السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

لنعترف

8 سبتمبر 2014 23:36
عُقدت وتُعقد الكثير من الاجتماعات والمؤتمرات حول مكافحة الإرهاب، ولكن لا تزال أعداد المنخرطين فيه تتزايد، خاصة الشباب الصغار في العالم الإسلامي ومن المسلمين في الغرب، والمشكلة الأكبر ماذا سوف يفعل جميع هؤلاء بعد عودتهم (لا تقولون يرجعون يتصرمحون في المول، أو بيشتغلون مؤذنين وإلا كتاب عقود شرعية) هؤلاء سيعودون إلى بلادهم لممارسة الإرهاب أو التحريض عليه أو يصبحون خلايا نائمة، وللأسف سوف يكون الوقت تأخر لمعالجة مشكلتهم إلا من رحم ربي. لنعترف بأننا في العالم الإسلامي نفرد للأحداث الرياضية والتجارية والموسيقية الصدارة في الإعلام، ولكننا أهملنا القضايا المصيرية، مثل شرح مفهوم الجهاد ونشره، واكتفينا بتقديمه من خلال ضيف غير معروف ومن خلال ندوة أو حلقة في برنامج ديني، ودون حملة إعلامية لجذب الجمهور خاصة الشباب، وبأساليب بالية لا تجذب الكبار فما بالك بالشباب الصغار، مما يجعلهم صيداً سهلاً للمجموعات الإرهابية، فكم خرج من بين ظهرانينا بحجة السفر لتركيا وتايلاند، بينما هو يذهب لتجمعات الإرهابيين. الاضطرابات السياسية فرصة تم استغلالها لتجنيد ألوف الشباب المسلم وزجهم في أفران القتل والقتال، بينما بعض علماء الأمة يتحرج إلى الآن من توضيح (المعنى الحقيقي للجهاد)، إذ أصبح الشاب المغرر به يجند نفسه بنفسه عن طريق استغلال التنظيمات الإرهابية مواقع التواصل الاجتماعي بطريقة سلبية يخدمون بها توجهاتهم المتطرفة. هناك أشخاص يعملون لدى التنظيمات الإرهابية وظيفتهم الأساسية مراقبة مواقع التواصل الاجتماعي، خصوصاً «فيسبوك» و«تويتر»، لاستدراج أي شخص لديه تفاعل مع الأحداث التي تجري في سوريا على سبيل المثال، حيث تنشر عشرات الحسابات على موقع «تويتر» رسالته، وينشر خطبه الرئيسة بسبع لغات. وتستعين مقاطع الفيديو ببعض صور ماديسون أفينيو وهوليوود، وألعاب الفيديو القتالية وأفلام قنوات الكابل، كما تنتشر رسائله المؤثرة عبر وسائل التواصل الاجتماعي. وعندما تتعرض حساباته للحظر، تظهر غيرها على الفور. كما يستعين بخدمات أخرى مثل «جست باست» لنشر ملخصات للمعارك، و«ساوند كلاود» لنشر تقارير صوتية، و«إنستغرام» لمشاركة الصور، و«واتساب» لنشر رسوم الجرافيكس والفيديوهات. وتكون مواقع التواصل الاجتماعي نقطة البداية للتواصل مع الشباب العادي أو الشباب حديث التدين، وذلك لقلة فهمهم للعلم الشرعي، أو شعورهم بالقنوط للمعاصي والخطايا التي ارتكبوها قبل التوبة، حيث يسهل استغلالهم للزج بهم إلى أرض المعركة، وتصويرهم وهم يحملون السلاح ويدعون أصدقاءهم أو أقاربهم للحاق بهم ونشر تلك الصور في هذه المواقع، كل هذا يحدث بنظام وتروٍ وخطط معقدة والسؤال ماذا نحن فاعلون؟ التوعية تعتبر أهم وأفضل الحلول، إلى جانب صدور قوانين تجرم هذه الأفعال وإبراز شخصيات دعوية واجتماعية للتصدي لأي حدث يؤثر على أمن المنطقة والتواصل مع الشباب بالوسائل الجديدة. المتطرفون والإرهابيون يستغلون أي حادثة في منطقتنا لصالح مخططاتهم للتأثير على شبابنا، بينما يمكننا استخدام بعض الأحداث للتوضيح والاستشهاد بها لكشف مدى ظلال وجهل هذه الفرق والمنظمات كالذي حصل بين تنظيم «داعش» وجبهة النصرة من اقتتال، مما يعد أفضل طريقة للتحذير من الانضمام إليهم، وتوضيح أن هذه القضية ليست جهاداً، وأن الشباب المغرر بهم مجرد وقود لهذه الحرب، وهذا يعتبر أفضل من ألف خطبة جمعة تحذر من الذهاب إلى سوريا بقصد القتال. أناشد علماء الأمة الظهور المكثف إعلامياً لتوضيح هذه الفتنة بأسلوب جاذب وبسيط وكالذي نراه الآن. لنعترف لدينا وسائل إعلام قوية، ومدن إعلام كبيرة، ولكن لا يوجد لدينا محتوى إعلامي ديني مؤثر. خليفة الرميثي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©