إسلام آباد - وكالات الأنباء: أكد الرئيس الباكستاني برويز مشرف أن 80 شخصا قتلوا في غارة شنتها مروحيات حربية فجر أمس الأول على مدرسة قرآنية تابعة لمنظمة مرتبطة بتنظيم ''القاعدة'' في منطقة باجور القبلية شمال غربي باكستان المحاذية لولاية كونار شرقي أفغانستان، حيث تتعقب القوات الأميركية مسلحي ''القاعدة'' وحركة ''طالبان'' الأفغانية، هم جميعاً مسلحون، فيما قال رجال القبائل: إنهم من الطلاب الأبرياء ونظموا تظاهرات احتجاج غاضبة·وقال مشرف خلال مؤتمر أمني في إسلام آباد أمس: ''إن القتلى من المسلحين وكانوا يجرون تدريبات عسكرية· راقبناهم على مدى الايام الستة او السبعة الماضية ونعرف بالضبط من هم وماذا يفعلون ومن يقول إنهم أبرياء يكذب''· وأكد مسؤول كبير في الأجهزة الأمنية الباكستانية أن نائب زعيم ''القاعدة'' أيمن الظواهري وناشطين في التظيم كانوا يترددون على المدرسة·ومن بين هؤلاء ''أبو عبيدة المصري''، مسؤول العمليات في ولاية كونار والعقل المدبر لمؤامرة استهدفت تفجير طائرات أثناء رحلاتها بين بريطانيا والولايات المتحدة في شهر أغسطس الماضي·
في الوقت نفسه، تظاهر أكثر من 15 ألف مدني ومسلح قبلي في بلدة خار عاصمة باجور استجابة لدعوة تحالف ''مجلس العمل المتحد'' أكبر قوى المعارضة الباكستانية والحاكم في إقليم الحدود الشمالي الغربي ورددوا هتافات من بينها ''الموت لأميركا'' و''الموت لبوش'' و''الموت لمشرف'' و''أوقفوا قتل الأبرياء''· وأظهروا ولاءهم لزعيمي ''القاعدة'' و ''طالبان'' بهتافات مثل ''يعيش أسامة'' و''يعيش الملا عمر''· واتهم زعماؤهم الحكومة الباكستانية والولايات المتحدة بارتكاب ''جريمة قتل''· وقال الزعيم القبلي الموالي لحركة ''طالبان'' مولانا فقير محمد لحشود المحتجين ''سيستمر جهادنا وإن شاء الله سيتوجه الناس إلى أفغانستان لطرد القوات الأميركية والبريطانية''· واستقال النائب المتشدد في البرلمان الباكستاني عن المنطقة هارون رشيد من العمل السياسي احتجاجا على الغارة· وقال ''الأميركيون هم من أطلق الصواريخ على المدرسة ثم جاءت المروحيات الباكستانية بعد ذلك لتتحمل مسؤولية ذلك· أعيش على بعد كيلومتر واحد من المدرسة وشاهدت كل شيء''·وأغلقت السلطات الطرق المؤدية الى البلدة ومنعت وصول قافلة بقيادة زعيم حزب ''الجماعة الإسلامية'' ورئيس ''مجلس العمل المتحد'' قاضي حسين أحمد إليها· ونظمت احتجاجات مماثلة في مناطق قبلية أخرى· وعززت الشرطة إجراءات الأمن في منطقة جنوب كراتشي، حيث توجد القنصلية الاميركية عقب احتجاج أمس الأول أحرق خلاله المتظاهرون العلم الأميركي·
ونقلت قناة ''أيه· بي· سي'' التلفزيونية الأميركية ووسائل الاعلام المحلية عن مسؤولين وسكان في المنطقة ومسؤولين في أجهزة الاستخبارات الباكستانية أن الهجوم جرى استجابة لطلب الولايات المتحدة بناء على معلومات بأن الظواهري ربما كان موجوداً في المدرسة وبدأته طائرة أميركية بلا طيار· لكن المتحدث باسم الجيش الباكستاني الجنرال شوكت سلطان أكد أن الهجوم نفذته مروحيات باكستانية، كما نفى الجيش الأميركي في أفغانستان أية علاقة لقواته به· وأشادت الحكومة الأفغانية بالهجوم· وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع في كابول زاهر عظيمي: ''نرحب بهذا العمل ونسانده ونأمل في أن يكون بداية للمزيد من العمليات المماثلة''· وأغضب تأييد مشرف للرئيس الاميركي جورج بوش في ''الحرب على الارهاب'' المتشددين في باكستان·وفر مئات من مقاتلي القاعدة وطالبان الى منطقة القبائل أواخر 2001 بعد ان اطاح التحالف بقيادة الولايات المتحدة بطالبان من السلطة في افغانستان·
عدد اليوم
