الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

المبدع الإماراتي صيفاً.. استراحة المحارب

المبدع الإماراتي صيفاً.. استراحة المحارب
19 أغسطس 2015 23:16
عصام أبو القاسم يقل النشاط الثقافي كثيراً في فترة الصيف، وتغيب الفعاليات والمناسبات الفنية في جميع مدن الدولة، سواء التي تنظمها المؤسسات العامة أو تلك التي تتعهدها الشركات والأطر الخاصة، إلا في حدود ضيقة لا تكاد تبين، فما الذي يفعله المبدع الإماراتي في هذا الوقت الذي يمتد إلى ثلاثة أشهر [ يونيو إلى سبتمبر]، وإلى أي مدى يؤثر توقف الأنشطة عليه وما درجة تأثير هذا الطقس الحار على فعاليته وخياراته في الكتابة أو الرسم أو القراءة؟ هذه الأسئلة طرحتها «الاتحاد» على عدد من المبدعين الإماراتيين وتحصلت على الإفادات التالية: «أتأثر بشدة ولا أقدر على فعل أي شيء في الصيف»، هكذا ردّ الرسام والكاتب ناصر نصر الله، وأضاف: «لا يمكن لي، وأتكلم بصفة شخصية، أن أرسم في مثل هذا الطقس وأستغل هذه الفترة من السنة للراحة وأقلل كثيرا من جهدي في كل شيء». يعمل نصر الله في مؤسسة للفنون ولا يجد صعوبة في إتمام عمله المكتبي على الوجه المطلوب ولكنه عادة يميل إلى أخذ إجازته السنوية في هذا التوقيت، ويوضح: «منذ سنوات أستثمر فترة الصيف في السفر، والسفر يتيح لي فرصة التعرف على أشياء جديدة وبناء علاقات، إضافة إلى كونه يمكنني من العيش في جو أقلّ حرارة، ولكنني أسافر متى تيسر لي ذلك وليس سنوياً، كما أنني أحيانا أستحسن الذهاب إلى مرسمي لمعاينة ومراجعة ما لديّ من مشاريع وأعمال غير مكتملة أو أخطط لما عليّ فعله في المستقبل القريب». ويلحظ نصر الله أن أمر الصيف يشمل حتى رزنامة الأنشطة التي تقام في الإمارات إذ إنها تتقلص لأقصى حد: «ليس ثمة معارض ولا غاليريهات تنشط في هذه الفترة وهذا أمر طبيعي ولكن البرامج التدريبية والتي تنظم في الصالات والمراكز الفنية تشهد نشاطاً أكبر حالياً». خيارات صيفية الذهاب إلى البحر أو إلى مراكز التسوق أو المقاهي مكيفة الهواء مع العائلة أو مع الأصدقاء هي من الخيارات الممكنة في مشاوير الصيف لدى نصر الله، وعند الروائية فاطمة المزروعي التي لا يتأثر إيقاع يومياتها بحلول فصل الصيف، فهي تكتب وتقرأ وتذهب إلى مكان عملها كما في الشتاء، تقول المزروعي: «لا يتغير برنامجي وأتابع كل ما كنت أفعله من دون انقطاع»، وتضيف: «صحيح، الفعاليات الأدبية تقل وتتأثر بتنقلات الناس وإجازاتهم في هذه الفترة بيد أنني أبقى على مواقيت قراءتي وكتابتي، كما أنني اعتدتُ الكتابة بصفة يومية بحكم التزامي للصحيفة بزاوية رأي». لا تميل صاحبة رواية «زاوية حادة» إلى السفر وتفضل أن تمضي إجازاتها في الدولة، ولا يطرأ على برنامجها في الصيف أي جديد سوى «الذهاب إلى السينما»، وتؤكد المزروعي أن الصيف يؤثر على حركة الناس، وهي تلفت إلى أن أي قراءة عابرة للمنجز الإبداعي المحلي يمكن أن تنتبه إلى الحضور الكثيف للأماكن المغلقة بدلاً من الفضاءات المفتوحة، فالمقاهي أو مراكز التسوق والشقق هي التي تسير عليها يومياتنا وهي التي تعكسها أعمالنا الإبداعية. استراحة الحال مختلف لدى القاص محسن سليمان، فهو لا يقدر على القراءة في الصيف، يقول: «لا أجد ميلاً لمعاينة أي كتاب»، ويفضل أن يتعامل مع فترة الصيف كـ «استراحة محارب»، ويأسف لغياب الأنشطة الثقافية خلال هذه الفترة، مشيراً إلى أن الأمر لم يكن كذلك فيما مضى لدى اتحاد الأدباء والكتاب مثلاً، إذ إن الندوات كانت تنظم بشكل مستمر خلال السنوات العشر الماضية، صيفا وشتاء. لم يفكر صاحب كتاب «كائن كالظل» في السفر هروباً من حرارة الطقس، ولكنه يعمل على دراسة حول المسرح الياباني في الوقت الحالي كما أنه يراجع بعض الأعمال التي أنجزها سابقاً إضافة إلى ذهابه اليومي إلى جهة عمله. قراءة وكتابة لا تختلف عادات الروائية تهاني الهاشمي كثيراً في الصيف، فهي تقرأ وتكتب وتتابع العمل في شركتها الخاصة كما في كل فترة ولكنها تستغل فترة ما بعد الصيف في السفر، ففي ذلك الوقت، تقول صاحبة «جرف هار»: يقل الضغط كثيراً على الوجهات وتتاح خيارات أفضل في التنقل والعودة. وفي إجابتها على سؤال حول ما تفعله خلال هذه الفترة من السنة، قالت الهاشمي إنها تحاول الموازنة بين الكتابة وعملها، مشيرة إلى أنها تحرص أيضا على الحضور والمشاركة في الندوات والبرامج الثقافية التي تنظم هنا وهناك على الرغم من قلّتها في الصيف. لا يتغير برنامجي وأتابع كل ما كنت أفعله فاطمة المزروعي لا أجد ميلا ً لمعاينة أي كتاب وأعمل على دراسة عن المسرح الياباني محسن سليمان أتأثر بشدة ولا أقدر على الرسم في هذا الفصل أقرأ وأكتب وأعمل.. وأستغل فترة ما بعد الصيف في السفر تهاني الهاشمي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©