تعتزم شركات سنغافورية عرض حلولها المتطورة لإدارة الموارد المائية، خلال مشاركتها في الدورة الثانية من القمة العالمية للمياه بأبوظبي في يناير المقبل، بالتزامن مع القمة العالمية لطاقة المستقبل التي تستضيفها «مصدر».
وبحسب بيان صحفي صادر عن القمة، تم عقد ورشة عمل خاصة بالتعاون مع جمعية المياه السنغافورية، حيث ستطرح نحو 15 شركة سنغافورية حلولاً متطورة تستهدف فرص الأعمال المتاحة، وذلك ضمن إطار الجهود الحثيثة المبذولة لمجابهة قضية شح الموارد المائية في المناطق الجافة حول العالم.
وأضاف أن التوقعات تشير إلى نمو حجم الطلب الإجمالي على المياه في أبوظبي وحدها بنسبة 123% بحلول عام 2030، ويشكل اعتماد الغالبية من دول مجلس التعاون الخليجي على تحلية مياه البحر لإنتاج ما يعادل 90% من حجم حاجتها إلى مياه الشرب تحدياً كبيراً، إذ أنها تزيد من حجم إنفاق هذه الدول والبصمة البيئية لقطاع الطاقة المحلي فيها. وأشار إلى إحصاءات صادرة عن جهات حكومية تظهر أن الإنتاج السنوي لدولة من مياه الشرب عبر تحلية ماء البحر قد بلغ 1,7 مليار متر مكعب، إضافة إلى 600 مليون متر مكعب من مياه الصرف الصحي المعالجة، يتم استخدامها بشكلٍ رئيسي في الري، وتقوم إمارة أبوظبي بالتخلص من نسبة 45% من مياه الصرف الصحي لديها بضخها إلى البحر أو الصحراء.
وقال آرا فيرنزيان، مدير عام فرع الإمارات في شركة ريد للمعارض، إن تطوير الخيارات الأقل تكلفة والأكثر مراعاة للبيئة، مثل تقنيات معالجة مياه الصرف الصحي وإعادة استخدامها، من القضايا الملحة أصبحت بالغة الأهمية في العصر الحالي. وأضاف أنه في ضوء الرؤية الاقتصادية 2030 لإمارة أبوظبي، تعمل بلدية مدينة أبوظبي على إدماج مخططات خاصة لنظام ريٍ أكثر مراعاة لمعايير الاستدامة، في حين كشفت هيئة البيئة أبوظبي مؤخراً عن استراتيجية جديدة لإدارة المياه، إضافة إلى خطة عمل شاملة للفترة بين عامي 2014 و2018. وأوضح أن أبوظبي تحرص على اتباع مقاربة مبتكرة متكاملة لإدارة المياه، وتلعب دوراً مهماً في تحقيق التنمية المستدامة للبنية التحتية الخاصة بالمياه في الإمارة والمنطقة.
ووفقاً للبيان، حققت سنغافورة نجاحاً على مستوى العالم في إدارة الموارد المائية، وتعتبر مياه علامة «نيو ووتر» التجارية المعاد تدويرها من المصادر الرئيسية للمياه على المستوى الوطني، وتشغل حالياً أربع محطات للمعالجة بقدرة إنتاجية تعادل 15% من الاحتياجات المحلية، وتعتزم العلامة التجارية افتتاح محطة خامسة لرفع طاقتها الإنتاجية إلى 30%.
وأضاف أن سنغافورة تمتلك أضخم محطة لتنقية المياه باستخدام الأغشية نصف النفوذة في آسيا، وتنتج 30 مليون جالون من المياه يومياً وتلبي 10% من حجم الطلب المحلي على المياه.
وقال فيرنزيان، إن المناطق الجافة في الشرق الأوسط تسعى إلى التوصل إلى مقاربة متعددة الأوجه لإدارة المياه، وتستثمر حكوماتها بشكل مكثف في مشاريع تطوير الموارد المائية، وتقدر قيمة سوق البنى التحتية للمياه ومياه الصرف الصحي وحدها بحوالي 9 مليارات دولار، الأمر الذي يتيح فرصة استثنائية للشركات السنغافورية للتوسع إلى أبوظبي والمشاركة في تلبية احتياجات المنطقة.
وتقام فعاليات عام 2014 من القمة العالمية للمياه بالتزامن مع القمة العالمية لطاقة المستقبل» وتستضيفها «مصدر» مبادرة أبوظبي متعددة الأوجه للطاقة المتجددة، ضمن فعاليات «أسبوع أبوظبي للاستدامة» الذي يقدم منصة نموذجية لمواجهة التحديات المشتركة، التي تبرز في ضوء تسارع انتشار مبادئ التنمية المستدامة والاعتماد على موارد الطاقة المتجددة حول العالم، وتهدف الجولة الدولية لفريق القمة العالمية للمياه إلى تسليط الضوء على الفرص المتاحة ضمن قطاع المياه في دول مجلس التعاون الخليجي، وتشجيع الحوار وتعزيز أواصر التعاون الدولي أثناء فعاليات دورة عام 2014 من القمة، عبر توقفها في العديد من المحطات العالمية، بما يتضمن اليابان وفرنسا وسنغافورة والمملكة المتحدة، لتستكمل طريقها مروراً بسويسرا وألمانيا وهولندا والولايات المتحدة الأميركية خلال الأشهر المقبلة.
وفي ضوء النجاح الباهر الذي حققته دورتها الافتتاحية، تشير التوقعات إلى استقطاب «القمة العالمية للمياه» 2014 لمجموعة من أبرز الوفود الدولية والمئات من الشركات العارضة، لتقدم طيفاً واسعاً من الفرص المتاحة أمام الشركات والمستثمرين وصناع السياسات الحكومية لتطوير أجنداتهم الخاصة بالموارد المائية.
وتحظى الدورة الثانية من القمة بدعم عدد من الشركاء المحليين، منها وزارة البيئة والمياه، وهيئة مياه وكهرباء أبوظبي، وهيئة البيئة بأبوظبي، وشركة أبوظبي لخدمات الصرف الصحي، ومكتب التنظيم والرقابة.
عدد اليوم
