الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

فتاوى

فتاوى
23 أغسطس 2011 22:47
لقد أفطرت في رمضان الماضي 3 أيام بسبب السفر فهل يجوز لي صيام رمضان هذه السنة لو لم أقض الأيام الفائتة؟ صيامك صحيح حتى ولو لم تقض تلك الأيام التي أفطرتها من رمضان الماضي. والذي يترتب عليك في تأخير القضاء هو بقاء تلك الأيام في ذمتك حتى تقضيَّها ويجب أن تدفع فدية إطعام مسكين عن كل يوم تأخر قضاؤه بلا عذر، قال العلامة محمد غنيم النفراوي رحمه الله في الفواكه الدواني: (من فرط في قضاء رمضان إلى أن دخل عليه رمضان آخر فإنه يجب عليه التكفير بإخراج مد عن كل يوم يقضيه يدفعه لمسكين واحد...). وعلى هذا فعليك أن تبادر إلى قضاء الأيام الثلاثة قبل رمضان، وإذا فرَّطت في ذلك فعليك أن تقضيها بعد رمضان وتطعم ثلاثة مساكين لكلٍ مُدٌّ من غالب القوت، وهو ما يعادل تقريبا 555 جراماً من الأرز، أو قيمتها. إذن يجب عليك أن تصوم رمضان، وصومك صحيح حتى ولو بقي في ذمتك أيام من رمضان الماضي، وتأخير القضاء لغير عذر حتى يدخل رمضان التالي لا يجوز، ويترتب عليه بقاء تلك الأيام في الذمة حتى تُقضى مع إطعام مسكين عن كل يوم يتأخر قضاؤه، والله تعالى أعلم. ما مقدار «المُدّ» عند الفقهاء قديماً وحديثاً، وهل هنالك فرق بين إطعام المسكين في الكفارات وفي الفدية؟ المُد هو ملء اليدين المتوسطتين لا مقبوضتين ولا مبسوطتين، قال العلامة النفراوي رحمه الله في كتابه الفواكه الدواني: (والمُد حفنة وهي ملء اليدين المتوسطتين لا مقبوضتين ولا مبسوطتين...). وكل من أخرج كفارة أو فدية بهذا التقدير فهو مصيب حتى ولو اختلفت التقديرات من منطقة إلى أخرى، وذلك لأن الكيل هو الأصل لا الوزن، وأن الخطاب الشرعي مبني على التيسير، وقد قدر الفقهاء وزن المُد النبوي من الحبوب المتداولة كالشعير ونحوه بالرطل البغدادي الذي كان معروفا، قال العلامة النفراوي رحمه الله في الفواكه الدواني: (...ووزنه رطل وثلث بالبغدادي.. كل رطل مائة وثمانية وعشرون درهما بالوزن المكي.. ووزن الدرهم خمس خمسون حبة من متوسط حبوب الشعير). ومن المعروف أن وزن الدرهم هو سبعة أعشار وزن الدينار أو المثقال، قال العلامة الحطاب رحمه الله في مواهب الجليل: ( ... الدرهم سبعة أعشار الدينار). ووزن المثقال اليوم هو: 4.25 جرام. وبعد تطبيق القواعد الحسابية التي تجسد تقدير الفقهاء لوزن المد حصلنا على أن وزن مد الشعير هو: 510 جرامات. ويمكن الحصول على نفس النتيجة تقريبا باعتبار أن وزن الدرهم الشرعي هو وزن 50.4 حبة شعير، قال العلامة خليل رحمه الله: (... رطل: مائة وثمانية وعشرون درهما مكيا، كل: خمسون وخمسا حبة، من مطلق الشعير). أما عن سؤالك المتعلق بإطعام المسكين في الكفارات والفدية، ففي فدية الأذى في الحج، يعطى كلّ مسكين مدين، قال العلامة خليل رحمه الله في تحديد فدية الأذى: (وهي نسك بشاة فأعلى، أو إطعام ستة مساكين لكل مدان...). وإطعام المسكين في الكفارات، وفي فدية الصوم يجزئ فيه مد واحد، وتندب الزيادة على المد في كفارة اليمين حسب يسر الناس، قال العلامة الباجي رحمه الله في المنتقى: (والإطعام في كفارة اليمين مد بمد النبي صلى الله عليه وسلم، وهذا في المدينة لضيق أقوات أهلها واختار أشهب بمصر مدا وثلثا واختار ابن وهب مدا ونصفا لكل مسكين لسعة الأقوات بها قال ابن المواز ولو أخرج بها مدا أجزأه)، والله تعالى أعلم. في دارنا امرأة تصيب بالعين، وأنا أتكلم معها، ولكن أخاف منها كثيرا وأشعر أنها سوف تحسدني على أي كلمة، لأنها لا تنجب الأولاد وزوجها عسر، وتحسدني على أي شيء، وأتوتر من الحديث معها، ولكن أقول إني أريد أن لا أتكلم معها لهذا السبب فأحزن عليها لبقائها وحيدة فأضطر للكلام معها، فماذا أفعل؟ واعلمي أن الأصل هو حسن الظن بالمسلم، وحمل تصرفاته على محملٍ حسنٍ، كما لا يجوز للمسلم هجر أخيه المسلم، فلا يجوز للمسلمة أن تهجر أختها، إلا إذا تأكدتِّ من أن هذه المرأة حاسدة، وتكرر الأمر منها، وتبين لك هذا بما لا يدع مجالاً للشك، وعهدتِّيه عليها، فحينئذٍ يجوز لك شرعاً أن تهجريها اتقاءً لشرها، وتجنباً لأذاها، ويجوز أن يطول الهجر فوق ثلاث ليال طالما وُجدت مصلحة شرعية تقتضي زيادة مسافة الهجر وهي أنك تخافين على نفسك من شرها وأذاها. قال الإمام ابن بطال رحمه الله في شرح البخاري: «والذي عندي أن من خشي من مجالسته ومكالمته الضرر في الدين أو في الدنيا والزيادة في العداوة والبغضاء فهجرانه والبعد عنه خير من قربه لأنه يحفظ عليك زلاتك ويماريك في صوابك ولا تسلم من سوء عاقبة خلطته ورب صرم جميل خير من مخالطة مؤذية»اهـ. وإن كنا ننصحك أختي الكريمة أن تكوني قريبة منها حتى تنصحيها وتذكريها بالله تعالى، وتعينيها على طاعة الله، والمسلم الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم خير من المسلم الذي يعتزل الناس، ولعل وجودك إلى جوارها وصلتك بها خير من هجرها. وسواء هجرتيها أو لا فعليكِ أن تحافظي على الرقية الشرعية وتقرأيها على نفسك وعلى أولادك، ففيها تحصين لك ولأولادك من الحسد بإذن الله تعالى، والله أعلم. سمعت حديثاً يقول: «عليك بالجماعة فإنما يأكل الذئب من الغنم القاصية»؟ ما معنى الحديث، وما علاقة الذئب إذا كان المقصود صلاة الجماعة؟ نسأل الله العلي القدير أن يجعلك ممن يحافظ على الصلاة في الجماعة، والعبارة التي ذكرت وردت في حديث في المستدرك على الصحيحين للحاكم عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «ما من ثلاثة نفر في قرية ولا بدو لا تقام فيهم الصلاة إلا استحوذ عليهم الشيطان، فعليك بالجماعة، فإنما يأكل الذئب من الغنم القاصية». في هذا الحديث حث على صلاة الجماعة، قال العلامة ابن عبد البر رحمه الله في كتابه التمهيد: (قال زائدة يعني الصلاة في جماعة). وفي رواية أخرى في سنن الترمذي: «..عليكم بالجماعة وإياكم والفرقة فإن الشيطان مع الواحد وهو من الاثنين أبعد...». قال العلامة المناوي رحمه الله في فيض القدير: (أي أركان الدين والسواد الأعظم من أهل السنة أي الزموا هديهم فيجب اتباع ما هم عليه من العقائد والقواعد وأحكام الدين). والله تعالى أعلم.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©