الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الأمطار تكشف إهمال وخلل أداء المسؤولين في الجزائر

الأمطار تكشف إهمال وخلل أداء المسؤولين في الجزائر
19 نوفمبر 2010 20:13
أحدث هطول كميات كبيرة من الأمطار بالجزائر مؤخرا حالة طوارئ قصوى لدى المواطنين والمسؤولين على السواء، بعد أن تحولت أمطار الخير إلى فيضانات داهمت الكثير من الشوارع والبيوت وسبَّبت خسائرَ بشرية ومادية غير منتظرة أعادت إلى الأذهان صور مأساة الطوفان الذي ضرب “باب الوادي” بالجزائر العاصمة في 10 نوفمبر 2001 وأودى بأرواح 733 جزائرياً. سيول وخسائر مع بداية فصل الخريف استبشر الجزائريون خيراً وهم يرون أولى زخات المطر تسقط وتبشر بموسم فلاحي خصب وبامتلاء السدود بالمياه، إلا أن كميات كبيرة من الأمطار تراوحت بين 40 و63 مليمتراً هطلت على مختلف الولايات الجزائرية، وأدت إلى تشكيل سيول داهمت الكثير من المدن وأدت إلى انهيار عدة بنايات قديمة في أنحاء متفرقة من البلد ومنها بيوت بالجزائر العاصمة وعنابة وبسكرة ومقتل وجرح عددٍ من أصحابها، كما قُتل آخرون في حوادث مرور متفرقة بسبب تراكم مياه الأمطار في الطرقات فبلغت الحصيلة الإجمالية 18 قتيلاً وعشرات الجرحى، بحسب مديرية الحماية المدنية. وغمرت المياه مختلف الأحياء والشوارع، فتحولت إلى برك عريضة، وأصبح المرورُ عبرها عسيراً، سواء للراجلين أو السيارات، ما أدى على ازدحام مروري خانق قضى فيه بعض المسافرين ساعات طويلة قبل الوصول على وِجهاتهم، وتسربت كمياتٌ كبيرة من مياه الأمطار إلى بيوت المواطنين في أحياء عديدة بالجزائر العاصمة وولايات أخرى، ومنها بلديات الشراقة واسطاوالي ودالي إبراهيم وتسالة المرجة بالعاصمة وتجاوز ارتفاعها المتر، ما جعل الكثير من العائلات تترك منازلها بالطوابق السفلية للعمارات وتفر إلى الطوابق العلوية لقضاء لياليها، كما تدخلت مصالح الحماية المدنية بالعديد من مناطق البلد لإجلاء عشرات العائلات من مساكنها القديمة أو الهشة تحسباً لسقوطها في أية لحظة وأسكنتها في بعض المدارس بشكل مؤقت. من المسؤول؟ أدت مداهمة السيول للكثير من المنازل ببلدية دالي إبراهيم إلى خروج السكان في حركة احتجاجية إلى البلدية حيث حاصروا رئيسها لساعات، وحمَّلوه مسؤولية ما وقع لهم بسبب إهمال البلدية تنظيف مجاري المياه قبل حلول موسم الأمطار، ورد رئيس البلدية إبراهيم صدراتي بأن السكان يتحملون أيضاً جزءاً من المسؤولية لعدم حرصهم على نظافة المحيط ورميهم أكياس النفايات المنزلية بشكل عشوائي، ما جعلها تسدُّ مجاري المياه لدى سقوط الأمطار التي جرفتها نحوها، فغيَّرت مياه الأمطار اتجاهَها إلى الشوارع والبيوت،وتدخل مسؤولون من وزارات السكن والأشغال العمومية ليتحدثوا عن مسؤوليات كل طرف فيما وقع، فقال ممثل وزارة الأشغال العمومية إن شبكة الطرقات قديمة وتعود إلى الثمانينيات، وهناك مشروع لعصْرنتها بشكل يجعل مياه الأمطار تُصرف حولها بشكل متيِّسر. وقال ممثل وزارة السكن إن مهام وزارته تنحصر في تشييد السكنات، وأن جهاتٍ أخرى مسؤولة عن عملية المتابعة والصيانة، وهي إشارة إلى مسؤولية البلديات في تنظيف المجاري المائية وبخاصة في صيف الصيف. لجنة تحقيق أحدثت بعض التصريحات التي حمَّلت مسؤولية ما وقع للطبيعة غضب ممثلي المجتمع المدني، فقال وائل دعدوش رئيس الجمعية الجزائرية لمكافحة الآفات الاجتماعية لـ”الاتحاد” إن “أسباب هذه الفيضانات تتعلق بخلل في إنجاز مختلف المشاريع وليست أسباباً طبيعية، لقد رصدت الدولة ملايين الدولارات لإنجار مليون مسكن وشبكة واسعة من الطرق وصيانتها ومشاريع أخرى كثيرة، ولكن إنجازها لم يكن وفق المعايير العالمية بدليل أن هناك أحياء سكنية جديدة وطرقاً سريعة دُشِّنت منذ أيام فقط غمرتها الفيضانات وحوَّلتها إلى بِرك ومستنقعات وكثُرت فيها الحُفر”. ويطالب دعدوش بتشكيل لجنة وطنية مهمتها فتح تحقيق معمَّق حول ما حدث وتحديد مسؤولية كل طرف ومحاسبة الشركات المنجِزة والمسؤولين المقصِّرين. وحظي اقتراح دعدوش بتأييد واسع من الجزائريين الذين رفضوا تقاذف المسؤوليات وتبادل الاتهامات ومحاولة التملص من المسؤولية بتحميلها للطبيعة، وتحدثوا عن رداءة إنجاز الكثير من المشاريع، وعدم جدية بعض مكاتب الدراسات وهيئات المراقبة التقنية للمشاريع المختلفة أثناء مرحلة الإنجاز، وعدم التنسيق بين مختلف الهيئات العمومية لضمان متابعة ما تمَّ إنجازُه من خلال أعمال الصيانة والتنظيف، ما حوّل أمطار الخير في نهاية المطاف من نعمة إلى نقمة.
المصدر: الجزائر
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©