الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

نجدت أنزور يخوض جولة أخرى ضد الإرهاب في «جنود الله»

نجدت أنزور يخوض جولة أخرى ضد الإرهاب في «جنود الله»
19 نوفمبر 2010 20:25
بعد مسلسليه المثيرين للجدل (الحور العين) و(ما ملكت أيمانكم)، يستعد المخرج السوري الكبير نجدت أنزور لجولة أخرى مع الإرهاب والتطرف الديني من خلال تحويل رواية الكاتب السوري فواز حداد (جنود الله) إلى مسلسل تلفزيوني، يتوقع أن يكون واحداً من أهم الأعمال في موسم العرض الرمضاني القادم. وتجري حالياً مشاورات بين أنزور وحداد للوصول إلى صيغة إخراج الرواية كمسلسل تلفزيوني وفيلم سينمائي، وقد أسندت مهمة كتابة السيناريو إلى الروائي الشاب عبد الناصر العايد. تتناول رواية (جنود الله) الصادرة عن دار الريس موضوع التطرف الديني والإرهاب، على خلفية الأحداث الجارية في العراق، والاحتلال الأميركي لهذا البلد العربي، وما خلفه من مصائب للشعب العراقي. وتدخل في إطار السجال الفكري بين اليسار والأصولية الدينية المتطرفة الإسلامية والمسيحية. وتتحدث الرواية عن رجل خمسيني يساري يدعى (رياض) يقوم برحلة من سوريا إلى العراق للبحث عن ابنه (سامر) الذي التحق خلال فترة سفره بتنظيم القاعدة في العراق بقيادة (أبو مصعب الزرقاوي)، وخلال سير الأحداث تتكشف أمام القارئ كيف تتكون الخلايا الإرهابية والمنهج الفكري والعقائدي للأصولية المتطرفة، لتنتهي إلى فضح أمرين، أولهما الهدف الحقيقي من الاحتلال الأميركي للعراق، وما أسفر عنه من نتائج كارثية، وثانيهما تسلل التطرف الأصولي إلى العراق، بحجة مقاومة الاحتلال، والأفكار المسمومة التي يبثها في عقول الشباب، بحيث يصل بهم الأمر إلى تنفيذ عمليات انتحارية، غالباً ما يسقط فيها ضحايا مدنيون أبرياء، لا ذنب لهم. تفاصيل المعاناة ويشكل العمل الجديد خطوة أخرى في مشروع المخرج أنزور لمناهضة الإرهاب، لكن كثيراً من النقاد يعتبرونها خطوة فارقة، كونها تعتمد على نص روائي مهم ولكاتب متميز، فالرواية مليئة بالخطوط الدرامية وبالمحاكمات الأيديولوجية والعقائدية، فهي ليست نصاً رثائياً أو بكائياً على نتائج الحرب الأميركية وعربدة القاعدة في العراق، وإنما تخوض سجالاً عقلانياً لإدانة الاحتلال وإدانة التطرف والإرهاب على حد سواء. ويتوقع كثيرون أن يكون العمل غنياً من الناحية البصرية، ولاسيما أنه يتناول أحداثاً ساخنة، في بلد يعيش يومياً تفجيرات واغتيالات وعمليات انتحارية، ويبقي التحدي الأكبر أمام أنزور هو في تقديم عمل درامي يوازي الصورة الدامية التي يتابعها المواطن العربي في النشرات الإخبارية اليومية، دون أن يفرط بعناصر الدراما من حبكات وشخصيات، وهذا يعني تحويل الضحايا من أرقام إلى بشر لهم وجوه وأسماء وعائلات وأصدقاء، ويعني أيضاً الدخول في تفاصيل المعاناة اليومية للمواطن العراقي. لم تتبين بعد أسماء الفنانين الذين سيقومون بأداء الأدوار الرئيسية في هذا العمل، لكن كاتب السيناريو الروائي عبد الناصر العايد ماض في كتابة الحلقات بعد أن قدم ملخصاً درامياً للمخرج أنزور عن الرواية. يذكر أن في جعبة المخرج نجدت أنزور لهذا الموسم عملاً عن سيرة حياة الشاعر الفلسطيني الراحل الكبير محمود درويش كتب له السيناريو الأديب حسن م يوسف، وكان من المقرر أن يبدأ تصويره قريباً، إلا أن الحادث المفاجئ الذي تعرض له كل من بطل العمل ومنتجه فراس إبراهيم والموسيقار اللبناني مارسيل خليفة، سيؤجل التصوير لحين تعافي إبراهيم الذي أصيب ببعض الكسور في قدميه ويده اليمنى. وكان فراس إبراهيم ومارسيل خليفة الذي يتولى وضع ألحان الأغنيات والموسيقى في العمل، قد تعرضا لحادث سير على الطريق الدولي الرابط بين العاصمة دمشق ومدينة درعا خلال عودتهما من العاصمة الأردنية عمان، بعد لقاء مع أسرة الشاعر منذ أيام. انسحاب مثير للجدل من جهة أخرى، أثار نجدت أنزور سجالاً واسعاً إثر انسحابه من لجنة تحكيم المسابقة الرسمية للأفلام الروائية الطويلة في مهرجان دمشق السينمائي الثامن عشر، بعد اعتراضه على أسلوب التحكيم ومنح الجوائز، حيث نشب خلاف بين أنزور ورئيس لجنة التحكيم المخرج الروسي فلاديمير منشوف، إثر رفض أنزور منح الفيلم السوري (مطر أيلول) للمخرج عبد اللطيف عبد الحميد الجائزة البرونزية في المهرجان، مفضلاً عليه الفيلم الفرنسي أو الألماني أو الإسباني. وقال أنزور إن كون المهرجان يعقد في دمشق لا يعني أن نمنح فيلماً سورياً جائزة، مضيفاً أن الفيلمين السوريين (مطر أيلول وحراس الصمت) لا يستحقان جائزة في المهرجان، كما انسحبت من لجنة تحكيم المهرجان المخرجة المصرية ساندرا نشأت للسبب نفسه، وقد أعلن نجدت وساندرا عن مؤتمر صحفي سيعقدانه بعد اختتام المهرجان، لكن المؤتمر ألغي. لا سينما بكاميرا تلفزيونية ويقول أنزور إن السينما السورية لها تاريخ عريق يمتد إلى ثمانين عاماً، ومن المهم أن يتم تشجيعها، ولكن ليس بطريقة جوائز الترضية، وهو يرى أن واقع هذه السينما ليس على ما يرام، لأنها تفتقر للتمويل الكافي، ولا يمكن للأفلام السورية أن تنافس على مستوى عالمي، بهذه الإمكانيات الضعيفة، فكل ميزانية مؤسسة السينما السورية لا تكفي لتقديم جزء من فيلم بمستوى ما ينتج عالمياً. أما عن دور القطاع الخاص وما قدمه مؤخراً من أعمال سينمائية، فيرى أنزور أن للسينما شروطها وتقنياتها، ولا يمكن تصوير فيلم سينمائي بكاميرا ديجيتال تلفزيونية، ثم نقول إن هذه سينما، والتجارب التي قدمت في هذا الإطار، لا تعدو كونها سهرات تلفزيونية. لكن أنزور لا يقطع الأمل ويبث روح التفاؤل، ويقول إنه يتوقع دوراً مهماً للقطاع الخاص في ميدان السينما، من خلال إنشاء دور جديدة للعرض وتقديم أعمال سينمائية بميزانيات منافسة، خلال السنوات القادمة. وأعرب أنزور عن أسفه لتوقف تصوير فيلمه (الظلم ـ سنوات العذاب)، والذي يتحدث عن الاستعمار الإيطالي لليبيا، والآلام التي عانى منها الشعب الليبي لسنوات طويلة. وقال إنه يحاول إعادة بث الحياة في هذا المشروع الذي كان يراهن عليه كثيراً، ولاسيما أنه أخذ منه ثلاث سنوات من التحضير وحشدت له إمكانيات ضخمة، لكن اعتذار إيطاليا للشعب الليبي عن سنوات الاستعمار حال دون إكماله، وأضاف أنزور بأن هذا العمل لو قدر له أن ينجز لكان من أهم الأعمال السينمائية العربية، ولكان حصد جوائز مرموقة على مستوى السينما العالمية.
المصدر: دمشق
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©