الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

حان وقت التصحيح

حان وقت التصحيح
26 ديسمبر 2017 01:48
بات جلياً في المشهد الكروي السعودي، غياب المواهب التي يمكن الرهان عليها، لتكون امتداداً مستقبلياً لأجيال شكلت خريطة الإنجازات القارية والمونديالية، وكانت واجهتها المشرقة التي يطل منها كل عاشق كروي سعودي على عالم الكرة بفخر. اليوم وكرتنا السعودية تصل للمرة الخامسة إلى كأس العالم، مونديال روسيا 2018، وهو إنجاز يضاف إلى مسيرتنا، إلا أنه يجب ألا يعمينا عن الخلل الاحترافي والنضوب في القدرات الفنية الميدانية والإدارية التي تعاني منها كرتنا، وتهدد مستقبلها في البقاء في دائرة المنافسة، مقابل تطور منتخبات دول عدة في المنطقة أو القارة الآسيوية، وكان بعضها في فجر بزوغ الكرة السعودية أو إلى زمن قريب، صيداً سهلاً. والاحتراف الذي طبق عام 1994 - 1993 وشهد تحولات عدة في آلية تطويره، على كل إيجابيته، في بعض تلك المرحلة، أوجد ولادة مشوهة لمعنى وقيمة تطبيقه في ذهن اللاعبين، من حيث أثره وتأثيره في رفع مستوى اللاعب والكرة والمنافسة ونتائج المنتخبات. طغت الماديات بشراهة في أوساط اللاعبين الذين تحولوا فيها إلى صائدي أموال أكثر من مقدمي عطاء وصانعي متعة مقابلها، وأسهمت فيها حمى المزايدات بين الأندية، وأهواء المدرجات المبالغ بها، ونحن كإعلام وإعلاميين، من خلال مجاراة المسرحية الهزلية، نعمق الهوة، فضاعت الهوية، هوية أن يأخذ اللاعب بقدر ما يعطي ويحاسب، وأن يدير الرئيس ومجلس إدارته بعقلانية «لا تصرف أكثر من الدخل» ويحاسب، أن يدرك الجمهور أن قدرات النادي المادية أحياناً لا تساعده على تلبية أمانيهم «لكي تطاع أؤمر بما يستطاع»، وإعلام يلعب دوراً توعويا لا فوضويا أكثر في المشهد. لذا جاءت الخطوات الإصلاحية مؤخراً لإعادة صياغة كل ذلك، بضرب المفسدين بعمد والمتحيلين بيد من حديد، وضبط أسعار اللاعبين، بسقف إلزامي مع زيادة عدد المحترفين، من 4 إلى 6، ومنع المزايدات بين الأندية بإبرام ميثاق شرف، وفتح باب الاستفادة من اللاعبين المواليد، وضخهم في الأندية والمنتخبات، وإتاحة الفرصة لمنتخب رديف هو نسيج من اللاعبين الشاب والمواليد مطعم بذوي الخبرة للمشاركة في كأس الخليج 23 المقامة حالياً في الكويت، ليس من باب المشاركة فقط، بل للمنافسة مع من اعتقدوا أنهم ضمنوا مواقعهم في المنتخب الأول، وأيضاً لإظهار مواهب كروية اختفت خلف طغيان ضوء النجوم، أولئك النجوم الذين تسيدوا المشهد قرابة عشر سنوات، أكلوا فيها «أخضر» الأموال، وتركوا لنا «يابس» الكرة في مشهد متصحر، وفي وقت كان من المفترض أن يتوازى فيه المشهد بين الطرفين «اللاعبين والأندية» في وجه متعافٍ للكرة السعودية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©