"الخربة" يثير حواراً ساخناً حول الدروز في سوريا

واجه المسلسل السورى "الخربة" اتهامات بالتهكم على الطائفة الدرزية، وهو ما أثار ردود فعل مختلفة بعضها ينتصر للمسلسل بوصفه عمل كوميدي راق والأخرى تحاكمه على خلفية الاتهامات التي وجهت له. وتدور أحداث المسلسل في قرية "الخربة" التي تضم عائلتين كبيرتين، والتي يهاجر جزء كبير من شبابها ليعودوا بعد فترة بأفكار جديدة لمجتمعهم، وهو الأمر الذي يرفضه أهل القرية تماماً خاصة الكبار منهم، ومن ثم ينشأ صراع بين الفريقين. ويصور العمل كيف يقوم الأهالي بتعليم أولادهم لا للعلم في حد ذاته بل لتتباهى كل عائلة بأبنائها أمام الأخرى، بالإضافة إلى حدوث الأزمة المالية العالمية، مما يؤدي إلى نزوح أهل المدن بمشكلاتهم وإحباطتهم إلى "الخربة"، التي لاتزال تعيش حياة بدائية بسيطة. ودشن نشطاء على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" حملة باسم "حملة مقاطعة مسلسل الخربة المسيء لبني معروف"، على خلفية الانتقادات التي وجهت للعمل بشأن تعمده الإساءة لطائفة الدروز. وأكد القائمون على الحملة أن دعوتهم ليس لها أي خلفية سياسية وإنما هي مجرد استبيان للرأي حول المسلسل، الذي يعتبروه مسيء لبني معروف ومجحف بحقهم. وكتبت مشاركة: "ياجماعة الموضوع مو قصة لهجة مابدنا نترك لب القصة ونتمسك بالقشور.. القصة قصة مبادئ و قيم.. وإذا بدنا نحكي باللهجة أي مو زابطة.. لازم المسلسل يعكس صورة واقع مو يأخذ الأشياء السلبية وينزل فيها مسخرة.. أنا عم أحكي من وجهة نظر موضوعية مع العلم إني مو من السويدا.. بس عندي رفقات كتير وأنا حسيت بالإساءة". واتفق معها أبو اسماعيل قائلاً: "ما يعرضه هذا المسلسل لا يعكس حقيقة مجتمعنا، فكان على صناعه التفريق بين الهزل والموقف المضحك من جهة وإهانة المجتمع من جهة أخرى، عبر تصويره بمظاهر غير صحيحة وغير لائقة". في المقابل، استنكر كثيرون الحملة المثارة ضد المسلسل، مؤكدين أن العمل لايخرج عن كونه مجرد عمل كوميدي. وفي هذا الاطار دافع أحد المشاركين عن "الخربة" قائلاً: "بزمان طالعو مسلسل حلبي زعلنا كتير لأن اللهجة كتير قاسية وما منحكي نحنا هيك بعد فترة سجلت فيديو لحديث بين أصدقائي وتفرجنا عليه.. طلعو الشباب مخففين كتير علينا ولهجتنا أتقل مما عرضت.. شباب هي خطوة إن كانت منيحه ولا عاطلة لكن بدون اتهامات إنهم عم يتمسخرو على أحد بالعكس أنا كتير حابب إني أزور السويداء بعد ها المسلسل لكثرة طيبة القلب الي طلعت بالمسلسل.. ومثلي كثيرين بس لتهدي الثورة السورية". وكتب وجدي "يا جماعة ليش معقدين الأمور.. خبروني شو اللي أزعجكم بالمسلسل.. اللي شايف إن النقد السياسي الاجتماعي هو اللي عم يشتغل أكثر شيء". بينما حرص وسيم على توضيح حقيقة الزي الذي يرتديه الفنان دريد لحام في المسلسل قائلاً: "ياجماعة أنا بحترم رأي الجميع وكل واحد حر برأيه بس حابب وضح شي مهم هاد اللباس اللي لابسه دريد لحام ورشيد عساف مو لباس دين يعني هم مو رجال دين لأن رجل الدين فى سويدا مابيصير يلبس العقال الأسود اللي مبين عندكم بالصورة (مرفقة بالتعليق) رجل الدين بيلبس لفة بيضة بس بدون عقال (شماخ)". وأشاد الكثيرون من جمهور موقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك" بالمسلسل. وكتب حسن صادق "من أرقى الكوميديا اللذي شاهدناها مؤخراً وأعتقد انه أصبح من الصعب أن يقدم ما هو أقل رفعنا المستوى اللى حدوده تحاكي العقل دون أن تقع ولو للحظة في التهريج المبتذل". وقال خالد أبو فخر: "عمل رائع بس مزودين موضع اللهجة شوى يعنى حاطين بهارات أكثر عليها". واتفق معه مشارك حيث قائلاً: "سؤال فني للعارفين بلهجة منطقة السويداء.. كلمة الاستنكار الي بستخدموها اهل الخربة (يقي) بالانجليزي yucky هل هي كلمة مستخدمة فعليا و دارجة أو انها بالمسلسل فقط... ثلاث نقط وثلاث علامات تعجب وثلاث استفهام". وكتب حمدان، معترضاً على الانتقدات التى وجهت للمسلسل، "ما فهمت ليش عاملين صفحة ضد المسلسل وهو مسلسل كوميدي ما الو علاقة لا بسياسة ولا بغيره.. ولا صارت صفحات المعارضة لأي شي موضة هالأيام". وعلقت روز "عمل كتير حلو مو ناقصو إلا الفنان الرائع أيمن رضا كان بيعمل جو". وكتبت مشاركة "رشيد عساف بيجنن في هذا المسلسل.. كنت بعرف أنه قادر على تأدية الكوميديا بس ولا مرة شفته قبل هيك. أما في هذا المسلسل فعلاً بيظهر بصورة رائعة".