الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

لمن يغني هؤلاء ؟

19 نوفمبر 2010 20:45
في جلسة جمعتني بأصدقاء قبل أيام تناقشنا فيها في عدد من الأمور، وفجأة دندن صديقي بأغنية قديمة لرباب، ودندن آخر بأغنية لعبد الله الرويشد وبلا مقدمات تحولت دفة الحوار إلى الأغنية وماذا أصابها خلال السنوات القليلة الماضية، وما هو الفرق بين أغان صدح بها فنانون في الثمانينات وأغانٍ أخرى تخرق الأسماع الآن، ولا يمكن أن تظل بالذاكرة أكثر من لحظات بعدها تختفي كما يختفي أي شيء غير ذي قيمة؟ لا أزعم أنني في هذه الزاوية سوف أقيِّم الغناء في العالم العربي خلال العقدين الماضيين على الأقل، فالموضوع تحدث فيه الآلاف غيري وعقدت الندوات والمهرجانات لتقييم هذا الأمر، لكن ما أقصده في هذه السطور هو لماذا ظلت أغنيات قديمة في الذاكرة على مدى سنوات في حين تبخرت أخرى بمجرد خروجها إلى النور؟ وحسب معلوماتي المتواضعة في هذا المجال فإن ما يحظى به الغناء من اهتمام الآن سواء من خلال الشركات التي ترعى الفنانين، أو القنوات التي لا هم لها سوى ترويج هذه الأغنيات على مدى ساعات النهار لا يقارن بما كان قبل عشرين عاما، عندما كان صوت الفنان هو رأسماله في الوصول إلى الجماهير.. لن أكون تقليديا وأقارن بين عمالقة الفن في الخمسينات والستينات وبين ما نسمعه الآن بل هي مقارنة بين أبناء جيل واحد وقفت الظروف حائلا بين مجموعة منهم، فيما تهيأت لآخرين كل سبل النجاح، والنتيجة من وجهة نظري محسومة للجيل الذي لم تخدمه ظروف الفيديو كليب والفضائيات والشركات الراعية والمنتجون الذين ينفقون بسخاء على أغنيات لا تستحق حتى مجرد ذكر أسماءها. لقد أقيمت خلال السنوات الماضية عشرات المسابقات التي كان الهدف منها اكتشاف وتقديم فنانين، وعندما قدم الفنانون أنفسهم إلى الجمهور سرعان ما اختفوا بعد أول أغنية، وكأن الجمهور الذي لم يخترهم يقول لهم يكفي أغنية واحدة. والخلاصة هي أن الذوق العام فسد بدرجة كبيرة جدا، لدرجة أصبحت تهدد كل جميل بعد أن باتت العملة الردئية قادرة علي إزاحة العملة الجيدة، فقد باتت تفاهة الكلمات وسطحية اللحن وانعدام شخصية الفنان هي تذكرة المرور إلى الجماهير التي تصرعها الموضة، والخوف أن تتسرب إلى النفوس قناعة أن ذلك هو الفن، وأغلب الظن أن الغالبية العظمى من فناني اليوم أنفسهم يعلمون أن ما يقدمونه ليس فنا بل هو «أكل عيش» كما يقول المصريون، أما الفن الجميل والذي تتناسق فيه الكلمات مع اللحن مع صوت المغني فلا مجال له في دنيا الفيديو كليب من أجمل الأغاني الجديدة التي قدمها الفنان الكبير عبد الله رويشد« وحشت الدار « وتقول كلماتها : وحشت الدار يا حبيب... وحشت الدار... وحشنا قلبك الطيب... وحشت الدار واحشنا ولا تمر شالمانع عسى ماشر...لا طاري ولا أخبار وحشت الدار مو بس الدار ولهانه مو بس الدار ...شيّر سكتنه وأغصانه مو بس الدار فريج أظلم بعد عينك... وكل شيء يسألك وينك لا طاري ولا أخبار... وحشت الدار حمام الدار سافر لك حمام الدار ترك عشه ورحل يمك حمام الدار مو بسك عاد متغيب كفاية يا حبيّب لا طاري ولا أخبار ... وحشت الدار إبراهيم العسم
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©