الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
19 نوفمبر 2010 20:45
سمي الإنسان إنساناً من الأُنس والمؤانسة، فيستأنس به أخوه، ويستأنس هو بأخيه.. عندما نتألم نقول «أخ» أو «آخ» فمن منا الذي لم يقل «أخ» شكوى أو «أخ» نجدة، أو»أخ» غضب! يعرف الأخ في الشدة، والأخوة ليسوا من ولدتهم أم واحدة، فرب أخوة لنا لم تلدهم أمهاتنا! والأخ الصديق الصدوق، كنز لا يفرط به، فهو السند والعون، والستر والصون، وأغلى ما يملكه الإنسان إخوة وأصدقاء يجدهم حيثما حلّ ونزل، فالإخوة والأصدقاء بلسم الروح والقلب والوجدان، خاصة في هذا الزمن المادي المتسارع، فلا وقت لكل ما يغني، ودوامة الحياة اليومية الاستهلاكية تطحننا وتسرق منا أجمل ما فينا، لتحوّلنا إلى أجساد خاوية من الروح والمعنى والإحساس، لا نكاد نقف إلا على شكليات زائفة، تجعلنا آلات صمّاء، تدور وتدور، بلا إحساس.. قيل: خير ما اكتسب المرء الإخوان، فإنهم معونة على حوادث الزمان، ونوائب الحدثان، وعون في السرّاء والضرّاء. ومن كلام علي بن أبي طالب «كرم الله وجهه»: عليــك بإخــوان الصفــا فإنهــم عمــادٌ إذا اســتنجدتهم وظُهــورُ وإن قليلاً ألفُ خــــِلٍّ وصاحـــب وإنَّ عدداً واحداً لكثيرُ قال لبيد بن ربيعة: ما عاقب المرءَ اللبيب كنفســــِهِ والمرءُ يصلحــه الجليـس الصالحُ قيل لابن السماك: أي الإخوان أحبُّ إليك؟ قال: الوافر دينه، الوافي عقله، الذي لا يملَّك على القرب، ولا ينساك على البعد، إن دنوت داناك، وإن بعدت عنه راعاك، وإن استعنت به عضدك، وإن احتجت إليه رفدك، وتكون مودة فعله أكثر من مودة قوله.. وأنشدوا في هذا: إنَّ أخاك الصديق من يسعى معكْ ومـــــن يضـــرُّ نفســـه لينفعــكْ ومن إذا ريــــب الزمــان صَدَعَـكْ شــتتَ فيــك شمــله وجمـــعكْ قال أبو تمام: مَن لي بإنســــــانٍ إذا أغضبتـــهُ وجهلــتُ كان الحلــمَ ردُّ جوابــه وإذا صَبَوْتُ إلى المدام شـــــربت من أخلاقه وســكرت مـــن آدابِهِ وتراه يصــغي للحديـث بطرفــــه ويقلبــــــــــه ولعلَّـــهُ أدرى بــهِ قيل لخالد بن صفوان: أي الإخوان أحبُّ إليك. قال: الذي يسدُّ خلتي، ويغفر زلَّتي، ويقيل عثرتي. وقال بشار بن برد: إذا كنــت في كل الأمــور معاتبــاً صَديقَــكَ لَمْ تَلْقَ الذي لاَ تُعَاتبُهْ فعش واحداً أو صل أخاك فإنـــه مقــــــــارف ذَنْبٍ مَرَّة ً وَمُجـَانِبُهْ إِذَا أنْتَ لَمْ تشْربْ مِراراً علَى الْقذى ظمئـتَ وأي الناس تصفو مشاربه قال النبي صلى الله عليه وسلم: «الأرواح جنود مجندة، فما تعارف منها ائتلف، وما تنافر منها اختلف».. وقال صلى الله عليه وسلم: «إن روحَيْ المؤمنين ليلتقيان من مسيرة يوم، وما رأى أحدها صاحبه» وفي ذلك قال أحدهم: هويتُكم بالسمع قبـــل لقائكـــم وسمع الفتى يهوى لعمري كطرفِهِ وخُبِّرتُ عنكـــم كلَّ جــودٍ ورفعةٍ فلما التقـــــينا كنتم فوق وصفهِ قال بعض الحكماء: إذا وقع بصرك على شخص فكرهته فاحذره جهدك. ويقول المثل: القلوب شواهد. وقال بعضهم: وكنت إذا الصديــقُ أراد غيظــي وشـــرَّقني عـــلى ظمــأ بريقــــي غفرت ذنوبه وكظمــــت غيضــي مخافــة أن أعيـــش بلا صــديق ولغةً: أَخُّ كلمةُ توجع وتأَوُّه من غيظ أَو حزن. والأَخُّ والأَخَّةُ: لغة في الأَخِ والأُخْتِ. إسماعيل ديب
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©