الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

تركيا المضطربة تسرِّع الخطى نحو انتخابات مبكرة

تركيا المضطربة تسرِّع الخطى نحو انتخابات مبكرة
20 أغسطس 2015 02:10
اسطنبول (وكالات) في وقت سرعت تركيا الخطى نحو انتخابات مبكرة، شن مسلحان أمس هجوماً بالرشاشات والمتفجرات على قصر دولمه بهجة الذي يضم مكاتب رئيس الوزراء، ويعتبر أحد أبرز المعالم السياحية في البلاد، ولم يؤد الهجوم سوى إلى إصابة شرطي بجروح طفيفة، لكنه يعكس الوضع الأمني الحرج الذي تعيشه البلاد هذه الأيام، ويجيء متزامناً مع إعلان الرئيس رجب طيب أردوغان أمس، أن بلاده «تتجه بسرعة» نحو انتخابات مبكرة، ومع هبوط الليرة التركية إلى أدنى مستوياتها أمام الدولار الأميركي. وفي التفاصيل، أفاد بيان لمكتب محافظ إسطنبول أن «عناصر من منظمة إرهابية شنوا هجوما بالأسلحة والقنابل اليدوية»، واستهدفوا عناصر الشرطة الذين كانوا يقفون أمام القصر الذي بني إبان العهد العثماني. وأكد البيان أن الشرطة قبضت على اثنين من المسلحين الذين كانوا يحملون قنابل يدوية وبندقية رشاشة ومسدس وغيره من الذخائر، مضيفا أن الهجوم لم يوقع ضحايا. ولم تعلن أية جهة مسؤوليتها عن الهجوم، إلا أن الوكالة قالت إن المشبوهين من عناصر الجبهة الثورية لتحرير الشعب اليسارية المتطرفة. إلى ذلك، قال الجيش التركي أمس إن ثمانية جنود قتلوا في هجوم بقنبلة على عربتهم شنه مسلحون أكراد في جنوب شرق البلاد أمس في تصعيد للصراع بعدما أنهار الشهر الماضي وقف لإطلاق النار دام عامين. وقالت هيئة الأركان في بيان إن مسلحي حزب العمال الكردستاني زرعوا متفجرات على طريق سريع في إقليم سيرت وفجروها فيما اشتكبت قوات الأمن مع عناصر الحزب في جنوب شرق البلاد الذي تقطنه غالبية كردية. وعلى صعيد منفصل قال حزب الشعوب الديمقراطي الموالي للأكراد إن الشرطة اعتقلت أربعة من رؤساء البلديات الذين ينتمون للحزب في منطقتين في ديار بكر بسبب بيانات صدرت في الآونة الأخيرة تعلن الحكم الذاتي. في غضون ذلك، قتل شاب تركي يبلغ من العمر 17 عاما خلال مواجهات بين الشرطة ومجموعة تابعة لحزب العمال الكردستاني. وأفادت وكالة الاناضول الرسمية أن المواجهات وقعت حين قامت مجموعة قوامها حوالى 20 شخصا بالتظاهر دون ترخيص في منطقة اسنلر في اسطنبول وفتحت النار على الشرطة. وشيعت تركيا أمس ثلاثة من جنودها قتلوا باشتباكات مع المتمردين. وشكل ما بين مئة و150 مدنيا حاجزا بشريا في وقت متأخر أمس الأول في مواجهة عملية أمنية جاءت بعدما أغلق متمردون أكراد بالمتاريس الطريق الرئيسي بين ليجه في دياربكر وبينجول في جنوب شرق تركيا، وفق بيان للجيش الذي قال إن متمردي الكردستاني تنكروا بلباس قرويين واندلعت اشتباكات قتل فيها جنديان وأُصيب آخر بجروح. وبذلك ارتفعت حصيلة قتلى الاشتباكات إلى ثلاثة أشخاص خلال يومين بعدما توفي جندي ثالث متأثرا بجروحه. سياسيا، أعلن الرئيس التركي أن تركيا «تتجه بسرعة» نحو انتخابات مبكرة إثر فشل المشاورات السياسية لتشكيل حكومة ائتلافية بعد الانتخابات التشريعية في يونيو. وقال خلال لقاء في قصره مع نواب محليين نقل التلفزيون وقائعه «اننا نتجه بسرعة مرة أخرى نحو إجراء انتخابات». وأكد أن الحل الوحيد للمأزق السياسي الحالي هو اللجوء الى «إرادة الشعب». وتأتي تصريحات أردوغان غداة لقائه رئيس الوزراء أحمد داود أوغلو الذي أبلغه رسميا بأنه لا يستطيع تشكيل ائتلاف حكومي عقب محادثاته مع المعارضة. وبموجب الدستور، يفترض أن يكلف أردوغان الآن حزب الشعب الجمهوري الذي حل في المرتبة الثانية في الانتخابات، تشكيل الحكومة. لكنه ألمح إلى أنه لن يفعل ذلك رغم اقتراب المهلة النهائية لتشكيل حكومة جديدة في 23 أغسطس. وقال «لا وقت لدي لاضيعه مع الذين لا يعرفون عنوان بيشتيبي» حيث يقع قصره المثير للجدل. وكان زعيم حزب الشعب الجمهوري كمال كيليتشدار اوغلو صرح أنه لن يطأ قصر أردوغان، معتبرا أنه «ليس شرعيا». وطبقا للدستور سيتمكن حزب العدالة والتنمية من مواصلة العمل كحكومة أقلية إلى حين إجراء الانتخابات إذا صوتت غالبية في البرلمان لصالح انتخابات جديدة. أما إذا استخدم أردوغان حقه في الإعلان عن إجراء انتخابات مبكرة بنفسه، فإنه سيتم تشكيل ما يعرف بـ«حكومة انتخابات» حتى إجراء الانتخابات بحيث تضم الأحزاب الاربعة الممثلة في البرلمان. ويتعين إجراء الانتخابات بعد 90 يوما من الدعوة اليها ما يعني أن يوم الأحد 22 نوفمبر سيكون الموعد المحتمل في حال دعا أردوغان إلى الانتخابات بعد انتهاء المهلة النهائية لتشكيل ائتلاف في 23 أغسطس الجاري. ويعني هذا أن الانتخابات يمكن أن تجري يومي 15 و16 نوفمبر. ويواجه أردوغان مشكلة في تشكيل حكومة جديدة في زمن «الإرهاب» متهما العمال الكردستاني بالعمل على «تقسيم بلادنا» رغم الخطوات التي قام بها حزب العدالة والتنمية لتحسين حقوق الأكراد الثقافية واللغوية. وأضاف أن الحكومة استثمرت 260 مليار ليرة (89 مليار دولار) في المناطق الشرقية والجنوبية الشرقية التي تسكنها غالبية من الأكراد خلال السنوات ال12 الماضية. وصرح «أنا إما مع دولتي أو مع منظمة إرهابية. عليكم أن تختاروا. أذا كنا سنموت فإننا سنموت مرة واحدة ولكن سنموت كالرجال». وحمل حزب العمال الكردستاني الذي تصنفه تركيا وحلفاؤها الغربيون منظمة إرهابية، السلاح للحصول على الحكم الذاتي في جنوب شرق البلاد في 1984، وشن تمردا أسفر عن مقتل عشرات الآلاف. وتوعد اردوغان بأن الحملة ضد الحزب المسلح ستستمر. وقال «سيلقي الإرهابيون السلاح. وليس ذلك فحسب بل إنهم سيدفنون السلاح».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©