قالت وزارة الخارجية الإيرانية أمس إن الرئيس الإيراني حسن روحاني لم يقرر بعد من الذي سيرأس المحادثات مع مجموعة (5+1) بشأن البرنامج النووي لبلاده. فيما دعا علي أكبر ولايتي مستشار مرشد الجمهورية الإيرانية علي خامنئي للشؤون الدولية، الدول الغربية وأميركا إلى التوصل لاتفاق مع إيران في ظل حكومة روحاني، لأن طهران مستعدة للاستجابة لأي خطوات بهذا الاتجاه باعتماد خطاب مختلف.
وأشار روحاني إلى استعداد إيران لأن تصبح أكثر شفافية بشأن هذا البرنامج واتخاذ موقف أقل تصادما في المفاوضات مع الدول الكبرى. وعلى الرغم من تعيينه حكومته، لم يعلن روحاني بعد من الذي سيرأس المجلس الأعلى للأمن القومي وهو شخصية تولت أيضا رئاسة المفاوضات خلال عشر سنوات من المحادثات النووية المتقطعة.
وأثار هذا التأخير تكهنات في وسائل الإعلام الإيرانية بأن روحاني يريد نقل هذا الدور إلى وزارة الخارجية وهي مؤسسة أقل تشددا عادة. وقال عباس عراقجي المتحدث باسم الخارجية الإيرانية في مؤتمر صحفي “خلال السنوات العشر الماضية كان المفاوض أمين المجلس الأعلى للأمن القومي، ربما يتغير هذا فقد يقرر روحاني تعيين شخص آخر، كوزير الخارجية أو أي شخص يراه ضروريا، مازلنا ننتظر أن يعلن روحاني المؤسسة المكلفة بمتابعة المفاوضات النووية، ثم تحديد المفاوض والفريق النووي”.
وأكد روحاني أنه سيكون هناك تغيير في أسلوب تعامل إيران مع العالم، فطهران لن تتخلى عما تصفه بحقها في امتلاك التكنولوجيا النووية لتوليد الكهرباء وللأبحاث الطبية. والرئيس الحالي للمجلس الأعلى للأمن القومي هو سعيد جليلي المتشدد الذي فاز عليه روحاني في انتخابات الرئاسة.
من جهة أخرى أكد مستشار خامنئي للشؤون الدولية علي أكبر ولايتي بأنه ينبغي علي الدول الغربية وأمريكا التوصل إلى تفاق مع إيران في ظل حكومة روحاني الذي زبدي استعداد لهذه المفاوضات. وقال بشأن الدخول في مفاوضات مباشرة مع أميركا “مادامت واشنطن تستمر في اعتماد الممارسات الراهنة، فإنه لايمكن تصور وقوع هذا الاحتمال، وينبغي للمسؤولين الأميركيين تغيير مواقفهم حيال إيران” .
وأضاف أن القيادة الإيرانية تتصور أن الدخول في مفاوضات ثنائية ومتعددة الأطراف مع البلدان الغربية يمكنه أن يثمر عن تحقيق تقدم. واستبعد حصول فائدة من استمرار الخطاب المستخدم الآن، داعيا إلى اعتماد خطاب مختلف في المفاوضات.
وأكد ولايتي على ضرورة أن يرفع الفريق الإيراني المفاوض من مستوى نشاطاته “ولاينبغي الاكتفاء بالتفاوض في إطار القوى الكبرى، بل يجب الدخول في مفاوضات مباشرة وغير مباشرة مع كافة البلدان الست في المجموعة الدولية”. وشدد على القول أن المبادئ التي تعتمدها إيران في المفاوضات هي نفسها المبادئ التي اعتمدتها الحكومة السابقة، لافتا إلى أن مسؤولية ملفات السياسة الخارجية في إيران ومنها البرنامج النووي للبلد تقع على عاتق خامنئي.
من جهة أخرى أكد مساعد الرئيس الإيراني لشؤون الميزانية باقر نوبخت أن حكومة روحاني تسعى إلى إزالة الحصار الاقتصادي عن إيران بشكل تدريجي. وأضاف “خلال 100 يوم سنتمكن من تحقيق الكثير من الإنجازات وتسوية المشاكل مع الدول الغربية وأميركا”.
من جانبه أكد الخبير الإيراني سعيد سيف أن روحاني لن يتراجع عن مشروع الاعتدال، وأن الانتقادات التي يتعرض لها في الصحف الأصولية ومنابرها، لن تغير شئا. وقال إن روحاني سيعين 3 وزراء من جبهة الإصلاحات لحقائب وزارة العلوم والتربية والرياضة، كما سيقوم بتعين وفد نووي معتدل.
عدد اليوم
