الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«شباب الجوالة» .. «مغامرون يعشقون العطاء»

«شباب الجوالة» .. «مغامرون يعشقون العطاء»
20 أغسطس 2015 21:59
أحمد السعداوي (أبوظبي) شباب الجوالة هم شباب مغامرون ومبادرون ويعشقون العطاء من أجل مساعدة الآخرين، والإسهام في تنمية المجتمع، وترسيخ ثقافة العمل التطوعي بين مختلف فئات المجتمع. وتعتبر «الجوالة» من أفضل الأنشطة التي تساعد على تنمية الشباب بدنياً واجتماعياً وثقافياً، ومن هنا يزداد الاهتمام بهذا النشاط خلال المرحلة الجامعية، وهو ما يبدو من التوجه المتزايد بين أوساط الشباب إلى الجوالة وممارساتها النافعة، كونها تكسبهم مهارات وخبرات تفيدهم في حياتهم العملية وفي سائر شؤونهم، فضلاً عن أنها تجعل الشباب يتمتع بقدر عالٍ من الاعتماد على الذات والقدرة على اتخاذ القرار، وهي من أكثر الأمور التي يحتاجها أبناؤنا في هذه المرحلة العمرية الأهم في حياتهم، خاصة خلال فصل الصيف حيث يكون المجال متسعاً لممارسة الكثير من الأنشطة التي ربما يتردد البعض في ممارستها خلال العام الدراسي. روح التعاون يقول عمرو محمد، طالب بالصف الثاني بكلية الهندسة في جامعة الشارقة، إن المخيمات الكشفية، نشاط له أهمية كبيرة لا تخفى عن المشاركين والمشرفين على هذا النشاط وانعكست إيجابياتها بشكل كبير على سلوكياته في تعامله مع أصدقائه وأفراد أسرته والمجتمع، وأصبح محبوباً أكثر بينهم، خاصة وأن روح التعاون والمشاركة لديه أصبحت من السمات الأساسية في شخصيته، منذ التحاقه بفريق الجوالة بالجامعة قبل عام ونصف، حيث شارك في عديد من المخيمات الكشفية في الجامعة وخارجها في أثناء الموسم الدراسي، وفصل الصيف حيث يكون المجال متسعاً أكثر للمشاركة بفاعلية في أنشطة الجوالة، والتي لم تقتصر على المشاركات المحلية فقط، بل شارك كثير من أبناء الإمارات والعالم العربي في عدد من الملتقيات الشبابية الكشفية داخل الدولة وخارجها، وبالتالي اتسع مجال صداقاته وزادت معرفته بثقافات وبلدان أخرى فضلًا عن المهارات التي اكتسبها بنفسه خلال عمله ضمن فريق الجوالة داخل الجامعة. أما عبد الله الحمادي، الذي يدرس بالسنة الثالثة في كلية القانون، بإحدى جامعات الإمارات، فيؤكد من جانبه إن نشاط الكشافة منذ أن تعرف عليه قبل 5 سنوات في المرحلة الثانوية، يعتبر من أفضل ما تعرف عليه خلال مراحل تعليمه، ولذلك استمر فيه بعد التحاقه بالجامعة، وأصبح عضواً في فريق الجوالة خلالب دراسته، وشارك في مخيمات كشفية متنوعة اكتسب فيها مزيداً من الثقة بالنفس والاعتماد على نفسه وكيفية التعامل في الأوقات الحرجة وغيرها من الأوقات التي تحتاج إلى فكر نشط وسرعة بديهة، وهذه إحدى الثمار التي استفدنا منها في المشاركة في المخيمات الكشفية، ولذلك يدعو غيره من الشباب إلى استغلال سنوات الدراسة الجامعية للانضمام إلى فرق الجوالة بالجامعات المختلفة، حتى يستفيدوا منها وبشكل عملي في بناء شخصيتهم وزيادة نضجها قبل انتهاء المرحلة الجامعية ودخول الحياة العملية. ويورد عبد الله أبو بكر، الطالب بالسنة ثانية قسم الهندسة المدنية، إن المخيمات الكشفية أحد النشاطات ذات الأهمية الكبيرة التي تساعد في تنمية حب العمل التطوعي لدى الفرد، وأن يكون الفرد ذا نظرة إنسانية خالية من أي مطالب مادية، وهذا في حد ذاته غاية نبيلة أن يتعود الإنسان على خدمة الغير والعطاء من غير مقابل، هنا يشعر الفرد بقيمة النعم التي وهبها الله له، وإنه قادر على أن يقدم الخدمة للآخرين بدلاً من أن يتلقاها، كما أنها تزيد من إحساس الفرد بالآخرين واحتياجاتهم، فضلاً عن أن أنشطة الجوالة تجعل الأفق واسعاً أمام الشباب في زيادة أصدقائهم من كل الجنسيات ومختلف الشرائح المجتمعية، وتجعل الشباب يتعامل مع العالم الخارجي بقدرٍ عالٍ من الثقة بالنفس نحتاجها جميعاً في الحياة، وتجعلنا أقدر على التصرف في كل المواقف التي تقابلنا. أوقات ممتعة أما أحمد عماد نايف، الطالب بالفرقة الثالثة بكلية إدارة أعمال، يذكر أنه التحق منذ ثلاث سنوات بفريق جوالة الجامعة بعدما عرف من أصدقائه عن الأوقات الممتعة التي يقضونها معاً داخل المعسكرات الكشفية، التي تساعد على تنمية القدرات والعلاقات الاجتماعية نتيجة اشتراك الفرد مع زملائه في النشاطات المتعددة وتعاونه معهم على إنجاز مختلف الأعمال، وفي هذا صورة مصغرة لما يمكن أن نمارسه في المجتمع الخارجي، فتسود روح التعاون وحب مساعدة الغير، باعتبارها من أهم الأشياء التي نتعلمها داخل الجوالة، إلى جانب الأمور الأخرى المتعلقة بصحة النفسية والبدنية التي يكتسبها عضو فريق الجوالة نتيجة مشاركته لزملائه الشباب في أنشطة عديدة منها العقلي والبدني والترفيهي، ما يجعل شخصية منتسبي الجوالة متكاملة إلى حد كبير قياساً إلى غيرهم من الشباب الذين لا يدركون أهمية الانتساب إلى فرق الجوالة خلال المرحلة الجامعية. إلى ذلك، يقول الدكتور هشام عبدالحليم محمود مؤسس وقائد عشائر جوالة جامعة الشارقة، إن أنشطة الجوالة لها أثر كبير في تنمية الشخصية، ولذلك يؤكد اختصاصيو التعامل مع الشباب تربوياً وإنمائياً على أهميتها، كونها تعتمد طريقة مميزة في تحقيق هدفها على نظام تربية ذاتية وتدريجية للشباب من مختلف فئاتهم، بما يجعل شخصياتهم أكثر نضجاً وتحقق لهم التوازن النفسي والاجتماعي واللياقة البدنية اللائقة والمطلوبة لهم، وتحقق الجوالة هذه الأهداف من خلال عدة أساليب محورية وهي، الوعد والقانون، والتعلم بالممارسة، ونظام الشارات، ونظام الجماعات، وحياة الخلاء. خدمة الناس والمقصود بالوعد، هو عبارة عن عهد يأخذه الجوال على نفسه دون إكراه باعتبار التحق بنشاط الجوالة بإرادته متطوعاً دون ضغط أو إجبار، وينص الوعد أو القسم على العبارة الآتية: «أعد بأن أعمل جهدي للقيام بواجبي نحو الله ثم الوطن وأن أعمل بقانون الكشافة»، والعمل بقانون الكشافة يتضمن مساعدة الناس في كل حين. ويوضح محمود، أن العمل بهذا الوعد ينمي الجانب الخيري التطوعي في الشباب، كون قانون الكشافة وهي المرحلة الأساسية لمنتسبي الجوالة يقوم على خدمة الناس ومساعدتهم في كل وقت وحين إذا استطاع الشاب ذلك، وبتنمية هذا الجانب التطوعي وناحية العطاء في الشباب، يصبح أكثر إخلاصاً وعطاء لوطنه والمجتمع الذي يعيش فيه. أما القانون، فسيلتزم من منتسب الجوالة اتباع أهم المبادئ المتضمنة في هذا القانون، ومنها أن الجوال «مخلص» لله ثم لوطنه ولوالديه، وصادق القول، و«نافع» يسعى لمساعدة الآخرين، و«ودود» للناس وأخ لكل جوال، ورفيق بالحيوان محب للنبات، ومطيع لوالديه ولقائد فرقته. والمتأمل في مضمون الوعد والقانون يجد أنها تحتوي على مجموعة من القيم والصفات التي إذا ما تمثلت في شخصية الفرد، أصبح فرداً محبوباً لدى الآخرين وقدوة للجميع وذا أثر طيب، وهي السمات التي يسعى أي شاب إلى اكتسابها في بداية حياته، ومن خلالها يستطيع التعامل مع الجميع بأريحية وحب، ويستطيع تحقيق النجاح وطموحاته في الحياة دونما ينسى الجانب النفسي والاجتماعي لديه، باعتبارهما الأساس في تحقيق السعادة الداخلية وتوازن الشخصية ويورد الدكتور محمود، أن ثالث هذه الأساليب التي يتبعها منتسبو الجوالة، هو التعلم بالممارسة، لأن الجوالة ليست معلومات تحفظ أو توجيهات تقرأ، بل هي مهارات تكتسب عن طريق التطبيق العملي، والهدف من أنشطتها المختلفة هو المساهمة في تربية وتنمية الشباب والارتقاء بهم كأفراد مسؤولين في مجتمعاتهم المحلية والعربية والعالمية. معلومات ومهارات أما أسلوب نظام الشارات، فيهدف لإكساب الشباب المعلومات والمهارات من خلال تدريب عملي متدرج يتناسب مع قدراتهم وينقسم إلى شارات الكفاية، وشارات الهواية.،و فيما يتعلق بشارات الكفاية تشمل على: التربية الكشفية، التربية الدينية، التربية الوطنية، التربية الاجتماعية، التربية الصحية. أما شارات الهواية فتتنوع مجالاتها ومنها الخدمة العامة والمهارات العلمية وفنون الخلاء والأنشطة الرياضية، وغيرها من الأنشطة التي يمكن للشباب ممارساتها وتفيدهم وتكسبهم مهارات إضافية، ولكل مجال من المجالات شارات متعددة ليختار ما يتناسب وما يتفق مع ميوله وقدراته، فإذا استمر الشاب في ذلك كان في مستقبل حياته ماهراً في هواياته ومبتكراً فيها إذا كانت الهواية مرتبطة بالعلوم الحديثة. ونظام الجماعات، يطبق على الشباب عبر تقسيم الراغبين في الالتحاق بالجوالة إلى عدة مراحل عمرية تحت شعارات «أبذل جهدي- كن مستعداً- بأفق أوسع- الخدمة العامة»، بحيث تحمل كل شريحة عمرية شعاراً من تلك الشعارات وتقوم بتطبيقه عبر الممارسة العملية المتضمنة في البرنامج التدريبي. ويؤكد الخبير في نشاط الجوالة أن السعي نحو هذا النظام له فوائد عديدة للشباب أبرزها تنمية القدرات والثقة بالنفس، والتعاون في الفكر والعمل وتحمل المسؤولية، لأنه عند التطبيق الصحيح لهذه الشعارات، لن يكون هناك جوال من دون مهام في الطليعة فالكل يعمل ولكل دور يؤديه عبر تقسيم العمل بهذا الشكل «عريف، نائب عريف، أمين سر، مسؤول العهد وأمين الصندوق، المسامر، المهندس». آخر هذه الأساليب وأفضلها على الإطلاق بالنسبة للجوالة، وهي حياة الخلاء، التي يفضله كثير من الطلاب الإماراتيين، خاصة وأن حياة الخلاء هي البيئة الطبيعية التي يطبق من خلالها الشباب البرامج التي تعلموها، وفيها تظهر قدراتهم وسلوكهم وفيها يؤدون الفروض الدينية والعناية بمكان إقامتها، وينمو بذلك حب للمكان وللوطن ولمعايشة الطبيعة والتعرف عليها، ويمكن القول بإن حياة الخلاء هي مدرسة عملية يتدرب فيها الشباب على الجَلَد والفراسة وقوة الملاحظة، وتعطي فيها دروس عن بدائع المخلوقات في الأرض والسماء. أدوات الجوال تقسم الأدوات الشخصية للجوال التي لا يستطيع الاستغناء عنها في أي معسكر خاص بفريق الجوالة إلي ما يلي: -المعدات الشخصية ممثلة في زي رسمي كامل، بطارية جيب «كشاف»، حبل بطول 3 أمتار، عصا كشاف، زمزمية «مطرة»، دفتر، قلم، كتب ومجلات كشفية. -الملابس، وتتكون من غيار داخلي، سترة صوف «سويتر»، ملابس نوم «بيجامة أو جلباب»، جورب احتياطي، لباس بحر، منديل، حذاء خفيف للرياضة، شبشب، فوطة. -أدوات المطبخ، وهي صحن عدد 2 كأس، سكين، شوكة، ملعقة أكل. -ربطة أدوات النظافة، وتضمن الصابون، فرشاة أسنان مع معجون أسنان، مشط مع مرآة. -عدة الإصلاحات، وهي إبرة خياطة، دبابيس مشبك، خيوط ألوان، زراير. -أدوات النوم، عبارة عن بطانية أو كيس نوم، فرشة أرضية. أهداف تربوية يقول الدكتور هشام عبدالحليم محمود، مؤسس وقائد عشائر جوالة جامعة الشارقة، أن هناك عدة أهداف تربوية تسعى الجوالة إلى تحقيقها، وتتمثل تلك الأهداف في الارتقاء بمستوى الأداء البدني للنفس والآخرين لتحقيق الصحة والنشاط، وتشجيع الحرية الشخصية من خلال المسؤولية الجماعية وترسيخ أسس العمل بروح الجماعة، وتشجيع التقدم الذاتي من خلال تنمية المهارات والإحساس بالهوية، وتوفير حرية اتخاذ القرارات وتحمل المسؤولية الكشفية في المجتمع المحيط، والتعرف على المجتمعات الخارجية وأنظمتها وتكوين صداقات دائمة واكتشاف الذات، وتدعيم القدرات والمهارات المهنية ومعرفة اختيار مهنة المستقبل، ومواجهة المشكلات الاجتماعية والبيئية الحالية والمستقبلية وتفهم حاجات المجتمع، وتوفير الفرص لممارسة الحياة الشخصية وفق القيم الدينية والالتزام بها، وتنمية المهارات القيادية المختلفة والمشاركة في تنمية الحركة الكشفية وتطوير برامجها، ويضيف : الجوالة تشارك في نشاطات المغامرات وتسلق الجبال ويعملون في البحر والنشاطات الجوية والدفاع المدني والإسعافات الأولية وحياة الخلاء والتخييم الثابت والمتنقل والاستكشاف داخل وخارج الوطن والأهم خدمة الوطن والمجتمع والبيئة والالتزام الطوعي بمبادئ الحركة الكشفية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©