الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
ألوان

«كازاخستان».. تبرز ميراث الأجداد في «زايد التراثي»

«كازاخستان».. تبرز ميراث الأجداد في «زايد التراثي»
26 ديسمبر 2017 00:04
أشرف جمعة (أبوظبي) ينثر مهرجان الشيخ زايد التراثي، على صفحة الحياة، عبق الموروث الشعبي الذي يحتفظ بمفردات عريقة لا تزال ساطعة رغم مرور الزمن، فحضارات الشعوب تتعانق مع زوارها يوميا في منطقة الوثبة في أبوظبي، فكل جناح يحمل للزوار قصص الماضي وحرف الأقدمين، وهو ما يجدد طبيعة الحياة ويعطي للأجيال الجديدة دفقة من الموروث، ولمحة تبرز ميراث الأجداد في أبهى صورة. ويبرز من بين أجنحة الدول المشاركة في المهرجان، الذي يستمر بإدهاش زواره حتى 27 يناير المقبل، جناح دولة كازاخستان الذي يستعيد زمن البداوة في جناح هذه الدولة التي تُسمى موطن الأحرار، حيث بينت الآثار القديمة أن كازاخستان كانت مأهولة منذ العصر الحجري الحديث بالبشر، واشتهرت بالصيادين ومربي الماشية وهو ما يجعلها تنطق بآيات الفن التي تزدهي في أروقة الدكاكين التراثية التي حملت عبق الماضي، من معروضات جلدية وحلي تقليدية وعسل من الطبيعة البكر وسيوف قديمة وعقود وأساور ولوحات تحاكي الطبيعة في جمالها الأثير. أزياء تقليدية وتتميز أزياء كازاخستان التقليدية، بجمالها الفريد وتصاميمها التي تعبر عن الطبيعة البكر التي تمتاز بها، وفي أحد الدكاكين التي عرضت الكثير الملابس التقليدية المطرزة ذات الألوان المبهجة، كان سيرجي ماسيموف يرتبها بعناية، مشيرا أنه ومنذ بداية المهرجان والحضور الكثيف يظلل ساحات جناح كازاخستان، ويهتم بالتعرف إلى تفاصيل الحياة اليومية في هذا البلد من خلال المعروضات، لافتاً إلى أن دكانه يتميز بالعديد من الأزياء التقليدية النسائية والرجالية بخيوطها اللامعة، وألوانها التي تمتزج بالفرح وأن الجمهور يفضل مثل هذه الأزياء، حيث إنه تفاجأ بأن سيدات من جنسيات مختلفة أقبلن على الجناح وطلبن العديد من الملابس الكازاخستانية التقليدية. ويرى ماسيموف أن المهرجان جعل العوالم التراثية تمتزج في إطار من التسامح والتقارب الإنساني، مبينا أنه عاش تجربة مختلفة من خلال الفعاليات العالمية اليومية، عبر البرنامج الذي يفيض بالجديد دوما، فضلاً عن الزخم الجماهيري والحضور اللافت للزوار من كل الأعمار ومختلف الجنسيات. ويجد أن مدة المهرجان التي تصل إلى نحو 60 يوماً تلاقي بظلالها على تعميق مفردات أصيلة في واقع الحياة يستفيد منها الجيل الجديد. أساور وخواتم أشكال مختلفة من الأساور والخواتم والأقراط، حرص إلجام ليمتوف على عرضها بشكل متناسق على واجهة دكانه، خاصة وأنها مطعمة بالعقيق ومصنوعة من الفضة والنحاس. يشير ليمتوف إلى أن أهم ما يميز هذه القطع أنها مصنوعة بشكل يدوي، وأن العديد من الأكسسوارات المعروضة تعبر عن تصاميم من الحياة القديمة للعائلات الكازاخستانية، ولفت النظر إلى أن أكثر رواد الدكان الذي تعرض فيه بضاعته في جناح كازاخستان من النساء، نظراً لاهتمامهن بالقطع التي تتحلى بالجودة والنسق التقليدي الذي أصبح صيحة في الوقت الحاضر. كما يشير إلى أنه استمتع بهذه التجربة التي جعله يتعامل مع جمهور من جنسيات مختلفة، ورجال ونساء وأطفال من الأعمار كافة. وأكد ليمتوف أنه لمس شخصيا مدى اهتمام الزوار بالموروثات الشعبية والصناعات التقليدية والحرف اليدوية لبلده، مؤكدا أن هذا التقارب الكبير بين الشعوب هو ما يعطي المهرجان زخما، ويجعل زيارته تتميز بطابعها الخاص، لتبدو وكأنها رحلة تغوص في بهاء الزمن القديم وتكتشف في الوقت نفسه أسراره وحكاياته الغزيرة. لوحات فنية وفي أحد الدكاكين التراثية في جناح كازاخستان، كانت اللوحات تزينه بشكل جمالي واضح، إذ عبرت هذه اللوحات الناطقة عن طبيعة هذا البلد. يقول صاحب الدكان إيان جلدييف: «الكثير من الرسوم المعلقة على الجدار تعبر عن الحياة البرية والحيوانات الشهيرة والطقس البارد والمرأة الريفية والبحر والمراكب في الجزر، وكذلك اللون الأخضر في المساحات الواسعة في الطبيعة البكر»، مشيرا إلى أنه حرص على أن يضع طاولة كبيرة في وسط الدكان منقوش عليها رسومات للخيول والفرسان، ووضع أسفلها قطعة من السجاد التقليدي الذي يميز الصناعات التقليدية في كازاخستان. حلوى صحية تعرض ناييد تودليف دكانها الذي يتوسط جناح بلدها، حلوى صحية مصنوعة بطريقة تقليدية، مشيرة إلى أنها لاحظت بنفسها أن الكثير من زوار المهرجان يبحثون عن هذا النوع من الحلوى تحديدا، كونه من الحلويات الصحية. وتلفت تودليف إلى أنها استمتعت كثيراً لوجودها في المهرجان، وترى أنه يحمل رسالة الموروث الشعبي العالمي الأصيل ويحتفظ بمفردات الماضي ويصدرها للزوار وبخاصة الأجيال الجديدة، موضحة أن كل ركن في المهرجان يحمل طابعاً خاصاً فيه وله حكاية معبرة. عسل طبيعي لا تخفي أنديرا أخميتوفا أنها من فرط حبها للحياة في أجواء الطبيعة، حرصت على المشاركة في فعاليات المهرجان بهدف عرض العسل بأنواعه المختلفة، وتؤكد: «العسل الذي نقوم بعرضه في جناحنا، يعبر من خلال مذاقه ولونه عن الطبيعة في كازاخستان، فهو متميز بمذاقه ويعتبره الأهالي مغذياً رئيسياً لأفراد المجتمع من الكبار والصغار». وأشارت أخميتوفا أنها لاحظت أن العديد من الزوار لديهم شغف كبير بالتعرف إلى أنواع العسل، خاصة وأن أجنحة الدول المشاركة تعرض في أجنحتها أنواعاً كثيرة منه، وهو ما يوجد نوعاً من التنافس بين أجنحة الدول على غذاء تاريخي معروف يأتي من بطون النحل. وتعتبر أخميتوفا أن من أهم الأسباب التي تجعل من العسل متميزاً وصحياً، هو الموطن الذي يعيش فيه النحل، فضلاً عن الأجواء المناخية والأشجار التي يتغذى عليها، مبينة أن كل هذه العوامل متوافرة في كازاخستان وهو ما يجعل العسل الذي تعرضه له خصوصيته وتفوقه في الوقت نفسه. منتجات تقليدية تعرض جزيرا جاكينوف في دكانتها، مجموعة من المنتجات التقليدية الكازاخستانية مثل السيوف والخناجر وأساور العقيق، إضافة إلى الأحزمة الجلدية والقطع الخشبية والمجسمات التي تحاكي أشكال الحيوانات في الطبيعة، كما تحرص على إبراز بعض العصي المزركشة الخفيفة المصنوعة من الخشب والورق المقوى، والتي تتميز بتجاويفها العميقة. وتلفت جاكينوف النظر إلى أن هذه الخلطة من المعروضات تتسم بحيويتها وغزارتها وغرابتها، وهو ما يحفز الجمهور على اقتناء الكثير من هذه المنتوجات التقليدية، التي يتخذ بعضها زينة للجسد أو زينة في البيوت. وتؤكد أن هذه المنتجات تمثل الحياة القديمة في كازاخستان، وأنها كانت حريصة على اصطحاب أشكال تقليدية مصنوعة بشكل يدوي، لاطلاع زوار المهرجان على التقاليد القديمة في صنعها.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©