في الطريق إلى مكاتب إدارة التفتيش الأمني K9 في شرطة أبوظبي، تعلو بعض أصوات العواء من الكلاب البوليسية المدرّبة والتي تلقى العناية والتدريب باستمرار، هي من أفضل أنواع الكلاب ولكل منها حجراتها الرحبة في المساحة والمكيّفة مع إطلالة على فسحات خارجية مسيّجة تفصل بين القادم والكلاب. تتوزّع هذه الكلاب وفق اختصاصاتها فمنها المدرّب على مكافحة الشغب، ومنها المدرّب على الكشف على المواد الممنوعة مثل المخدرات وأخرى على الكشف عن المتفجرات... ولا ننسى تلك التي استقدمت خصيصاً هذا العام وتم تدريبها على الكشف عن سوسة النخيل الحمراء التي كانت تضرب محاصيل النخيل وتقضي على أشجاره، بفكرة مميزة ودّع معها المزارعون استخدام المبيدات الكيمياوية التي لها آثار جانبية جمّة... فالكلاب تلاحق الرائحة التي تدربت على ملاحقتها وتكتشف عمّا لا تستطيع العين المجرّدة كشفه.
إن تدريب الكلاب البوليسية ليس بالأمر السهل ويحتاج إلى متابعة واستمرارية، لذا لا يمرّ وقت طويل إلا وتعقد دورات متخصصة للمدرّبين في الشرطة بصحبة الكلاب التي يتولون مسؤولية تدريبها فترافقهم في المهمات وتقوم بأعمال لا يستطيع الفرد القيام بها من شمّ روائح معيّنة ومن تتبع الأثر إلى التقاط مثيري الشغب إذا ما ركضوا هاربين مسرعين، إلى أن يتمكن عناصر الشرطة المكلفين بمكافحة الشغب من الوصول وتوقيف المتهمين.
وفي هذا الإطار، وخلال عطلة عيد الأضحى المبارك، اختتمت إدارة التفتيش الأمني K9 (كاي 9) في شرطة أبوظبي “دورة مكافحة الشغب المتقدمة”، والتي نظمتها إدارة التدريب بالتعاون مع الشرطة الأسترالية بمشاركة 13 من ضباط الصف والأفراد واستمرت لمدة أسبوعيين.
واحتفلت K9 بتخريج المدربين وتخلل الحفل كلمة توجيهية للمقدم جمال حبش مدير إدارة التفتيش الأمني تحدث فيها إلى الخريجين، الذين قدموا عرضا لفض عمليات شغب ومداهمة السيارات باستخدام الكلاب البوليسية.
كما تحدث حبش لـ”الاتحاد” عن تخصصات الكلاب البوليسية، قائلاً “للكلاب البوليسية تخصصات متنوعة، منها الكلاب المتخصصة بالكشف عن المخدرات، وثانية للكشف عن المتفجرات، وثالثة لتتبع الأثر من خلال الرائحة، وأخرى للقضاء على الشغب، وفرق الكلاب للإنقاذ الدولي بشهادة من جمعية الأمم المتحدة، بالإضافة إلى فريق متخصص بالعروض التي تقوم بها الشرطة”. وقد شدّد حبش على معلومات لا يعرفها الجمهور، وهي أن كل قسم يفرز إليه عدد من الكلاب ويتم تدريب كل منها منذ البداية على التخصص الذي فرزت له، لأنه
لا يجوز استخدام كلاب تدربت على أنواع أخرى من الروائح. وأشار إلى أن أهمية فكرة استخدام الكلاب البوليسية المدرّبة تكمن في أن هذه الكلاب تستطيع الاستدلال على الروائح التي تدرّبت عليها والتي لا نستطيع رؤيتها أو الكشف عنها بالعين المجردة”.
يذكر أن الكلاب البوليسية المدربة في مختلف أقسامها أو تخصصاتها تعمل في دوام “متعب”، بين تدريب وعمل في المطارات والمنافذ وفي الملاعب وسواها من الأماكن وفق اختصاصاتها. وهناك 180 مدرباً للكلاب في دوامات تناوب، و9 أطباء بيطريين وثلاثة مشرفين للتغذية، ولكل قسم أو اختصاص لدى الكلاب المدربة عيادته الخاصة.
عدد اليوم
