سفرة الطعام بوجبات شهية ليتناولها أفراد العائلة». ويؤكد فيصل الشامسي (موظف حكومي) أن الكثير من الأسر تفضل اللجوء إلى هذه الخدمة ولكل أسبابه الخاصة. وتستثمر المطاعم في خدمة توصيل المنازل للربح السريع وامتلاك عدد كبير من الزبائن، إلى ذلك، يقول «أصبح من النادر أن تصادف مطعماً في الوقت الحالي من دون هذه الخدمة، التي أدمن على استخدامها معظم الأسر والأفراد، فخدمة توصيل الطلبات للمنازل بإمكانها أن تدر دخلاً كبيراً على أصحاب تلك المطاعم، الأمر الذي جعل عددا كبيرا من المطاعم لا تستغني عن قيمة خدمة توصيل الطلبات للمنازل، وجعلها مجانية بشكل كامل». نصف ساعة يرى خالد المناعي أن خدمة التوصيل صنعها التواجد الكبير لعدد من المحال سواء البقالة أو المطاعم فكلها أسباب جعلها تتنافس في تقديم أفضل الوجبات وأشهى المأكولات زيادة على ذلك الخدمات المتميزة لكل مطعم، وهذا ما شجع العديد من العائلات على عدم الطبخ في المنزل حيث يوجد بالدولة العديد من المطاعم المختلفة حسب الجنسيات التي تناسب جميع الأذواق في الأسرة، إضافة إلى سعرها المناسب، موضحا «التنافس الكبير بين المطاعم يصب في مصلحة الزبون، فبدلا من أن تقف السيدة نصف اليوم في المطبخ للتفكير في نوع الأكل أو الوجبة التي ستقوم بطهيها أصبح باستطاعتها أن تريح نفسها وتوفر جهدها وتستثمره في مكان آخر غير المطبخ، وتحصل على وجبة غذاء تصلها جاهزة في غضون نصف ساعة لا أكثر». ويضيف «الطلبات الخارجية توفر الكثير للمستهلك من حيث المدة الزمنية التي يستغرقها في الطبخ أو من حيث الاقتصاد كذلك لوجود تنافس بين المطاعم في الأسعار، لهذا فالكل اعتاد على هذه الخدمة وهذا يصب في مصلحة الزبون وأصحاب المطاعم». أول المستقبلين فور وصول طلبية الطفل راشد أحمد، في الصف الثاني، من الوجبات السريعة، يكون هو أول المستقبلين لاستلام وجبته المفضلة من البطاطس والهمبورغر، يقول مبتسما «أعشق الوجبات السريعة، ودائما أطلب من والدتي أن تطلب هذه الوجبات السريعة من المطعم القريب من المنزل لأن الشخص المختص بتوصيل طلبية الطعام يصل سريعا وفي الوقت المناسب». رجل المهمات الصعبة بابتسامته المعهودة طوال 5 سنوات، يعمل غريب مصطفى في مهنة توصيل الطلبات في أحد مطاعم أبوظبي، حيث يقوم بتوصيل الطلبيات للمنازل والدوائر الحكومية، يقول «يبدأ عملي منذ الصباح الباكر حيث أقوم بتوصيل طلبيات الكثير من الموظفين والمعلمات، ويتم ذلك من خلال المسؤول عن توزيع الطلبيات، حيث يحصل كل منا على 5 إلى 10 طلبيات في اليوم، بعد أن يتم تدوين العناوين التي سيتوجه إليها، ونبقى على تواصل مع صاحب الطلبية عبر جهاز الهاتف أثناء الطريق، وقبل الوصول بـ5 دقائق نبلغه لينتظرنا ويجهز نقوده ونستلمها منه، ونذهب لغيره وهكذا». ويضيف «غالبا ما نصل في الوقت المحدد للطلبية، وهذا ما يسهم في وصول الطعام إلى الزبائن ساخنا وفي الوقت المناسب من دون أي تأخير، فإرضاء الزبائن من أهم أولوياتنا».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©