الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

التجارة والبيئة في صدارة قضايا المنتدى الصيني الأفريقي

التجارة والبيئة في صدارة قضايا المنتدى الصيني الأفريقي
1 نوفمبر 2006 23:15
بكين - ''وكالات'': من المؤكد أن تسعى الصين من خلال المنتدى الصيني الافريقي الذي تستضيفه بكين، الذي انطلقت اجتماعاته التمهيدية أمس ويستمر إلى السادس من نوفمبر الجاري، للرد على العديد من الاتهامات والانتقادات التي وجهها رئيس البنك الدولي بول وولفويتز إلى الصين بشأن تجاهل اعتبارات حقوق الإنسان والاعتبارات البيئية عند تقديم قروض إلى الدول الأفريقية· ويناقش المنتدى بالفعل تأثير القوة الاقتصادية المتنامية للصين على البيئة والتجارة في أفريقيا خاصة في ضوء اهتمام الصين المتزايد بالعلاقات التجارية والاستثمارية مع العديد من الدول الأفريقية في العديد من المجالات خاصة في مجال الطاقة· وقالت ليو هاي فانج، خبيرة الشؤون الأفريقية في الأكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية، إن المنتدى سوف يناقش ''تحسين سبل تنظيم وإدارة'' المشروعات الصينية في أفريقيا ''بما في ذلك فشل بعضها في مراعاة المبادئ البيئية وكذلك السيطرة على هذه المشروعات''· وقللت ليو من احتمالات حدوث صراعات تجارية في أفريقيا ومن أهمية الانتقادات الغربية للصين بأن علاقاتها الاقتصادية من دول القارة الأفريقية خالية من الاعتبارات ''الأخلاقية''· وأضافت ليو هاي فانج في تصريحات خاصة لوكالة الأنباء الألمانية (د·ب·أ) ''هناك بالفعل بعض الصراعات التجارية البسيطة بين الصين وبعض الدول الأفريقية لكن علاقاتنا تقوم على أساس المساواة والمنفعة المتبادلة''· وأشارت إلى أن وجود بعض المشاعر المعادية للصين في بعض الدول الأفريقية نتيجة طبيعية لنظام اقتصاد السوق والمنافسة الاقتصادية عندما تتجه الشركات الصينية إلى العمل في هذه الدول· يذكر أن المصالح النفطية للصين في أفريقيا تزايدت خلال السنوات القليلة الماضية حيث استوردت الصين 34ر38 مليون طن نفط خام من أفريقيا العام الماضي تمثل حوالي 30 في المئة من إجمالي ورادات الصين النفطية· كما بلغ عدد مشروعات النفط والغاز الكبيرة التي تستثمر فيها الصين في أفريقيا 27 مشروعا تنتشر في 14 دولة منها السودان والجزائر وأنجولا ونيجيريا· ووصل إجمالي حجم التبادل التجاري بين الصين وأفريقيا 8ر39 مليار دولار عام 2005 منها 1ر21 مليار دولار صادرات صينية· ومن المتوقع زيادة حجم التبادل التجاري بين الجانبين إلى 50 مليار دولار خلال العام الحالي· وبلغت قيمة الاستثمارات الصينية في أفريقيا 27ر6 مليار دولار في 800 مشروع تغطي مختلف المجالات من التصنيع إلى الزراعة· في الوقت نفسه فإن تنامي النفوذ الاقتصادي الصيني في أفريقيا يواجه انتقادات عنيفة من جانب الدول الغربية بدعوى أن الصين تقدم المصالح الاقتصادية على الاعتبارات الأخلاقية والإنسانية· وتتهم دوائر غربية الصين بمساندة أنظمة حكم ديكتاتورية وفاسدة في أفريقيا حرصا على مصالحها الاقتصادية· كما تتهم منظمة العفو الدولية الصين بتغذية الصراعات المسلحة في العديد من دول القارة من خلال مبيعات السلاح الصيني إلى أطراف هذه الصراعات· لكن خبيرة الشؤون الافريقية في الاكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية ليو هاي فانج تقول إن هذه الانتقادات الغربية بما فيها انتقادات رئيس البنك الدولي تخفي وراءها ''أغراضها الخاصة''· وتضيف أن الصين تتبنى مبدأ ''الشعوب الأفريقية هي التي تحل مشكلات أفريقيا عندما نتعامل مع الدول الأفريقية''· واستعداداً لعقد المنتدى، لم تكتف الصين بمد الابسطة الحمراء لاستقبال أكثر من 40 زعيما أفريقيا بل أعادت تزيين وطلاء العاصمة بكين باللون الأحمر استعدادا للقمة التي ينظر إليها بدرجة كبيرة على أنها احتفالية تمهيدية للدورة الاولمبية التي تستضيفها بكين عام ·2008 ومن المنتظر أن يشارك نحو 1700 مندوب ومئات الصحفيين في المنتدى الصيني الأفريقي المعني بتعزيز الروابط التجارية والاقتصادية بين عملاق آسيا والقارة الافريقية الأكثر تخلفا لكن الغنية بالموارد· وسيتمكن أعضاء الوفود من دخول المدينة من المطار مباشرة بعيدا عن الاختناقات المرورية بعد أن حددت السلطات ساعات محددة تستخدم فيها السيارات الخاصة الطريق السريع في الوقت الذي عرضت فيه المدينة على السكان طرقا بديلة خالية من الرسوم لتشجيعهم على البقاء بعيدا عن الطريق الرئيسي· وعلقت البالونات الحمراء في شوارع بكين وقد كتب عليها ''مرحبا بكم في قمة بكين''· ورغم ان بكين تسعى وراء النفط وخام الحديد الافريقي الا انها لم تنس الحمار الوحشي والزرافة والافيال في الصور والزينات التي تعلقها لتعرف مواطنيها بالقارة السوداء غير المعروفة للغالبية العظمى· وقال رين فانج الذي يعمل في معهد فضاء ''الشعب الصيني لا يعرف الكثير عن افريقيا لكن السفر بدأ واعداد متزايدة تذهب الان· ولا تركز حملة بكين على القضايا الهامة مثل الديون واتفاقات النفط لكنها تركز على علاقة طيبة امتدت طوال تأييد الصين لحركات الاستقلال في افريقيا في الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي واختارت شعارا للقمة ''السلام والصداقة والتعاون والتنمية· وعبأت سلطات بكين الاطباء والممرضات ليكونوا على اهبة الاستعداد للقيام بدوريات في الشوارع كما عدلت مواعيد المدارس لتفادي الاختناقات المرورية كما غيرت مسار الحافلات المدرسية وطلبت من 80 في المئة العربات الحكومية الابتعاد عن الطرق الرئيسية وحظرت على نصف العربات المملوكة للدولة والحزب والجيش المرور في الشوارع طوال ستة أيام·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©