الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

تغطية قضايا العمال مليئة بالتحديات والمخاطر.. لكن النتائج إيجابية

تغطية قضايا العمال مليئة بالتحديات والمخاطر.. لكن النتائج إيجابية
19 أغسطس 2015 23:05
أنور أحمد* أضحت تغطيتي لأخبار العمال الكادحين تحت حرارة الشمس الحارقة داخل مواقع الإنشاء وخارجها عملاً معتاداً لي خلال السنوات الثلاث الماضية في أبوظبي. وفي أثناء إعدادي لتقارير صحفية عن أماكن إقامة العمال، التقيت وتفاعلت مع كثيرين من دول مثل الهند وباكستان وبنجلادش ونيبال وإندونيسيا وتايلاند والفلبين وعرب، وساعدني على ذلك قدرتي على التحدث باللغات الهندية والأوردية والعربية والإنجليزية. وبالطبع، لم تكن كتابة التقارير عن نمط حياة العمال داخل وخارج أماكن إقامتهم بالأمر الهين، ففي كثير من الأحيان، تم خطف هاتفي المحمول من قبل أشخاص غاضبين، وتعرضت للتهديد، وبعد كثير من محاولات الإقناع كانوا يعيدونه إلى بعد حذف الصور التي التقطها. وكما في وطني الهند، البالغ تعداد سكانه 1.25 مليار نسمة، تعتبر التعددية الثقافية في الإمارات ملمحاً أساسياً، حيث تستضيف الدولة أشخاصا من مختلف الثقافات، وتمنحهم حرية الممارسة الدينية كاملة. ويقطن في الإمارات أُناس من كل الأطياف والألوان والثقافات، لذا، إذا كان الشخص يجيد التحدث بلغات متعددة، يمكنه عندئذ التواصل مع كثيرين. ولعل إجادتي للغة العربية الفصحى كان ذا أهمية كبيرة بالنسبة لي هنا، فعندما أتفاعل بالعربية مع المواطنين أشعر بالرضا. وأحيانا، عندما يُطلب مني عمل تقرير عن الأنشطة غير القانونية للعمال مثل المقامرة أو بيع الكحوليات خارج أماكن الإقامة، أضطر لإخفاء هويتي والتسلل بينهم كعامل، كي لا أتعرض للأذى. وربما كانت التقارير التي أعددتها عن الأسواق غير المرخصة خارج أماكن إقامة العمال سبباً في قيام الجهات المسؤولة بالتخلص من الفوضى وإخلاء المنطقة. وإذا أراد المرء التعرف حقيقة على طعام العمال وطريقة حياتهم اليومية، فعليه قضاء قدر كبير من الوقت معهم وتناول الغداء بجوارهم. وقد تذوقت وأكلت في أحيان كثيرة مع العمال بأماكن إقامتهم للوقوف على جودة الطعام، وحتى أنني جلست معهم مرات كثيرة في ممرات المشاة، حيث يتناولون طعامهم، لفهم السبب وراء عادة الأكل بالشوارع. وأشعر بالرضى الآن لأن جهودي تثمر في جذب انتباه الجهات المسؤولة ومن ثم فقد تحسنت حياة العمال بشكل كبير. وقد منحني عملي كصحفي ميزة كبيرة، ومكنني من تقاسم المعاناة مع بعض المقيمين، وتسليط الضوء على أحوالهم، وإيصالها للمسؤولين ومساعدتهم على حل المشكلات التي يواجهونها. فعلى سبيل المثال، هناك أكثر من 2.6 مليون هندي، و1.2 مليون باكستاني، و700 ألف بنجالي، وزهاء 300 ألف نيبالي يعيشون بالإمارات، يتحدثون عموماً الأوردية والهندية، ولكن قليلاً منهم يفهم اللغة العربية الفصحى جيداً. وإن كان كثيرون يتحدثون العامية، لكنها لا تجدي في المؤتمرات، حيث يتكلم المشاركون في الأغلب بالفصحى. ورغم ذلك، تحول إدراك المواطنين بشكل كبير، وأصبح الأشخاص الذين كانوا في السابق ينأون بأنفسهم عن الحديث إلى وسائل الإعلام، يدركون دورها ويتعاونون معها. وبدا الحصول على معلومات من بعض الجهات، التي تعاملت معها، أصعب مما تصورت، إذ يستغرق الأمر شهوراً ليردوا، وأحياناً لا يردون على الإطلاق. والحقيقة، فإن هذه الجهات ستتمكن في حالة تعاونها مع الإعلام، من طرح خططها بصورة أفضل وبث الثقة وإيصال رسالة تعكس اهتمامها الفعلي بالمجتمع. وفي ضوء التعددية الثقافية هنا، لم أشعر أبداً بأنني غريب، وكانت أسعد لحظات حياتي عندما هبطت في مطار دبي في نوفمبر عام 2006. وبعد قضاء 9 أعوام في الدولة، أصبحت وطني الثاني، بينما يكبر أبنائي ويذهبون إلى المدارس، وحيث يتوفر الأمن والسلامة لكل مقيم على أرضها. * صحفي في جريدة «ذا ناشيونال» Anwar@thenational.ae
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©