سعيد هلال وأحمد مرسي (أم القيوين، الشارقة) - أكد إبراهيم الجروان، الباحث في علوم الفلك والأرصاد الجوية والمشرف العام للقبة السماوية بالشارقة، أن نجم “سهيل”، والذي يمثل ظهوره علامة على تحول الظروف الجوية وميلها إلى الاعتدال، سيظهر في أفق الإمارات يوم السبت المقبل “24 من الشهر الجاري”، لافتاً إلى أن شبه الجزيرة العربية وفي غالب الأحيان تنتظر ظهور هذا النجم في الفترة من 12 إلى 28 من شهر أغسطس من كل عام.
وقال: “الإمارات تقع على دائرة عرض 25 درجة شمالاَ في المتوسط، وبناء على الحسابات الفلكية فإن نجم “سهيل” يكون مقترناً بالشمس وقت طلوعها في البلاد بتاريخ 12 أغسطس، ثم يتقدم عن الشمس حتى يصل إلى ارتفاع 5 درجات فوق الأفق الجنوبي عند طلوع الشمس “وهي أقل مسافة عن الشمس للنجم المرئي” يوم 24 أغسطس، ويكون بعد هذا الوقت مرئياً وقت الشفق الصباحي قبل طلوع الشمس بمدة لا تقل عن 20 دقيقة”.
وأشار إلى أنه من الصعب رؤية نجم سهيل في عروض الإمارات يومي 16 و18 أغسطس كما هو متعارف عليه عند البعض في الإمارات كموعد لرؤية “سهيل”، لافتاً الى أنه في يوم 18 أغسطس يكون ارتفاع نجم “سهيل” ما يقارب 3 درجات عن الأفق وقت طلوع الشمس وقبل ذلك بحوالي 12 دقيقة يكون بمستوى الأفق من الناحية الحسابية وبالتالي يظهر في الإمارات بتاريخ 24 أغسطس.
وأشار الجروان إلى أن فرصة رؤية نجم سهيل في جنوب اليمن تكون متوفرة ابتداءً من 1 أغسطس وفي شمال الجزيرة العربية يمكن مشاهدته ابتداء من يوم 9 سبتمبر. ولفت الجروان إلى أن العرب ومنذ القدم يستبشرون بظهور “سهيل” في الأفق، حيث يمثل علامة على تحول الظروف الجوية، وكانت العرب تقول: “إذا طلع سهيل برد الليل وخيف السيل وكان للحوار الويل”، أن أيام الحر والكلفة قد انتهت وبدأت أيام البرد ولطيف الهواء ومع بدايته يبدأ منخفض الهند الموسمي بالتراجع جنوبا، وتبدأ تهب رياح قوية يطلق عليها “ هبايب سهيل “ تعمل على تلطيف الجو، كما تنشط “الروايح” أو “روايح الصيف”، حيث تؤثر على المناطق الجبلية الوسطى في الإمارات من مدينة الذيد وحتى مدينة العين مسببة العواصف الإعصارية المصاحبة للسحب الركامية وهطول الأمطار الغزيرة.
إلى ذلك أكد حسين عبيد الهاجري رئيس جمعية الصيادين بأم القيوين، إن ظهور “نجم سهيل” سيؤدي إلى اعتدال الطقس وانخفاض درجات حرارة البحر، وبالتالي انتعاش أسواق السمك في مختلف مناطق الدولة.
وأوضح أن معظم الأسماك تهاجر إلى الأعماق خلال الصيف بحثاً عن الأماكن الباردة، وتعود بكميات كبيرة إلى السواحل بعد اعتدال الطقس، لافتاً إلى إن ظهور “النجم” يبدأ من 20 أغسطس الجاري، بحسب الحسابات الفلكية واختلاف المناطق. وأشار إلى إن نسبة كبيرة من الصيادين يعزفون عن الخروج إلى البحر في فصل الصيف، نظراً لارتفاع درجات الحرارة، وقلة المحصول من الأسماك في هذا الموسم الحار، لافتاً إلى إن بعض الصيادين يتجه إلى خور الإمارة لممارسة الصيد، حيث تتوفر فيه أنواع مختلفة من الأسماك المحلية ويعد مصدر رزق لهم.
ولفت الهاجري إلى إن نسبة الصيد في خور أم القيوين انخفضت بشكل ملحوظ في الفترة الماضية، بسبب انتشار كميات من الطحالب “الشبا” طافية على سطح البحر، الأمر الذي أدى إلى تعلقها في “الألياخ” شباك الصيادين وأعاقت عملية الصيد، مشيراً إلى إنه وقبل ظهور “نجم سهيل” في السماء يمر الخور بمرحلة طبيعية تتمثل في تجدد الطحالب تستمر حوالي أسبوعين. وأضاف: “ عندما تطفو الطحالب على سطح البحر تتحلل وتشكل غذاء لبعض الأسماك وتنمو أخرى مكانها”، لافتاً إلى إنه بعد هذا التغير الطبيعي سيتمكن الصياد من مشاهدة قاع البحر والاستمتاع بالمناظر الطبيعية.
عدد اليوم
