الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

انتخابات البرازيل.. بين «ديلما» و «سيلفا»

9 سبتمبر 2014 11:52
تظهر استطلاعات الرأي الجديدة أنه من المرجح أن تفوز مرشحة المعارضة «مارينا سيلفا» في الانتخابات الرئاسية القادمة في البرازيل. وتقود هذه الاستطلاعات عدداً متزايداً من المحللين إلى التكهن بأن أكبر دول أميركا اللاتينية قد تتحول قريباً إلى سياسات أكثر ملاءمة للأعمال، وقد يهز ذلك المشهد السياسي في المنطقة بأسرها.والمرشحة «سيلفا»، هي إحدى المدافعات عن البيئة، وقد ولدت في أسرة فقيرة ومختلطة الأعراق وغالباً ما يشار إليها على أنها «أوباما البرازيل»، وتتفوق على الرئيسة «ديلما روسيف»، يسار وسط، في بعض استطلاعات الرأي المتعلقة بالجولة الأولى من التصويت المقرر إجراؤها في 5 أكتوبر. وقد تتفوق «سيلفا» على «روسيف» بعشر نقاط مئوية في الجولة الثانية من التصويت المرجح إجراؤها في 26 أكتوبر، وفقاً لأحدث استطلاعات الرأي. وإذا ما استمرت الاتجاهات الحالية بالنسبة للمرشحين المفضلين لدى الناخبين وحققت «سيلفا» فوزاً، فإن ذلك سيكون نهاية اثني عشر عاماً من تولي حزب «العمال» اليساري للسلطة. وخلال هذه الفترة، لعبت البرازيل دوراً رئيسياً في دعم فنزويلا وغيرها من الحكومات الشعبوية اليسارية في المنطقة. وبينما تتزعم «سيلفا» الحزب الاشتراكي، فستدعم -وكذلك زميلها مرشح المعارضة «آسيو نيفيس»، يمين وسط، السياسات الاقتصادية الملائمة للاستثمار أكثر مما تفعل الآن «روسيف» في محاولة لإخراج البرازيل من الركود الاقتصادي الحالي، وفقاً للبرامج الانتخابية لكل من مرشحي المعارضة. ويقول محللون إنه بالإضافة إلى ذلك، فإن كلاً من مرشحي المعارضة سيحولان سياسة البرازيل الخارجية بعيداً عن تركيزها حالياً على السعي إلى إقامة علاقات اقتصادية أفضل مع الأرجنتين وفنزويلا وغيرهما من الدول المجاورة في أميركا الجنوبية. كما أنهما سيسعيان إلى إبرام اتفاقات تجارة تفضيلية مع أوروبا والولايات المتحدة وآسيا. ومن جانبه، ذكر«روبنز باربوسا»، السفير البرازيلي السابق لدى الولايات المتحدة والمستشار التجاري والسياسي الحالي في ساو باولو، أنه «سيكون هناك تغيير كبير، بغض النظر عن مرشح المعارضة الذي سيفوز». وأضاف «باربوسا» أن أياً من مرشحي المعارضة سيكون من شأنه «مراجعة» سياسة البرازيل الخارجية فيما يتعلق بإعطاء أولوية لكتلة «ميركوسور» الاقتصادية لأميركا الجنوبية، والعلاقات بين الجنوب والجنوب بوجه عام. ووفقاً لميركوسور (مختصر السوق المشتركة لدول أميركا الجنوبية)، فإن الدول الأعضاء لا يمكنها توقيع اتفاقات تجارة حرة فردية مع أية دول خارجية أو تكتلات اقتصادية. وأضاف السفير السابق أنه في حالة فوز «سيلفا» أو «نيفيس»، فإن «البرازيل ستجعل من ضمن أولوياتها إقامة علاقات تجارية أفضل مع الدول المتقدمة، لكي تصبح جزءاً من دورة الإنتاج العالمية وتخرج من عزلتها الحالية». والبرازيل ليست لديها اتفاقات تجارة حرة مع الولايات المتحدة أو أوروبا. وقد عقدت مفاوضات طويلة لإبرام اتفاقية تجارة حرة مع كتلة الاتحاد الأوروبي التي تضم 28 دولة، ولكن المفاوضات تعثرت بسبب اعتراضات من الأرجنتين، ومؤخراً من فنزويلا. ولكن المحللين البرازيليين يتفقون أيضاً على أن تفكير «سيلفا» الشخصي في القضايا الاقتصادية يمثل علامة استفهام كبيرة، وأن مجتمع الأعمال قد يأمل أن يكون أي مرشح معارضة أفضل بالنسبة لاقتصاد البرازيل أكثر من الحكومة الحالية. ثم إن اقتصاد البرازيل في حالة من الركود الفني، نظرا لأن تصنيفها الائتماني قد تم خفضه 14 مرة في الأشهر الأخيرة، ومن المتوقع أن يشهد نمواً بنسبة 0,5 في المئة هذا العام. ويستشهد المتشككون حيال فرص «سيلفا» في إصلاح اقتصاد البرازيل بحقيقة أنها لم تتبوأ اطلاقاً أي منصب انتخابي رفيع المستوى - فقد كان أعلى منصب عام شغلته هو عملها كوزيرة بيئة - وفي حال انتخابها سيكون عليها تقديم تنازلات للجناح اليساري من الحزب، الذي يدعو إلى زيادة دعم الحكومة الحالي للفقراء. وبينما يدعو البرنامج الانتخابي لـ«سيلفا» إلى انتهاج المزيد من سياسات السوق الحرة الاقتصادية، يدعو أيضاً إلى زيادة الدعم المقدم للأسر الفقيرة المعروف ببرنامج «بولسا فاميليا» ليشمل 24 مليون عائلة بدلاً من 14 مليوناً حالياً. هذا إلى جانب زيادة الدعم المخصص للرعاية الصحية من 7- 10 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي خلال الأربع سنوات المقبلة. ويرى «باولو روبيلو»، وهو محلل اقتصادي وسياسي أن «البرازيل لديها مقاومة كبيرة للتغيير، سواء كان للأفضل أو للأسوأ، وإنني لأشك في أن الأمور ستتغير كثيراً في ظل حكومة سيلفا». وفي رأيي أن «سيلفا» تتقدم بقوة في استطلاعات الرأي هذه الأيام، ولكنني على رغم ذلك لا أستبعد فوز «روسيف»، لأنه في ظل القواعد الانتخابية في البرازيل، فإن الرئيس سيحظى بفترات طويلة على شاشات التليفزيون أكثر من المعارضين في الأسابيع المقبلة. وبالإضافة إلى ذلك، فإن «روسيف» قد تحظى بتأييد الرئيس السابق ذي الشعبية «لويس إيناسيو لولا دا سيلفا»، الأمر الذي سيدعم فرص إعادة انتخابها. ولكن إذا ما كانت الاستطلاعات صحيحة وفازت «سيلفا»، فقد نرى تغييراً اقتصادياً وسياسياً واسعاً، ونلمس أثره في جميع أنحاء أميركا اللاتينية. وبعد أكثر من عقد من السياسات الشعبوية التي تمولها أسعار السلع القياسية العالمية في البرازيل وفنزويلا والأرجنتين وغيرها من البلدان في المنطقة، قد نرى تحولاً أكبر إلى سياسات السوق الحرة التي تهدف إلى جذب الاستثمارات، وزيادة الصادرات الصناعية إلى كبريات أسواق العالم. وسواء كانت مؤمنة بالسياسات صديقة السوق أم لا، فإن الواقع الاقتصادي سيدفع «سيلفا» للوفاء بوعود حملتها الانتخابية. يُنشر بترتيب خاص مع خدمة «إم. سي. تي. إنترناشيونال»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©