الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

«يو أس آيه توداي» تطالب «الفيفا» بالتحقيق في ملابسات مونديال 2022

26 ديسمبر 2017 03:06
دينا محمود (لندن) صعّدت وسائل الإعلام العالمية لليوم الثاني على التوالي، حملتها الرامية لدفع الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) لإجراء تحقيقات تستهدف كشف الملابسات المشبوهة التي حصل النظام القطري في إطارها على حق استضافة مونديال 2022. وبعد يوم من إبداء صحيفتي «الجارديان» و«ديلي ميل» البريطانيتين اهتماماً كبيراً بالأدلة التي كُشف عنها مؤخراً وتثبت شراء الدوحة لأصوات بعض أعضاء اللجنة التنفيذية لـ «الفيفا» من أجل ضمان الفوز بتنظيم المونديال، وهي الأدلة التي أُميط عنها اللثام خلال ما بات يُعرف بـ «محاكمة الفيفا» في نيويورك، دخلت وسائل الإعلام الأميركية على الخط، عبر توجيهها دعوات ضمنية لرئيس الاتحاد الدولي جياني إنفانتينو للتدخل والتحقيق في هذا الملف. وفي تقرير إخباري مطول حمل عنوان «على إنفانتينو أن يثبت التزام الفيفا بالتطهير»، طرحت صحيفة «يو أس آيه توداي» سؤالاً مفاده، هل سيأمر رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم بإجراء تحقيق بشأن الاتهامات الجديدة المتعلقة بتقديم رشاوى مرتبطة بالعرض الذي قدمته قطر لاستضافة كأس العالم عام 2022 أم لا؟. وشدد التقرير على أن الاتهامات التي أُثيرت أمام المحكمة الفيدرالية الأميركية التي نظرت قضية فساد «الفيفا»، حول ممارسات فساد واسعة شابت الملف القطري «خلّفت سحابةً جديدة (من الشكوك) حول السلوك» الذي اتبعته الدوحة خلال عملية التقدم بعرضها لتنظيم البطولة، وأثناء الفترة السابقة لجولات التصويت التي أُجريت في مدينة زيوريخ السويسرية أواخر عام 2010. وأشارت الصحيفة إلى الإفادات الحافلة بأدلة إدانة قطر، والتي وردت على لسان عدد من شهود الإثبات خلال جلسات المحاكمة التي شهدتها نيويورك على مدار الأسابيع الماضية، ومَثُلَ أمامها خوان أنخل ناباوت الرئيس السابق لاتحاد الأوروجواي لكرة القدم، ومانويل بورجا الرئيس السابق للاتحاد البيروفي، وخوسيه ماريا مارين الرئيس السابق أيضاً للاتحاد البرازيلي، بتهمة التآمر على الاحتيال والابتزاز وغسل الأموال. فقد أكد أكثر من شاهد استمعت إليهم المحكمة أن النظام القطري وضع «خطة واسعة النطاق»، لشراء أصوات مسؤولين بارزين في «الفيفا» خاصة الأعضاء المُمثلين لأميركا الجنوبية في اللجنة التنفيذية للاتحاد، وهم خوليو جرندونا الرئيس السابق للاتحاد الأرجنتيني لكرة القدم والنائب السابق لرئيس الاتحاد الدولي للعبة، بجانب نيكولاس لويز الرئيس السابق لاتحاد أميركا الجنوبية للكرة وهو من باراجواي، والبرازيلي ريكاردو تيشيرا الذي استقال من اللجنة التنفيذية في مارس 2012. وتضمنت الخطة تقديم رشوة لـ «جرندونا» تراوحت التقديرات بشأنها من مليون إلى مليون ونصف المليون دولار، فضلاً عن رصد رشاوى تصل قيمتها إلى 15 مليوناً أخرى، عُرِضت على ستة آخرين من مسؤولي كرة القدم اللاتينيين، خلال جلسة عُقدت في مدريد عام 2010، وضمت كذلك شخصيةً قطريةً قُدِمت على أنها ممثلٌ لشبكة تليفزيونية في هذا البلد. وقالت الصحيفة في إشارة إلى الأضرار التي لحقت بصورة الاتحاد الدولي لكرة القدم بسبب ما كُشف عنه من فضائح قطرية متصلة بمونديال 2022 «إنه في الوقت الذي يُسدل فيه الستار على محاكمة نيويورك، بتوجيه الإدانة إلى اثنين من المتهمين ومواصلة المداولات بشأن المتهم الثالث، فإن الجهة المنظمة لشؤون كرة القدم في العالم لم تُظهر أن ثقافة الفساد التي أصابت عالم الكرة، قد تم اجتثاثها من جذورها». وأشار تقرير الصحيفة إلى أن مسؤولين سابقين في «الفيفا» لا يزالون يشككون في مدى التزام قيادتها الحالية، وعلى رأسها إنفانتينو بـ «إبعاد العناصر المارقة» بشكلٍ مجدٍ وفعال. وشدد في دعوة ضمنية أخرى لرئيس «الفيفا» للتحرك على صعيد تنظيف سجل الاتحاد الملوث بممارسات الفساد على أن الفرصة الآن سانحةٌ لـ «إنفانتينو» لإظهار مدى التزامه حقاً بإصلاح «الفيفا»، تلك المؤسسة غير الهادفة للربح نظرياً، والتي تنفق رغم ذلك (أموالاً طائلة) على مشروعات مُفعمة بالخيلاء والتفاخر، مثلها مثل أغنى الكيانات الخاصة. واعتبر التقرير أن جياني إنفانتينو في «موقع ملائم لتشكيل مستقبل الفيفا»، مُستعرضاً في هذا السياق المسيرة المهنية لذلك الرجل الذي كان أميناً عاماً للاتحاد الأوروبي لكرة القدم، كما شغل عضوية لجنة إصلاح الاتحاد الدولي للعبة في عام 2015، وهو ما مثّل بالنسبة له مفتاحاً لتولي رئاسة الاتحاد في نهاية المطاف، بعدما أدت المخالفات المالية إلى الحيلولة دون ترشح النجم الفرنسي المعتزل ميشيل بلاتيني لهذا المنصب، رغم أنه كان المرشح الأوفر حظاً لخلافة الرئيس السابق سيب بلاتر. وعلى صعيد متصل بملف مونديال 2022 المكتظ بفضائح الفساد وانتهاك حقوق العمالة الوافدة المشاركة في تشييد المرافق التي يُفترض أن تستضيف المنافسات والمنتخبات المشاركة فيها، كشفت وسائل إعلام آسيوية النقاب عن تحذيرات شديدة اللهجة، وجهتها مجموعة من المنظمات غير الحكومية في كمبوديا لعمال هذا البلد من مغبة التوجه إلى قطر للعمل هناك. وأفادت صحيفة «خمير تايمز» الكمبودية بأن هذه المجموعة أعربت عن قلقها إزاء أوضاع العاملين في مشروعات التشييد والإنشاءات العقارية في هذا البلد، وذلك في ظل أنباء عن إمكانية بدء تسفير عمال كمبوديين للعمل هناك قريباً. وأبرز تقرير للصحيفة، ندوةً عقدتها تلك المنظمات غير الحكومية لتسليط الضوء على معايير سلامة العمالة المُهاجرة العاملة في مجال الإنشاءات، وذلك بهدف تعريف العمال الكمبوديين بحقوقهم في هذا الشأن، بعدما طلبت الحكومة القطرية تسفير مئة ألف من هؤلاء العمال للعمل في أراضيها، للتعويض على ما يبدو عن إحجام عمال الدول الأخرى عن السفر إليها خوفاً على حياتهم. وقال نشطاء كمبوديون إنه تم الاتفاق في نهاية المطاف على أن يتم إرسال 33 ألف عامل كمبودي للعمل في مواقع إنشاءات، وهو ما دفع المنظمات غير الحكومية في البلاد إلى الإعراب عن قلقها. وأشار هؤلاء النشطاء إلى أن تلك المنظمات لا تعلم حتى الآن بالموعد الذي سيتم فيه إرسال أولئك العمال إلى قطر، ولكنها آثرت «عقد الندوة لجعل العمال على دراية كاملة (بالوضع في قطر) ولمنحهم معلوماتٍ تفصيلية (بشأنه) قبل اتخاذ قرار بالهجرة للعمل» في هذا البلد المعروف بانتهاكه لحقوق العمال الأجانب الموجودين على أراضيه. وأشار «داي تيهويا» المسؤول البارز في مجموعة «سنترال» المعنية بحقوق العمال في كمبوديا إلى الانتهاكات الواسعة التي لحقت بعمالٍ من دول آسيوية فقيرة أخرى توجهوا إلى قطر على مدار الأعوام الماضية. وأضاف «هناك عمالٌ من نيبال عانوا (من انتهاكاتٍ) في قطر. وبعضهم ماتوا. ولهذا نريد أن نطلع (العمال الكمبوديين) على هذه المعلومات حتى يفهموا» حقيقة الوضع. وكانت وسائل إعلام عالمية قد أشارت إلى ارتفاع معدل الوفيات بين العمال النيباليين الموجودين في قطر، إلى حد أن إحدى الإحصائيات أفادت بأن هؤلاء العمال يلقون حتفهم هناك بمعدل عاملٍ واحد كل يومين. كما كُشِف النقاب عام 2015 عن أن ألف عامل تقريباً من العمال الأجانب المشاركين في تهيئة البنية التحتية الخاصة بكأس العالم 2022 قد فارقوا الحياة خلال وجودهم في قطر. وقال «يان ثي»، وهو مسؤولٌ في اتحاد نقابات عمال البناء والأخشاب في كمبوديا، إن بعض العمال لم يكونوا على علمٍ «بالمشكلات التي يُحتمل» أن يعانوا منها إذا ذهبوا للعمل في قطر. وأشار إلى أن هناك عمالاً يهرعون للموافقة على الحصول على أي فرصة عملٍ في الخارج دون تفكير «إذا وعدهم أحدٌ بمنحهم رواتب كبيرة».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©